ها نحن نحيي أكبر فعالية بشرية عبر الزمان والمكان احتفاءً بالهادي الأمين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين، وها نحن نشهد التأييد الإلهي المبين لمجاهدينا في الجبهات، وها نحن نُدلي بالقليل، بين يَدَي صاحب الفضل الجليل، إذ لو ملأنا الكون مدحاً له وصلاةً عليه لما وفينا بذرة في جناب قدره العظيم وفضله العميم، الذي عَمَّ الخلق أجمعين، كونه (رحمة للعالمين)، والحمد لله رب العالمين أن جعلنا من أول أنصاره، وأدنى الخلق منه يوم الدين.
في هذا الاستطلاع، اصطفت الأقدار نخبة من علماء ومثقفي اليمن، للإدلاء بما لديهم تجاه المولد النبوي الشريف.. إلى التفاصيل:الثورة/ صلاح محمد الشامي
البداية مع
العلامة كامل عبدالخبير عوهج حيث قال: الحمد لله الذي خصنا بخير خلقه أجمعين، نبينا محمد صلى الله عليه وآله في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وبعد: فإن الله جعل حب نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ديناً، ولم يودع ذلك إلا في قلوب المصطفين المحبوبين المحبين، الذين سبقت لهم منه العناية، ورضي عنهم ورضوا عنه، ففازوا بكمال البسط منه وعظيم التمكين في الدنيا والدين، وشرف بهذا العطاء الجسيم والمقام الفخيم صفوة اليمنيين، فكانوا له أحباباً، وبمحبته ممتلئين، وبذاته هائمين، ولرؤيته متشوقين، وبأوامره مؤتمرين، وبنواهيه منزجرين، ولنصرته متسابقين..، حتى أنهم لشدة شوقهم إليه هرعوا إلى (يثرب) لاستقباله قبل مبعثه بمئآت السنين، ملوكاً وأمراء وأغنياء وفقراء، فبادلهم الحب بالحب وأعلن تشرفه بالانتساب إليهم بقوله: (وأنا يمان)، مثنياً عليهم ومعلناً تفضيلهم وتشريفهم على جميع أمته، من خواص المؤمنين إلى يوم الدين، فكانوا هم -بحق- معه وله محبين، وانصاراً مخلصين، ولدعوته مجيبن، ولرسالته ناشرين، ولنوره مظهرين .. وثبتوا معه في جميع الأوقات جيلاً بعد جيل، حين نكص وارتد عن دينه واتباعه أقرب المقربين.
وأذكر هنا أبياتاً قالها سيدي العلامة سهل بن عقيل رضوان الله عليه:
يمن اليمن ومصباح الظلم
وهدى التاريخ من عهد القدم
شعبه هم سادةٌ بل قادةٌ
لاؤلي الخير وأرباب الهمم
كتبو التاريخ نوراً مشرقاً
بالحضارات ونونٍ والقلم
وأضاؤا شمسها في العالمينْ
وأزاحوا كل ظلم وظلم
فهم الأتقياء الأولياء الأصفياء الأخفياء، حفظوا له العهود ووفوا معه بالوعود، وأخلصوا في محبته واتباع شرعه وسنته كابراً بعدكابر .. فما أعظمه من خلق محمود، ومكارم عظيمة متأصلة في كل والد منهم ومولود .. فكان اصطفاء الله لهم لعظيم حبهم وصدق ولائهم، بتشريفه لهم بالإسعاد، وكمال الإمداد، بما قضى من حكمه في سابق علمه، بالتشريف لهم بحمل رسالاته السماوية، إلى جميع خلقه، في جميع الأقطار، واختصاصهم بالمهمة العظمى لتصحيح مسار خير الأديان، عندما كاد له الكفار، وأفرغوه من محتواه، وألبسوه ثوب الوهبنة والسلفنة، وكسوه بثوب الزور، وحرفوا له المسار.
فأيد الله هذا الشعب اليماني العظيم الشديد البأس الجبار، للتصدي لضلالهم،
فرد اليمانيون لدين الله الإعتبار، وصححوا له المسار، وحرروا للمسلمين القرار، فنصر الله هذا الشعب بقوته، ودفع عنه جميع الأخطار بنبيه المختار، صلى الله عليه وآله وسلم.
(كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
ومن أيده الله بنبيه فهو منصور، وفي هذا قال سيدي العلامة إبراهيم بن عقيل (قدس الله سره):
ومَن كَهفُهُ طه الرسولُ فانهُ
لَمُنتصرٌ لو نازلَ العالمَ الكُلّا
فقد كتبَ الجبارُ إني لغالبٌ
ورُسْلِي .. هُراءٌ بعدها الكَلِمُ السفلى
يريدونَ في القرآنِ أن يُطفئوا وقد
أرادَ له الإتمامَ، فلنلزمِ الحَبلا
ليظهرهُ في الشرقِ والغربِ عالياً
على كل دينٍ، فاحذرِ النكصَ والعذلا
يضيف قائلا: ولذا، فنحن اليمانيون نجدد هويتنا وانتمائنا لسيد الأولين والآخرين، في كل وقت وحين، وفي المناسبات المتصله به وبأحواله النبوية، التي نحن متعبدون بالتأسي بها، ومتابعته في كل أقواله وأحواله وأفعاله، التي نثاب عليها ونرتقي معه بها، في مراتب السير إلى ا،لله والقرب منه، ونيل كمال المحبة منه، وله سبحانه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ).
إن في تعظيمنا له صلى الله عليه وآله وسلم تعظيمٌ لما عظم الله، ولم يعظم الله أحداً مثل تعظيمه لهذا النبي العظيم، والرسول الفخيم، في جميع أحواله وأقواله وأفعاله ومخاطبته له وتمييز خطابه له بصيغ التعظيم والتكريم على صفوة الخلق من بريته. فقد قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) .. فحسبي هاهنا كلت لساني.
وفي احتفالاتنا بمولده ومناسباته العظيمة رد على المرتدين عن دينه في الزمن الحاضر، والمهرولين للتطبيع مع أعداءه، وتحقيرٌ منا للمستهزئين بدينه وبه صلى الله عليه وآله وسلم .. ونقول لهم كما قال الله تعالى: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) .. (فإن الله هو مولاهُ وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير)..
ونقول له: يا حبينا وسيدنا نحن فداك ونؤمن بك ونتولاك، ونكفر جميعاً بمن عاداك، فسحقاً سحقاً لهم.. لأن الله مولاك. قال تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)..
وصلى الله عليك وملائكته والمؤمنون إلى أن نلقاك .. والحمد لله رب العالمين على ما أعطاك وأولاك ياحبيبنا وحبيب الله وحبيب جميع الخلق. والخزي والعار والذل والصغار لمن عاداك.
اليمنيون جيش الإسلام الأول وجنوده البواسل عبر التاريخ
الأمين الشرعي عبدالكريم الوزير. أدلى بدلوه في هذه المناسبة المباركة قائلاً:
قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
وصلى الله عليك يا نور الهدى، وصلى الله عليك يامن ذكره دواء واسمه شفاء، يا سيد الأولين والآخرين .. بعون الله تعالى وتوفيقه سجل اليمنيون أروع الأمثلة في الحب والوفاء والتضحية والفداء، بالاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، مولد سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، في أحوالنا الحالية ، من حصار وعدوان وخنق اقتصادي، فلقد أقيمت الفعاليات تلو الفعاليات، ، الرسمية والشعبية، بسائر أنواعها وصورها، إلى الاحتفال الكبير يوم الـ 12 من ربيع الأولى 1443ه حيث أقيمت أكبر وأعظم فعالية على وجه الأرض، أبتهاجاً وسروراً
وفرحاً ومحبة، تعبيراً عن ولائنا وحبنا للرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله .. وذلك لمصداقيتنا له وارتباطنا بهِ ، باعتباره أسوة وقدوة وقائد عظيم، بل أعظم قائد في التاريخ الإنساني قديمة وحديثة على الإطلاق.
خرج الشعب اليمني أفواجاً، كما دخلوا أول مرة في دين الله أفواجاً، غير مكرهين ولا مجبرين، ولكن محبين للنبي محمد، رغم العدوان والحصار، ورغم ظروفهم الصعبة، لأنهم يؤثرون حب محمد وآل محمد، صادقين غير مجاملين، تحركوا من ديارهم، وتركوا ما يحبون من متاع الدنيا وراء ظهورهم، وجاؤا محبة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله،
ولا غرابة عليهم، فاليمنيون جيش الإسلام الأول، وجنوده البواسل في كل زمان.. إنهم اليمانيون الذين قال الرسول صلى الله عليه وآله فيهم: (أهل اليمن هم مني وانا منهم) أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.
يا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم مصدر نهوض الأمة المحمدية ونهظتها، ومصدر كرامتها في الحياة الدنيا..
وقد ذكر اليمانيون في القرآن والسيرة المباركة الخالدة، عبر تاريخ الإسلام، باشتهارهم بالفتوحات، ونشر الدين أيضاً بالطرق السلمية، كالتجارة وغيرها .. وهم الآن من يحملون على عاتقهم النهوض بالأمة في جميع مجالات الحياة.
لهذا السبب يتعرض اليمنيون منذ 7 سنوات لعدوان وحصار جائر ظالم، من قِبَلِ أعداء رسول الله وأعداء أنصاره، ولكن أحفاد الأنصار يكبدونهم الهزائم في كل جبهة من جبهات المواجهة، وهم من سيجعلونهم ينهزمون الهزيمة النهائية في ختام هذه الملاحم البطولية العظيمة، ويكفيكم فخراً أيها اليمنيون كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عنكم: (لو سلك الناس وادياً وسلك الأنصارُ وادياً، لسلكتُ وادي الأنصار) ثم دعا للأنصار وأولاد الأنصار وأحفاد الأنصار في الموقف نفسه..
وفي الختام، لنجعل من عموم أيام السنة احتفاء برسول الله، عبر اتباعه والتأسي به في كل تعاملنا والتزامنا بديننا وجهادنا، حتى ننال شرف محبته، وشرف تأييد الله تعالى لنا .
بك الوجود استنار
الشاعر زياد السالمي أبى قلبه إلّا أن يفيض شعراً ونثراً شاعراً عميقاً، فإلى مشاركته:
سيدي ومولاي وحبيبي حبيب الله ورسوله وسراجه المنير :
بذكر مولدك أي هم لا يصير سروراً
وأي ليل لا ينجلي نوراً
وأي الصحارَى الجدباء لا تكون بحوراً
أي ظمأ لا يفيض غديرا …
وأي
وأي
سيدي ومولاي وحبيبي حبيب الله ورسوله وسراجه المنير :
بذكر مولدك كان كل شيء كان، وظَلَّ لا شرّا
وكان كل شيء كان، وظل خيرا ..
وها نحن سيدي ومولاي وحبيبي حبيب الله ورسوله وسراجه المنير
بذكرك نستمد امتهار عموم نتيجة الميلاد على هذي الحياة مسيرا
فعليك صلاة الله التامة الكبرى الكاملة وسلامه الأتم الأكبر الأكمل
وعلى والديك وآلك وصحبك وتابعيك أولا وأخيرا
طه .. ويشهدك النهى عن رحمةٍ
صغت القلوب محبة وسماحا
فانظر يراعك في يدي مرح الرؤى
رسم اندهاش محبكم ألواحا
عن حيرة الآتي .. وراء ضلوعنا
نحياك نور يقيننا الوضاحا
بيديك لا تخمين أدركنا الهدى
ومن الدجى الداجي سلخت صباحا
وإذا بصوت الحق رجع ضميرنا
يعلو على صوت الغوى صداحا
وغدا الوجود وأهله مستوثقا
يأوي الحياة وباله مرتاحا
___________________
للمولد نكهته الخاصة لدى اليمنيين
البتول الخيواني .. شاركتنا هذا الاستطلاع بقولها:
للمولد النبوي المبارك الشريف في بلادنا نكهة خاصة، تميزه على بقية دول العالم الإسلامي، حيث نتصدر العشق والحب المحمدي لسيد البشرية والخلق أجمعين، سيدنا وحبيبنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار..
شهر النور الذي تجلى فيه مولد معلم البشرية، قائد الأمة وشفيعها وهاديها، رسولنا وقدوتنا وبشيرنا محمد صلوات ربي وأزكى التسليم عليه وعلى آله، هذا الشهر الكريم، الذي ولد فيه هذا النبي الكريم الذي له المكانة الكبيرة في نفوسنا نحن اليمنيين منذ الأزل، فقد عهدنا أباءنا وأجدادنا في أعوام مضت، كيف كانوا يحتفون بمولده الشريف، بكل مظاهر التقديس والاحتفال بالفضل العظيم بمولد هذا النبي الأمين، ففي شهر ربيع النور تقام الاحتفالات في المساجد للرجال، وفي البيوت للنساء، فتوزع الحلوى للأطفال ببركة صاحب الفضل الكبير محمد بن عبدالله حبيب قلوبنا، حباً وتكريماً ليوم مولد مُرشِدِ الأمة، ومُخرِجِها من الضلال إلى النور المبين.
إن ما يُميزنا كيمنيين هو العشق المحمدي، هي القلوب والعقول المحبة لهذا العيد العظيم الذي نستعد له من منتصف شهر صفر، حيث تقام الفعاليات والاحتفالات والنداوات، حتى لصغارنا في مدارسهم، والتي يكون لها دور فعال بإحياء مولد قائد الأمة، بٱحياء سنته.. والتذكير بنصرته.. حتى منازلنا وشوارعنا ومؤسساتنا، سواء خاصة أو حكومية، لا تخلو من الاحتفالات التي نعيش فيها روحانية عظيمة، نتذكر فيها فضل وأهمية المناسبة العظيمة في قلوبنا، تذكيراً بعظمة نبي الرحمة، .
فليجعل اليمنيون من المناسبة والاحتفاء بها حافزاً ومُذَكِّراً للسير على الطريق الصحيح الذي جاء به حبيب قلوبنا صلوات الله عليه وعلى آله ..
لنقتدي بالنبي الأعظم، بالامتثال لهديه، وتجسيد سيرته باتباع نهجه ومنهجه، للدفاع عن ديننا.
للدفاع عن أرضنا ودحر الغزاة المعتدين .
ففي ذكرى مولد النبي الأعظم والرسول الأكرم شهدنا جميعاً ما ببركته امتلأت جبهاتنا نصراً وتمكيناً من رب العالمين.
ثم للنظر إلى مظاهر الاحتفال بمولده العظيم، فقد عَمَّ الوجودَ جمالٌ لا مثيل له، حيث يكتسي كل منزل باللون الأخضر ، وكل حارة ومدينة بالأضواء التي تضيءُ قلوبنا قبل شوارعنا ومنازلنا .. وتحولت يمننا الغالية إلى لوحة في غاية الروعة، يعجز اللسان عن وصفها.
إنه النصر المحمدي، كيف لا ونحن نرى أن ما يحتفل به مجاهدونا في جبهاتنا، هو الفتح المحمدي ..
ولديهم هناك في الجبهات، تملأ الفرحة والبهجة قلوبهم مرتين، مرة بالمولد نفسه، ومرة أخرى بملامستهم المباشرة لما يُفيض الله تعالى عليهم من الانتصارات والتأييد الإلهي.. فهنيئاً لهم فرحتهم مرتين، مصداقاً، بل معايشة مباشرة لقوله تعالى: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ).
فلتعمَّ النفوسَ السعادةُ بمولدِ النبي الأعظم، ولنعلن ونجدد ولاءَنا وتولينا لسيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله..
لبيك يا رسول الله تملأ قلوبنا ووجداننا ..
لبيك يا رسول الله تملأ جبهاتنا ..
لبيك يا رسول الله ملء السموات والأرض، وملء كل شيء هو في علمك، منطلقة من بلد الأنصار، بأفواه وقلوب وأفعال شعب الإيمان والحكمة.