كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أنه تعرض ومواقع أخرى لاستهداف باستخدام برامج تجسس تنتجها شركة كانديرو الإسرائيلية، التي أدرجتها الولايات المتحدة على القائمة السوداء، في وقت سابق من هذا الشهر.
ولفت الموقع، في تقرير له ترجمته “عربي21″، إلى أن الهجوم السيبراني الذي اكتشفته شركة الأمن السلوفاكية عبر الإنترنت “إسيت”، استهدف موقع “ميدل إيست آي” على الويب خلال يومين في أبريل من العام الماضي.
ونقل الموقع عن “إسيت” قولها، في بيان، إن الهجوم كانت له “روابط قوية” بشركة كانديرو الإسرائيلية شديدة السرية، التي تبيع برامج التجسس الخاصة بها إلى الحكومات فقط، مشيرة إلى أن الهجمات على “MEE” وغيرها استخدمت تقنيات مماثلة لتلك التي استخدمتها الشركة المذكورة في يوليو الماضي ضد مواقع عدة.
وقال ماثيو فاو محقق إسيت الذي أجرى التحقيق: “نعتقد أن أحد زبائن كانديرو هو الذي نفذ هذه الهجمات” بالأدوات التي أمنتها الأخيرة.
ولا تقوم شركة إسيت بكشف هذا العميل صراحة، لكنها تشير إلى المملكة العربية السعودية، بحسب “أ ف ب”.
وأكد الخبراء في “إيست” أن مثل هذا الهجوم “يهدد مواقع الويب التي من المحتمل أن يزورها الأشخاص المستهدفون، حيث يتم استخدام مواقع الويب المخترقة فقط كنقطة انطلاق للوصول إلى الأهداف النهائية”.
ولفتوا إلى أن الحملة استهدفت عشرين موقعًا آخر على دفعتين: من أبريل إلى يوليو 2020م، ومن يناير إلى أغسطس 2021م، وشملت عدة مواقع حكومية، منها وزارات المالية والداخلية والبرلمان في اليمن، ووزارة الخارجية في إيران، ووزارة الكهرباء السورية، ومزودو خدمة الإنترنت في اليمن وسوريا، ومواقع إعلامية مرتبطة بحزب الله والحوثيين، وموقع إلكتروني يديره معارضون سعوديون.
كما تم استهداف العديد من شركات الطيران في جنوب أفريقيا وإيطاليا، التي كانت تتاجر مع الشرق الأوسط، وواجهت صعوبات مالية.
وعلق ديفيد هيرست، رئيس تحرير الموقع، على الخبر بالقول: “إن مثل هذه المحاولات لتدمير موقع الويب الخاص بنا من قبل جهات حكومية وغير حكومية ليست غريبة على موقعنا، ولقد تم إنفاق مبالغ كبيرة من المال في محاولة لإسكاتنا، لكن لم يتمكنوا من منعنا على نشر ما يجري في كل ركن من أركان المنطقة، ولن يوقفنا ذلك في المستقبل. لن يمنعونا من الوصول إلى جمهور عالمي”.
وقال “ميدل إيست آي”، في بيان، إنه يبحث الإجراءات القانونية المحتملة التي يمكن اتخاذها ضد الأطراف التي تعتقد أنها ربما لعبت دورًا في الهجوم، مشيرا إلى أن الهجوم “يوضح هذا فقط، تحديات إعداد التقارير بشكل مستقل، والعواقب الوخيمة على مستقبل حرية الصحافة”.
وتابع الموقع: “في الوقت الحالي، نحن على ثقة من أن هذا لم يضر بقدرتنا على مواصلة تركيز جهودنا على تسليط الضوء على التقارير الأصلية عالية الجودة من المنطقة.”