النازحات … مأساة تنتظر الحل ¿!!

دعم الأسر النازحة نفسيا واجتماعيا وتمكينها اقنصاديا ,, يضيق حجم المأساة لا بد أن يلعب الاعلام دورا محوريا في مناصرة قضايا النازحات مع الجهات المعنية.
الأحداث المأساوية التي نتجت عن الصراعات والحروب التي رافقت السنوات الماضية ما بين صراعات قبلية وسياسية ومناطقية أو ما بين الحكومة والمتمردين أو نتيجة للكوارث الطبيعية والانسانية لتخلق قصصا من المعاناة والألم يتجرعها النازحون , إلا إننا في زمام هذا التحقيق سنسلط الضوء على معاناة النازحات بكونهن الفئة المستضعفة الأكثر ظلما وتحملا , وما دور الجهات المعنية في التخفيف من وطأة وحجم المعاناة ,,
أماني صالح احدى النازحات تقول بأهات خنقتها العبرات مستطردة قصة نزوحها من حرف سفيان: نزحنا الى صنعاء هربا من الموت بحثا عن الحياة , تركنا مالنا وأرضنا وكل ما نملك وواجهنا الكثير من المعاناة والصعوبات , في أسرة عددها تسعة افراد الامر الذي اثقل كاهلنا ابتداء من معاناة طريق الوصول الى صنعاء مرورا بالبحث عن مأوى وانتهاء بالبحث عن لقمة العيش. وتضيف بدموعها قائلة : ان والدها كان يذهب الى صعدة عائدا بأثقال من الهموم للحصول على ما تبقى له من بقايا منزل دمرته الحروب لعله يجد فيه زاوية مأوى لكن لم يتبق سوى الركام !! , وها نحن هنا من خيمة الى خيمة نعيش تحت رحمة الناس واستعطافهم .
تقلب الحال
أما هنادي فلم تكن احسن حالا من أماني فبعد تحقيق الأمن والاستقرار في مسقط رأسها في وادي مور والطبيعة الخلابة والارض الجميلة دقت الحرب طبولها من نزاعات سياسية بدأت رحلة النزوح مشرعة الحديث عن معاناتها المريرة التي وجدتها في النزوح الى العاصمة صنعاء وخذلان منظمات الإغاثة لها.
ام محمد – ربة بيت وأم لخمسة اولاد تقول : نزحت مع زوجي واولادي وكان ميسور الحال رجل اعمال ولكن عيون الغدر والشر لم تنم عينها عن التربص به وامواله فقد تم سرق كافة امواله من بيته بعد ان نقلها من المحلات خوفا من نار الحرب وعلى إثرها اصيب بتفتيت الكبد وصعد الى بارئه بين لحظة وضحاها .
قتل البراءة
حتى براءة الطفولة لم تسلم من معاناة النزوح فمنهم من صبر ومن قضى نحبه , ما حدث مع احدى النازحات والتي قام عمومها بتزويجها بسبب انها يتيمة لم يكتمل سنها القانوني للزواج فزوجوها وعمرها 12 عاما وقد تدخل خالها ولكن رفضوا وقالوا الفتاة عار عليهم إن بقيت في هذه الظروف الصعبة غير متزوجة , فلابد ان تتزوج وحتما حدث ذلك لها وللكثير من القاصرات اللواتي حكم على طفولتهن بالاعدام أحياء .
المناصرة اعلاميا
اما الحقوقية بحرية شمشير – عضو مؤتمر الحوار الوطني ممثلة عن قضية النازحين تقول : هناك مشاهد مؤلمة لما تعانيه المرأة من النزوح وعدم توفرها للحياة المستقرة وأضافت : يوجد نازحات من صعدة وعمران وحجة والجوف وحاليا من ارحب توافدن الى صنعاء برفقة اسرهن او بمفردهن .
مؤكدة على ضرورة احلال السلام في المنطقة ولابد من التزام الدولة تجاه النازحين لمناصرتهم. موضحة ان النساء يمثلن 76% من اعداد النازحين , داعية الجهات الإعلامية لدعم ومناصرة قضايا النازحات اعلاميا ولو 10 دقائق فالإعلام نصف عمود الحل لتصل اصواتهن الى الجهات المعنية ودعم الاسر النازحة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا .
المساعدات الايوائية
وتشير مندوب الوحدة التنفيذية لإدارة خيمة النازحين مدير ورئيس مركز وجمعية الجراف للتنمية الأستاذة /بشرى حسن السماوي: إن مشاركة المرأة النازحة في العملية التنموية هي ضرورة وطنية واقتصادية وإنسانية وان تمكين عمل المرأة النازحة لا يتنافى مع موروثنا الحضاري ولا يمكن تطوير المجتمع دون عمل المرأة.
وتضيف ان الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين المتمثلة برئيس الوحدة الأستاذ / احمد الكحلاني الذي يبذل جهودا خاصة لمساعدة ومساندة النازحين بشكل عام وبصورة خاصة المرأة النازحة من خلال تقديم بعض الدورات المهنية عبر المنظمات الدولية وأيضا مساعدتها عبر الأسرة من خلال تقديم المساعدات الغذائية والايوائية والصحية بالإضافة الى تقديمه المساعدات الطارئة.
وتختم بالقول بصفتها الشخصية بأن لديها الاستعداد الكامل بتقديم يد العون لتدريب وتأهيل النازحات على بعض الحرف اليدوية والمدرة للدخل برسوم مجانية بالإضافة الى عمل دورات اسعافات اولية للنازحات وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.

قد يعجبك ايضا