وزير الثروة السمكية لـ”الثور ة”: خسائر القطاع السمكي جرّاء العدوان بلغت أكثر من عشرة مليارات دولار

 

افتتحنا أسواقاً للجملة في تعز وإب وقريباً في دار سلم بصنعاء ونخطط لإنشاء شركة لإيصال المنتج إلى جميع المحافظات
يتم احتجاز الصيادين اليمنيين تعسفا من قبل سفن عسكرية إماراتية وسعودية واريترية ولا يوجد مسوغ قانوني لذلك
منذ بداية العدوان تعرض 908 صيادين يمنيين للاحتجاز وقد تم الإفراج عن 827 wdhvhW
سفن العدوان تقوم بتفريغ مواد كيميائية وإشعاعية تسبب تلوثاً للبيئة البحرية وخنق الأسماك

قال وزير الثروة السمكية محمد محمد الزبيري إن خسائر القطاع السمكي خلال سبعة أعوام من العدوان تقدر إجمالاً بعشرة مليارات دولار منها 4 مليارات دولار خسائر توقف الإنتاج وتوقف المشاريع الاستثمارية.
وأوضح وزير الثروة السمكية في حوار مع صحيفة ” الثورة ” أن القطاع السمكي يُعد أحد أعمدة الدخل القومي لليمن ولذا اعتبره العدوان هدفاً استراتيجياً له بقصد تجفيف منابع الدخل وتعقيد الحياة على الناس.
الزبيري تطرق في الحوار إلى أنواع الاستهداف الذي طال الثروة السمكية منذ بداية العدوان والذي تنوع بين جرف الأسماك وتدمير البنية التحتية واستهداف قوارب الصيد وتهجير السكان من مناطقهم، موضحا أن العدوان تسبب بمقتل العشرات من الصيادين، ونزوح عشرات الآلاف ممن كانوا يعملون في الصيد وجميعهم فقدوا مصادر عيشهم إضافة إلى من فقدوا أعمالهم في الجانب السمكي.
وتطرق وزير الثروة السمكية الى انتهاكات دول العدوان في احتجاز الصيادين اليمنيين في المياه الإقليمية، وموضوع التخلص من النفايات الكيميائية من قبل سفن العدوان.. اليكم تفاصيل الحوار:

الثورة //
مجدي عقبة

* نعلم ان القطاع السمكي كان له نصيب من استهداف العدوان.. ما هي اشكال الاستهداف للثروة السمكية؟
– تعتبر الثروة السمكية أحد أعمدة الدخل القومي حيث تملك اليمن مخزونا سمكياً يقدر بخمسة آلاف طن سنوياً بفضل الموقع الجغرافي الذي حبا الله اليمن به وامتلاك بلادنا ساحلاً يمتد لحوالي 2500 كيلو متر وامتلاكها ما بين 121 – 151 جزيرة تملك خصائص فريدة ومتنوعة من الأسماك والأحياء البحرية، لهذا اعتبره العدوان هدفاً استراتيجياً بقصد تجفيف منابع الدخل وقطع معاشات الناس القاطنين على السواحل، وقد تنوعت اشكال الاستهداف الممنهج لقطاع الثروة السمكية ما بين: استهداف البيئة البحرية -جرف الأسماك وتدمير الشعب المرجانية واستهداف البنية التحتية من موانئ ومراكز إنزال ومختبرات فحص الجودة ومباني التحضير والتصدير واستهداف قوارب الصيد وتهجير السكان من مناطقهم ومصادرة القوارب واحتجاز الصيادين ومنعهم من ممارسة الصيد.
* كم هو حجم الخسائر على المستوى البشري والبنية التحتية والعائدات التي توقفت بسبب توقف النشاط؟
– الخسائر التي لحقت بقطاع الثروة السمكية خلال سبعة أعوام من العدوان تقدر إجمالاً بأكثر من عشرة مليارات دولار منها 2.3 مليار دولار خسائر توقف الإنتاج و1.7 مليار دولار خسائر توقف المشاريع الاستثمارية و2.6 خسائر الصيد الجائر، كما تسبب العدوان بقتل 231 صيادا ونزوح ما يقارب 40000 ممن فقدوا مصدر عيشهم و21.612 الذين فقدوا أعمالهم في الجانب السمكي.
* كثيرا ما تعرضت المياه الاقليمية لانتهاكات وتجريف جائر للأحياء البحرية، بداية ما هو التأثير السلبي لهذا الأمر؟
– التجريف للأسماك تقوم به السفن الأجنبية وبالمقدمة سفن الإمارات ومصر، وخاصة كنتيجة للسيطرة على بعض الجزر والممرات في البحر نتيجة خروجها عن السيطرة، وطبعا يتسبب هذا الجرف في ما يلي:
– صيد الاحياء البحرية أثناء فترة التكاثر والنمو.
– صيد أنواع من الكائنات التي تعتمد عليها الأسماك في غذائها.
– استخدام طرق صيد جائر بشباك الجرف القاعي أو شباك التجريف ذات عيون صغرى – وتدمير مراعي الأسماك ” حشائش بحرية / طحالب.
– الإجهاد لبعض المناطق وتركيز الاصطياد فيها بمعدات ووسائل تفوق قدرتها الإنتاجية.
* هل ممكن تحدثونا، بأي مصوغ تقوم الدول باحتجاز الصيادين اليمنيين وهم في المياه الاقليمية اليمنية؟
– لا يوجد مصوغ قانوني لحجز الصيادين اليمنيين خاصة أنهم يصطادون في المياه الإقليمية اليمنية والدولية ويتم احتجاز اليمنيين تعسفا من قبل سفن عسكرية إماراتية وسعودية وإريترية والزج بهم في السجون ومصادرة معداتهم وقواربهم وصيدهم وإجبارهم بالقيام بأعمال شاقة والمثير للسخرية أنه كذلك حجزهم في المخا والخوخة من قبل قوات المرتزقة.

* هل لا يزال هناك صيادون محتجزين لدى مصر مثلا أو أرتيريا؟
– نعم، هناك صيادون محتجزون في سجون المرتزقة والسلطات الإرتيرية والعدو السعودي وعددهم 908 تم الإفراج عن 827 صياداً.
* ذكرتم في حوار سابق ان “سفن تحالف العدوان تلقي الزيوت والمخلفات بالقرب من السواحل اليمنية في استهداف ممنهج لتعطيل الموانئ والتأثير على البيئة البحرية.. كيف توضحون مستوى الأثر البيئي؟
– يعلم الجميع أن البحر الأحمر مملوء بسفن العدوان وغيرها إضافة إلى السفن التجارية التي تفرغ حمولاتها في الموانئ المطلة على البحر الأحمر والعربي وتقوم بتفريغ الزيوت والمياه المعادلة والكثير منها تحمل مواد كيميائية وأشعة وتسبب في تلوث البيئة البحرية وخنق الأسماك وتفوق الماء منها خصوصا في سواحل عدن وأبين.. إلخ.
* هل قمتم برصد هذه الانتهاكات في ملفات لتقديمها كإدانات لمحاكمة العدوان؟
– رصدنا هذه الظواهر من خلال تكليفا فروع هيئات الحوت التي قامت بإعداد دراسات كاملة لظاهرة النفوق وحددت أسبابها وكيفية معالجتها، وأعلنا ذلك في الصحف الرسمية والملفات جاهزة وندرك أن هذه الملفات لن تحرك من قبل المنظمات الدولية نظرا لانحيازها مع دول العدوان ولكننا نجهزها مع ملفات أخرى تتعلق بالقطاع السمكي وستقدم في الوقت المناسب عندما نرى ميزان العدل قد نصب وتحقق انتصار اليمن الذي سيمكننا من مقاضاة تلك الدول وانتزاع الحق الوطني.
* لو انتقلنا إلى نشاط الوزارة على صعيد خدمة المواطنين.. هل لديكم خطة لإيصال الأسماك إلى جميع المدن والمديريات والأسواق بأسعار مقبولة؟
– في إطار خطة الوزارة لهذا العام والقادم، كان التسويق من أولوياتنا لإيصال الأسماك إلى المحافظات وفي إطار ذلك افتتحنا سوقاً نموذجياً للجملة في تعز ومن ثم في إب وسنقوم بافتتاح السوق المركزي للجملة في دار سلم بصنعاء بمواصفات عالية بغرض فحص جودة المنتج وتسهيل الحصول عليه وقد سعينا لإنشاء شركة تقوم بعملية التسويق ونسعى إلى القيام بالاتفاق مع الصيادين ووكالات تسويق الأسماك إلى جميع المحافظات.
* هل لديكم خطط وبرامج لرفع عائدات إنتاج الثروة السمكية؟ وما هو دور القطاع الخاص في هذا الجانب؟
– نركز في خطتنا لهذا العام والعام القادم على ما يلي:
– المرتكز الأول: أهداف استراتيجية لزيادة كمية الإنتاج البحري بتسهيل وتقديم الخدمات للصيادين بإنشاء مصانع التعليب وبناء محطات للبترول والديزل وتوفير مصانع طحن المخلفات وتنظيم رحلات الصيد آليا والقيام بالتأمين على الصيادين ومعداتهم وتفعيل الرقابة البحرية.
– المرتكز الثاني: القيام بزيادة الإنتاج من خلال استزراع الأسماك في السدود التي قمنا بتجديدها في ثلاث محافظات (صنعاء – إب – ذمار) وكانت نتائجه إيجابية وفي خططنا للعام القادم سنستهدف المحافظات الشمالية بهدف توفير الأمن الغذائي لكل المحافظات وكذلك إنشاء مزارع اسماك برية وبحرية.
*المرتكز الثالث: تسويق الأسماك لجميع المحافظات وإنشاء أسواق جملة مركزية في جميع المحافظات.
*المرتكز الرابع: إعادة تأهيل الجمعيات التعاونية إداريا وماليا وإنتاجيا وتسويقيا، هذه الخطة جزء منها بتمويل ذاتي والجزء الآخر استقطاب المستثمرين في القطاع الخاص وبخصوص ذلك نقوم بالإعداد والتحضير للمؤتمر … في الحديدة بهدف جذب المستثمرين وتمكينهم من الحصول على فرص استثمارية في هذا القطاع.
* ماذا عن الأضرار التي لحقت بالثروة السمكية في السواحل والمحافظات المحتلة؟ وهل تتابعون ما يحدث هناك من عملية تجريف ونهب مكشوف لهذه الثروة؟
– أنشأنا منذ وقت مبكر غرف عمليات في الموانئ والمراكز وتم ربطها بغرفة عمليات مركزية لمراقبة كل ما يحدث وموافاة الوزارة بها، كما ربطناها بشبكة آلية لمراقبة عمليات الإنتاج من الأسماك وذلك للسيطرة إحصائيا على كميات الإنتاج.

قد يعجبك ايضا