سند الصيادي
على مسامع الملايين من الجماهير التي افترشت الساحاتِ في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة احتفاء بذكرى مولد الرسول الأعظم، جدّد السيدُ القائدُ التأكيدَ على معادلةِ القُدس وعلى التموضع اليمني الثابت في معادلتها، وبه جدَّد الموقفَ الشجاعَ وَالعظيمَ الذي تتبوَّأه يمنُ اليوم في ظل الثورة وَالمنهج.
موقفٌ تجاوَزَ هُتافاتِ التأييد التي أطلقها جموعُ المحتشدين عقب إلقائه، لتصل أصداؤه إلى مسامع الأصدقاء وَالأعداء، فيحدث دفعاً وَثباتاً إضافياً في مداميك المحور المقاوم، فيما يزيد من صعوبة تحقيق الأماني الصهيوأمريكية في المنطقة عُمُـومًا والقدس تحديداً.
وترجمة لأممية صاحب المناسبة وَإبهاراً بذلك الحشد غير المسبوق في التاريخ الإسلامي، تخطو اليمن من جهتها عمليًّا تجاه مشروع الوحدة الإسلامية بكل ما يتوافر لديها من أوراق وإرادَة، ورغم ما يعتريها من ظروف العدوان والحصار، كما ترسم بقيادتها وَشعبها المزيد من الخطوط الحمراء تجاه مشاريع ومخطّطات أعداء الأُمَّــة.
وعلى خلاف رياح الاندفاع الإقليمي نحو معسكر الأعداء، وَالتدافع الدولي نحو تركيع الرافضين لمجرى هذه الرياح، بقيت اليمن ثابتة رغم العواصف، وَبنهجها وَقيادتها وَشعبها أعادت من رحم المعاناة ضبط الوعي الإسلامي بتوقيت القضايا الكبرى، مستلهمة من ذكرى المولد قيم لم الشمل الإسلامي، الذي يبرز اليوم كحاجة وضرورة ملحة لمقارعة كافة التحديات والاخطار الوجودية لنا كهُــوِيَّة وَكمجتمعات وأوطان إسلامية، وكشرط أَسَاسي لتحقيق الانتصار، إضافة إلى كون الوحدة توجيهاً إلهيا واضحًا في مضامين الكتاب الحكيم.
ومع هذه المقتضيات تتوالى أخبار النصر من الجبهات لتعزز في نفوسنا صوابية المبادئ، ولا قلقَ طالما نحن نحملُ هذا الوعيَ وَنندفعُ للمواجهة بمعاول القُدوة العليا، وبالتزامات التسليم المطلق لقائدنا العلم، فَـإنَّ النصر يصبح وعداً مستحقاً، والصبح قريباً.