جورج.. الحل بدلاً عن عبثية الحرب

علي محمد الأشموري

 

 

هامة إعلامية بوزن جورج قرداحي قلب الطاولة رأساً على عقب، وكشف حقد البعير والتعالي بعقول خالية وضمائر خاوية.. اشترت السعودية العالم من أجل ما تسمى “عاصفة الحزم” كثيراً من الذين يعلمون بالمشهد اليمني المعقَّد وتضاريسه الوعرة، وتعامل الشعب مع الإمبراطوريات الاحتلالية وكيف تم دحرها.
كان المفكرون كـ”محمد حسنين هيكل وإبراهيم عيسى، يراهنون على سقوط الرهان، ربح هيكل وعبدالباري عطوان وإبراهيم عيسى وغيرهم الرهان، فالأسبوع امتد إلى 7 و8 سنوات، والشعب اليمني حر مناضل صابر، وكشف أبو الإعلام جورج قرداحي بكلمة “الحرب عبثية” في اليمن، ويجب أن تتوقف، فقامت الدنيا ولم تقعد على معالي الوزير قرداحي الذي رفض الاستقالة، وقال بالفم المليان: “ألسنا دولة ذات سيادة؟، فلن أعتذر ولن أستقيل، ولن نخضع للمساومة والابتزاز، لا من دول، ولا من سفراء، ولا من أفراد، رغم تدخل الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس حكومته “ميقاتي”، فبدأ الذباب الالكتروني والراقصات وحتى رؤساء الوزراء السابقون يطالبون بإقالة جورج.. انقسم الشارع اللبناني بين مؤيد لــ”قرداحي” لقوله كلمة حق، ومعارضين تحت ذرائع واهية “المساس بالاقتصاد اللبناني”!.
المهم أن هذه الحادثة وراءها ما وراءها، ودون حياء أو خجل فضلوا “الضد” البنكنوت السعودي، وقامت الدنيا ولم تقعد، وأصبح جورج قرداحي في موقف الحق من الحرب العبثية في اليمن “بطلاً قومياً” وليتذكر ذلك المسخ الذي وقف في طابور رؤساء الوزراء السابقين حين اعتقل وكان ممكن أن يطاله المنشار لولا تدخل ماكرون.
جورج قرداحي، هذا الرجل البطل في زمن الخذلان، قال كلمته ومشى؛ لأنه يعرف التدخلات السعودية في لبنان، ويعرف أن السعودية منعت تصدير الفواكه والخضروات من بيروت إلى السعودية تحت ذرائع الهيمنة والتجويع ومحاولة التركيع، فالرجل الإعلامي الذي وقف معه كل أبناء اليمن لموقفه المشرف من الحرب العبثية في اليمن التي يجب أن تتوقف؛ لأنه وحسب تعبيره ضد أي حرب عبثية بين الأشقاء العرب، لكن الشقيقة الكبرى تطاولت وتريد أن تعيِّن وتقصي من تشاء، والعبدلله من خلال المتابعة يرى أن وراء هذه الحملة الشرسة ليس جورج، بل هناك ستنكشف أشياء وقد انكشفت فعلاً، فهل البنكنوت وملوك الرمال السوداء أغلى من السيادة الوطنية؟!!.
الشيء الغريب العجيب أن المرتزق “معمر الإرياني” في ظل هذه الفوضى يتطاول على “جورج قرداحي”، فمن هو معمر مقارنة بجورج؟!!.
مجموعة لصوص عاشوا في الفنادق، ويدَّعون “الشرعية”، وبالمختصر المفيد السعودية رمت بثقلها على “حزب الله” وهي في الحقيقة من منظور طائفي تفتح جبهة على نفسها لن تستطيع أن تسد ثغراتها، بل تفتح على نفسها أبواب جهنم بعد تصريح “حزب الله” المتعلق بالوزير قرداحي، هذا هو الوجه الحقيقي للسعودية ودول الخليج المطبِّعة والمنبطحة التي تقذف سمومها ضد كل حر شريف نظيف اليد.
وصاحب العقل والضمير يقول كلمة الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، بهذا الغباء السعوإماراتي الخليجي والتصرفات النابعة من حقد “البعير” قد وضحت للعالم الصامت، والعالم الذي ينظر إلى الاقتصاد قبل أن ينظر إلى سيادة الأوطان والشعوب المغلوبة على أمرها، وجورج أصبح مثار جدل في العالم، وستبين الأيام من وراء “انفجار مرفأ بيروت”، وورقة “المنشار” لمن يقول كلمة حق ضد مملكة الرمال؟!، وتفجير برجي التجارة العالمي؟!.
فالسعودية تريد منذ النشأة كذيل أن تبسط نفوذها على الجيران، وتنفذ أجندات أسيادها حتى لو اضطرت أن تفرغ خزينتها وتعود إلى سابق عهدها تتغنى بـ”سروال المؤسس”!!.
اليوم ستتبين كثير من الأمور المخفية لــ”خاشقجي”، وسلب أموال الأمراء بعد حبسهم في الفنادق بحجة مكافحة الفساد.. اليوم الصهاينة وحاخاماتهم يتجولون في شوارع الرياض وأبوظبي، وجورج لن يكون لقمة سائغة في أفواه بن سلمان وبن زايد، ودوار البحرين، وقطر الإخونجية.
فالسعودية تريد أن تبسط نفوذها على اليمن ولبنان والعراق وسوريا بمرتزقة الخارج والداخل الذين غردوا خارج السرب، وجعلوا من “جورج قرداحي” بطلاً قومياً بغباء سياسي لم يسبق له مثيل.
“أوقفوا الحرب العبثية على اليمن ولبنان” وإلاَّ فإن الخاتمة ستكون وخيمة، ولن تنفعكم أمريكا ولا إسرائيل ولا السعودية أو “المرتزقة” عبيد الريال والدينار والدولار، و”الشيكل” فقد تغيرت الخارطة وأصبحت المقاومة هي الحل..
واليمنيون يرفعون القبعة للشجاع “جورج”.
آخر الكلام:
قطر الإخوانية دفعت فيصل القاسم للإساءة إلى البطل “جورج قرداحي”، وكان الأولى بقطر أن تبحث عن مخرج “للبشير” الإخواني وشلته وتدفع المقابل لإعادة “الشرعية” الإخوانية بــ”عاصفة حزم جديدة” ضد البرهان والعسكرتارية.. نعم انقلب السحر على الساحر، وصارت السودان مرتعاً لهتك حقوق الإنسان، والقتل بدم بارد بعد إقالة النائب العام وطاقمه.
الأنظار الأمريكية الأوروبية تتجه نحو الخرطوم في ظل ثورة عارمة وقمع ممنهج للمتظاهرين.
أما “جورج قرداحي” فصوره تزيِّن العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية، وهو إعلامي لا يشق له غبار، ويكفي أنه قال كلمة حق وموقف من الحرب العبثية على اليمن، ولم يعتذر أو يستقيل، فالتغريدات لا تسمن ولا تغني من جوع يا فيصل!!.

قد يعجبك ايضا