أدانوا مظاهر الفجور واللهو التي يُرَوِّجُ لها النظام السعودي
علماء الأمة: النظام السعودي فاقد للأهلية والشرعية للإشراف على الحرمين الشريفين
الثورة / إدارة التحقيقات
ظل سلوك النظام السعودي دائما محورا حيويا في نقاشات المؤتمرات الإسلامية لعلماء الأمة، لما فاض من ممارساته غير المسؤولة، سواء في التعامل مع قضايا الأمة الإسلامية أو في ما يسنّه من نظام بشأن بيت الله الحرام، الحرمين الشريفين.
وفي غير مرة كانت هذه الممارسات تثير حفيظة المسلمين في كل بقاع العالم، ليدعوا جميعا إلى تبني توجه يخوض في مسألة وصاية هذا النظام على الأماكن المقدسة وتفرده في التحكم في اتصال المسلمين بهذه الأماكن أكان لجهة القيام بما فرضه الله أو التقرب إلى الله سبحانه بزيارة هذه المقدسات.
الخميس شهدت صنعاء انعقاد مؤتمر لعلماء اليمن تحت شعار “الوحدة الإسلامية.. الفرص والتحديات” بمشاركة علماء من الدول العربية، وفي بيانه، أدان العلماء “مظاهر الفسق والفجور واللهو والتبرج التي يروج لها النظام السعودي في بلاد الحرمين تحت مبرر الانفتاح والترفيه”..
وناشدوا “علماء الحرمين الشريفين والدول المطبعة، إلى ضرورة القيام بمسؤولياتهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
كما أكدوا “أن ولاية النظام السعودي على الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ولاية “ساقطة” وصار لزاما على علماء الأمة أن يصدعوا بكلمة الحق”.
الحديث عن وجوب إسقاط ولاية النظام السعودي على الأماكن المقدسة تكرر في غير لقاء لعلماء الإسلام.
في يوليو الماضي 2021م وتزامنا مع أيام الحج “الممنوع” من قبل النظام السعودي بدعوى “كورونا”، نظمت رابطة علماء اليمن ووزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، ندوة حول القرار السعودي بعنوان “منع الحج صد عن المسجد الحرام وخدمة لأعداء الإسلام”.
في الندوة أكد نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة العلامة فؤاد محمد ناجي أن النظام السعودي غير مؤتمن على الحرمين الشريفين ومقدسات الأمة”.. داعيا العلماء إلى “اتخاذ خطوات لرفع وصايته وولايته عن الحرمين الشريفين”.
وأفاد بأن من أبعاد الحج، سعي النظام السعودي لتشجيع الانحلال والتعري والتفسخ لأبناء شعب نجد والحجاز من خلال فتح الملاهي والمراقص وإقامة حفلات الترفيه، فضلاً عن بدء هذا النظام مرحلة جديدة من التدين المحرف والمزيف.. منبها من خطورة بقاء النظام السعودي على إدارة المقدسات الإسلامية.
كما أكدت رابطة علماء اليمن ووزارة الإرشاد في بيان، على خطورة الصمت أمام سياسات الترويض التي تستهدف هوية الأمة وثوابتها ومعالم دينها وإغراقها في الأهواء واللهو والترفيه.
فيما أكدت كلمة لعدد من العلماء- في فعالية مشابهة في ذات التوقيت – على “أن النظام السعودي أصبح فاقدا للأهلية والشرعية وغير مؤتمن على الحرمين الشريفين وأن على الدول الإسلامية وعلماء ورموز الأمة رفع أصواتهم عاليا للمطالبة برفع يد هذا النظام عن المقدسات الإسلامية ومنع استحواذه على مناسك فريضة الحج”.
مولاة اليهود منذ بدأت السعودية ما يسميه العلماء بالانحراف بالدين، تواترت الدعوات إلى “ضرورة إشراك الدول الإسلامية في إدارة المشاعر المقدسة” خصوصا “بعد أن ثبت تماهي النظام السعودي مع سياسات الصهيونية وفشله في إدارة فريضة الحج تحت حجج واهية”.
هذا التماهي أو الموالاة التي عليها النظام السعودي للغرب هي التي دفعت الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في غير مرة إلى الدعوة “بوضع الأراضي الإسلامية المقدسة في الأراضي الحجازية تحت وصاية هيئة إسلامية تكون هي المشرفة والوصيّة على البقاع المقدسة “.
عقب قيام الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، قال حاييم ويزمان أول رئيس للكيان الصهيوني “إن أكبر نصر تحقق لبريطانيا في القرن العشرين هو قيام الكيانين السعودي والصهيوني، لأنها تمكنت من خلال ذلك من السيطرة على أهم ثلاث أماكن مقدسة لدى المسلمين “.
وفي تناوله له، قال رجل الدين العراقي السيد هاشم الحيدري، إن النظام السعودي “غير مؤتمن” على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة، وأضاف “من يُخاف على مكة والمدينة منه هو النظام السعودي”.
طمس معالم الهوية
ويستفز مشاعر المسلمين وحتى محبي التاريخ والمهتمين به، سلوك نظام آل سعود، الذي يسعى إلى طمس المعالم الإسلامية من تلك المساحة التي شهدت حضور وحركة رموز الإسلام في بداياته.
وفي نبش تاريخي يورد الكاتب عبدالرحمن الإرياني أن من أهم المواقع الأثرية التي دمرها الوهابيون: دار أبي طالب عم الرسول، دار خديجة بنت خويلد، دار أم هاني التي كان فيها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء، ودار أبي سفيان التي قال فيها الرسول يوم الفتح من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقد جرى تحويلها إلى موقف للباصات ومحطة للنقل في أواخر الستينيات من القرن الماضي، وأيضا دار أبي أيوب الأنصاري، حيث نزل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، إذ تحولت إلى مكان لبيع الملابس ثم جرى هدمها تماماً، ودور ومعالم أخرى كثيرة هدمتها السياسة الوهابية، دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه المسلمين الذين يعنيهم هذه المعالم.
ويتساءل الكاتب الإرياني: لماذا لم تمارس السلطات السعودية نفس الأسلوب مع الآثار اليهودية في المدينة المنورة وخيبر؟ كيف تم الحفاظ على قصر كعب ابن الأشرف في المدينة؟ وكيف تم الحفاظ على آثارهم في خيبر؟
ما لم يعد مقبولا
يقول الكاتب عبدالرحمن الإرياني، واستنادا لآخرين: مكة المكرمة قبل أن تكون مدينة فهي وقف إسلامي لا يحق لأحد من المسلمين الانفراد بحق الوصاية عليها وأن مبدأ الوصاية في ظل حالة التجزئة الراهنة تعد أمراً غير مقبول كون هذه الوصاية تعتبر حقاً شرعياً مقدساً لولي أمر المسلمين كافة، فالملك السعودي لا يحق له الوصاية على أرض الحرمين ليس لشيء سوى لأنه لم يحظ بموافقة المسلمين، فالمسألة هنا وفي ظل غياب دولة الوحدة الإسلامية المحكومة من قبل خليفة المسلمين أو أمير المؤمنين، تحتاج إلى إعادة النظر في أقل تقدير يصبح الاستفتاء كحد أدنى مقبولاً لدى شريحة واسعة من المسلمين وطالما وذلك لم يحدث فإن مسألة الوصاية تفتقر إلى الحد الأدنى من الشرعية.
وكانت دعوات عديدة أطلقها ناشطون وعلى مدى السنوات الماضية، من أجل تدويل إدارة موسم الحج، ومنع النظام السعودي من السيطرة عليه واستغلاله لفرض إرادته السياسية والاقتصادية على المسلمين ودولهم.
فيما أكد العديد من العلماء على ضرورة أن يتخذ أبناء الأمة موقفا موحدا ومسؤولا، والتحرك العملي الجاد لإنقاذ بيت الله الحرام من وصاية وولاية آل سعود للحرمين الشريفين والمعالم الدينية والإسلامية المقدسة.
وقال المعارض البحريني البارز الدكتور سعيد الشهابي إن آل سعود “يسعون لفرض الهيمنة على المسلمين قاطبة، انطلاقا من الحج، وهو ما يجعل “تدويل تلك العبادة ضرورةً” بحسب الشهابي، الذي شدد على عدم أحقية آل سعود في “التفرُّد” في إدارة الحرمين الشريفين.