حاول النظام السعودي أن يفرض حالة من التعتيم الإعلامي وأن يحجب الحقائق عن الرأي العام بشأن خلفيات وأبعاد وأسباب ومعطيات وجرائم العدوان الأمريكي السعودي الشامل على اليمن، وهذا يؤكد أن النظام السعودي نظام هش وضعيف وهزيل ولا يملك من مقومات القوة سوى المال فقط واليوم وبعد مرور سبع سنوات من العدوان بات من الضرورة القصوى أن يعرف الجميع أن الذي يحصل في اليمن ليس مجرد حرب عبثية – كما يصفها البعض – بل هو عدوان خارجي له أهداف سياسية وأطماع استعمارية وهذه هي الحقيقة التي أثبتتها الأحداث والمتغيرات ، النظام السعودي لو كان يتمتع بذرة من القوة لما استشاط غضباً من كلام وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي الذي عبّر فيه عن رأيه الرافض للعدوان على اليمن ووصف ما يحصل في اليمن بالحرب العبثية ولم يتطرق إلى تفاصيل حجم الطغيان الذي تمارسه دول العدوان في اليمن، ومع ذلك لم يستطع النظام السعودي أن يتحمل سماع كلام قرداحي وهو يصف العدوان على اليمن بالحرب العبثية مع أن العدوان على اليمن أكبر بكثير من أن يتم حصره ووصفه بالحرب العبثية، فهو عدوان خارجي استعماري إجرامي لا مبرر له إطلاقاً ،عدوان أمريكي سعودي بريطاني إماراتي يهدف إلى استعمار اليمن أرضاً وإنساناً ويهدف إلى نهب ثرواته والسيطرة على قراره السياسي وفرض الهيمنة والوصاية عليه في كل المجالات.
عندما يطلق البعض على العدوان السعودي الأمريكي على اليمن تسمية ومصطلح “حرب عبثية” فهذا ليس سوى جزء من حقيقة فرضتها الأحداث والمتغيرات على مدى سبع سنوات وإلا فإن الحقيقة الكاملة تؤكد أن العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن هو حرب عدوانية خارجية لها أهداف استعمارية ومخططات شيطانية أهمها أن أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات وغيرها من الدول المشاركة في العدوان تسعى إلى بسط نفوذها وهيمنتها على اليمن واليمنيين ورغم الإمكانيات المادية والإعلامية والنفوذ السياسي والتعتيم الإعلامي نستطيع القول انه لو استطاعت دول تحالف العدوان أن تحقق أهدافها الاستعمارية في اليمن ولو بنسبة 50% لما قيل عن العدوان على اليمن أنه حربٌ عبثية ولقيل أنها حرب إيجابية ومهمة وضرورية وحققت إنجازات استراتيجية، لكن لأنها فشلت في تحقيق أهدافها ولأن الطغيان والدمار والقتل والحصار هو الذي طغى عليها بدون تحقيق أي نتيجة من النتائج التي كانت ولا تزال دول تحالف العدوان تطمح إلى تحقيقها صار الكثير يسمونها حرباً عبثية وهي بالفعل صارت بعد سبع سنوات حرباً عبثية قتل لمجرد القتل وتدمير لمجرد التدمير وحصار لمجرد الحصار، فلا القتل والدمار أوهن عزيمة الشعب اليمني الصامد ولا الحصار الاقتصادي منعه عن مواصلة المشوار في التصدي للعدوان ولا تلك الوحشية وذلك الطغيان الذي تمارسه دول العدوان استطاع أن يهزم اليمنيين أو حتى يحمي المعتدين.
نعم.. صار العدوان على اليمن حرباً عبثية بعد سبع سنوات بالنسبة للكثير من المراقبين والإعلاميين والمحللين السياسيين والخبراء العسكريين لأن دول تحالف العدوان هزمت شر هزيمة أمام صمود الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية في أكثر من معركة وفي أكثر من جبهة، ولأن تلك العناوين الزائفة التي كانت ترفعها دول تحالف العدوان في الأعوام الأولى من العدوان مثل “استعادة ما يسمى بالشرعية وقطع ذراع إيران في اليمن والدفاع عن العروبة” وغيرها من المسميات والشعارات التي كانت دول العدوان ترفعها وتعتدي على اليمن واليمنيين تحت مظلتها، أما اليوم فإن المتغيرات والمستجدات كشفت حقيقة العدوان على اليمن حين ذهبت الإمارات إلى استعمار جزيرة سقطرى وتحويلها إلى مستوطنة إماراتية وحين ذهبت بريطانيا إلى المهرة لممارسة أعمال عسكرية واستخباراتية استعمارية غير مشروعة تستهدف الشعب اليمني، وحين قامت السعودية ببناء معسكرات وسجون سرية وقواعد عسكرية في حضرموت وبقية المحافظات الجنوبية المحتلة.. وهنا نتساءل أليست كل هذه الممارسات والأعمال التي تقوم بها دول تحالف العدوان تؤكد أن العدوان على اليمن بات حرباً عدوانية استعمارية عبثية تهدف إلى العبث بأمن واستقرار اليمن واليمنيين وتعبث بثرواته ومقدراته الاقتصادية ومواقعه الجغرافية الاستراتيجية دون أي مبرر ودون أي شرعية؟ نعم هذا لا شك فيه.
الحقيقة التي يجب أن يستوعبها الجميع هي أن العدوان الأمريكي السعودي البريطاني الإماراتي على اليمن ليس نتيجة صراع داخلي على السلطة كما يصوره البعض وأن هذا العدوان جاء بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي أطاحت بالوصاية الأمريكية والسعودية عام 2014م، حيث كانت السفارة الأمريكية هي الحاكم الفعلي لليمن وكانت السفارة السعودية تشتري الولاءات والشخصيات وتعمل على توظيفها داخل مؤسسات الدولة بما يخدم توجهات النظام السعودي الذي هو بدوره مجرد أداة لأمريكا ولكن انتصار الثورة المستمرة أحرق كل مخططاتهم وحطم كل أحلامهم الاستعمارية لهذا جاء العدوان بهدف إعادة اليمن إلى مربع الوصاية الخارجية والقضاء على ثورة الشعب اليمني التي استطاع من خلالها أن يصنع لنفسه الحرية والاستقلال، وينبغي أن يفهم الجميع أن كل الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها دول تحالف العدوان بحق الشعب اليمني منذ مارس عام 2015م إلى اليوم هي جرائم حرب لا إنسانية وليس هناك أي مبرر لارتكابها وأن استمرار العدوان إلى اليوم – رغم كل المحاولات الأمريكية السعودية التي جربت كل أساليب الصراع وفشلت – هو بمثابة انتقام من الشعب اليمني الصامد الذي هزم أمريكا والسعودية أمام العالم وفضح حقيقة عدوانهم وأهدافهم الاستعمارية وكل ما استمر العدوان أكثر كل ما تأكد للجميع ان دول العدوان تخوض حرباً عبثية إجرامية انتقامية فشلت وهزمت شر هزيمة وثبت خلالها مدى ضعف السعودية وأمريكا والإمارات ومدى قوة العزيمة والإرادة والشجاعة التي يتمتع بها الشعب اليمني الصامد والمنتصر بإذن الله.