كما تعود المشاهدون والمتابعون لقنوات الزيف الإعلامي المعادي وفي المقدمة قناتا العبرية والحدث الأكبر ، فلقد انطلقتا- عقب استعادة المجاهدين الأبطال لمناطق العبدية وحريب وبعض المديريات الأخرى إلى أرض الوطن- في الحديث بأخبار ملفقة يحس معها المشاهد بالغثيان ، كلها كاذبة ومعلومات زائفة وأخبار مفبركة ، الانتصار الكبير أصاب الكثير بالتبلد وعدم الإدراك لما يقولون ، فأبطال الجيش واللجان الشعبية خاضوا على مدى الأيام السابقة معارك دامية وسجلوا بطولات أسطورية وصلوا معها إلى إنجاز الملحمة التاريخية التي انتهت باستعادة المناطق المذكورة سابقاً وبعدها بدأ التراشق بالكلام غير السوي والمخالف للعقل والمنطق.
فقد ظلت هذه القنوات- وعلى رأسها العربية والحدث- تتحدث عن استحالة وصول المجاهدين إلى هذه المناطق وتسرد انتصارات وبطولات وهمية لمن تسميهم قوات الشرعية ، لكنا فوجئنا منتصف الجمعة الماضية بأن الكلام تغيّر وتحول من التباهي والإحساس بالزهو إلى التباكي وذرف دموع التماسيح على أبناء هذه المناطق واختلاق المبررات والأعذار التي تجعل الهزيمة مقبولة ، بعد أن تعرض لها المرتزقة العملاء ومقاتلي القاعدة وداعش الذين جندتهم السعودية لدعم هذه الجبهة وراهنت عليهم لفرض ما اعتبروه استحالة الوصول إلى الغاية ذاتها ، وزاد الطين بلة أولئك المفسبكين من طابور المرتزقة والعملاء الذين يتحدثون عن أشياء لا وجود لها إلا في أذهانهم عبر تغريدات وهشتاقات زائفة تكشف عن عمق المرض في النفوس وحساسية هؤلاء مع الوطن وأبنائه فهم يتحدثون بشكل فاضح عن جيش وقوات سُرعان ما تهاوت جميعها وأصبحت الأسلحة والآليات في قبضة مجاهدي الجيش واللجان الشعبية ، لذلك تعالت الأصوات لتتفق مع ما تبثه القنوات المعادية حول جرائم الحرب والمعاناة الإنسانية وغيرها من التلفيقات التي تحاول استدرار عطف العالم .
لا أدري لماذا كل هذا التناقض العجيب والتخبط الذي يقع فيه هؤلاء ؟! وكأنهم يتحدثون عن جيوش جرارة وهي بالفعل جرارة خاصة تلك التي استعانت بفلول الإرهاب من مرتزقة القاعدة وداعش ، من خلال عملية التباكي وعض أصابع الندم على الضحايا من أبناء هذه المناطق، كما يقولون ، كان لابد أن نعود إلى أبناء العبدية نفسها لمعرفة الحقيقة ونقلها إلى القارئ الكريم كما جاءت ، فلقد اتصلت بأحد الأصدقاء من أبناء العبدية وسألته عن كافة الهرطقات التي يسوقها هذا الطرف المهزوم وكأنه كان على اطلاع كامل بها ، فأجاب على الفور (إن جُل أبناء العبدية ثابتون في منازلهم ولم يفر منهم سوى من اندمجوا مع المعتدي وحاربوا معه أو تحولوا إلى جنود تابعين للقاعدة وداعش ، وأن من فروا هم الإرهابيون وعلى رأسهم ناصر السعيدي رئيس تنظيم القاعدة وحميد العمري مسؤول داعش ، وآخرون كُثر كانوا محط رهان ما يُسمى بالشرعية ومن خلفها السعودية وأمريكا ، لكنهم خيبوا آمالهم وفروا كما تفر الفئران إلى جحورها ، وأضاف: نحن نقدر لأنصار الله هذا الفعل العظيم، فلقد خلصونا من صلف هؤلاء المجرمين وفي المقدمة داعش والقاعدة ومن سار في ركبهم ، بعد أن عانينا الأمرين منهم وتكبدنا الكثير من الخسائر المادية والنفسية لأنهم لم يتركوا مواطناً إلا وعرضوه للمهانة ومارسوا ضده كل أنواع الأذى واتهموه بالحوثية، وبعد هذه التهمة يكون معرضاً للتعذيب والتنكيل ، أما ما قيل بأن الحوثيين دمروا القرى فهذه أخبار زائفة ، من دمر القرى هو طيران المعتدين من السعودية والإمارات، فلقد تعرضت المديرية لأكثر من (500) ضربة جوية خلال أسبوعين، معظم هذه الضربات توجهت إلى المدارس والمنازل والمراكز الصحية وكل المرافق المتعلقة بالحياة العامة، وحتى آبار المياه لم يتركوها، وعندما كانوا يعلنون بأنهم تعرضوا لكمين حوثي نكتشف أن هذا الكمين لم يكن سوى قطيع من الأغنام والراعي أو الراعية خلفه ، حيث فقدنا حوالي ستة أشخاص من رعاة الأغنام ذكوراً وإناثاً، وكنا نستغرب حينما نسمع الأخبار تتحدث عن ضربات ضد الفلول الحوثية، كما يقولون.
أما أنصار الله فلقد أدخلوا السرور إلى نفوسنا وبادروا إلى معالجة الجرحى ومواراة جثث الشهداء ، شهداء الطرف الوطني وقتلى الطرف العميل بما في ذلك أتباع القاعدة وداعش، ما لم يصدقه الآخرون ممن ستصل إليهم هذه المعلومة أن المقاتلين من الجيش واللجان الشعبية لا يفرقون بين الجرحى ، فهم يبادرون إلى إنقاذهم جميعاً سواءً كانوا معهم أو ضدهم ، وهي ظاهرة إنسانية بديعة يتميز بها هؤلاء الناس ، ويجب أن تظل محل احترام وتقدير كل مواطن وكل إنسان في هذه الحياة ، لأنها تُعبر عن خُلق الإسلام القويم، والآن نحن في العبدية نعمل معهم على تطبيع الحياة لضمان الأمن والاستقرار ، ومتابعة أي خلايا نائمة ممن لا يمسهم سوء ، لكنهم بعد القبض عليهم يخيرونهم بين مغادرة المديرية أو التزام البيوت أو المشاركة في الدفاع عن حياض الوطن وطرد المحتلين وهذه الخيارات لا رابع لها ، وهذا هو حالنا في مديرية العبدية، أقولها بصدق وإخلاص وأدعو كل اليمنيين الشرفاء ألا يصدقوا تلك الهرطقات خاصة من لا يزالون يراهنون على الأعداء ويحلمون بما يعتبرونه انتصاراً، أقول لهم جميعاً (زمن الهزائم ولى والآن هو زمن النصر إن شاء الله )، أكتفي بهذه المعلومة التي أوردها أحد أبناء العبدية ونفس الحكايات موجودة في بقية المديريات، وهذا الكلام لمن لا يزال في قلبه مرض أن ما يجري في مارب انتصارات حقيقية لا تقبل التزييف والكذب والبهتان ، ولا عزاء لذلك الإعلام القذر الذي يحاول قلب الحقائق وتزييفها ليرضي نفسه ويضمن استمرار تدفق الأموال المدنسة ، والله سيحيط بهؤلاء جميعاً ، وسيبقى الوطن عزيزاً مستقلاً مالكاً لإرادته وسيادته إن شاء الله ، والله من وراء القصد ..