كلما زادوا زدنا

نبيل المهدي

 

يستغرب الإنسان حينما يشاهد استعداد اليمنيين لاستقبال المولد النبوي الشريف، فكلما مر عام للعدوان وزاد الحصار ازداد الشعب اليمني تعلقاً بالنبي وتألقاً في الاحتفاء بمولده، ويمكن للإنسان أن يقارن عدد الأمسيات والفعاليات التي كانت تقام في بداية العدوان وبما يتم اليوم، فإذا كانت آنذاك مثلاً في أمانة العاصمة تقام فعالية لكل مديرية فاليوم تقام عدة فعاليات في كل حي، وإذا كان هناك بعض الشوارع وبعض الحارات فقط في السابق تتزين فاليوم لن تجد تقريباً شارعاً واحداً لا يتزين ابتهاجاً بمولد النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله، تشاهد أن الإنسان اليمني أصبح يخجل إن لم يتفاعل وهو يرى التفاعل من حوله، يخجل إن لم يحضر الفعاليات، ويخجل إذا لم يزين بيته أو محله أو إذا لم يشارك في تزيين حارته، وكلما حضر وتفاعل ازداد وعياً ومحبةً للنبي صلوات الله عليه وآله، وأصبح احتفاله من مجرد مشاركة مع الناس إلى تفاعل واحتفال رغبةً ومحبةً وعشقاً، وأصبح يتشرب حب النبي وتعظيمه في عروقه، لاحظوا حجم الزينة اليوم في صنعاء، وحجم التفاعل، ستجدونه أكثر من العام الماضي، وكل عام يزداد، ولا غرابة في ذلك فهو شعب الأنصار، وأحفاد الأنصار، ففي أرض الحرمين يحتفلون ونحن أيضا نحتفل، ولكن المفارقة والموافقة أننا نحتفل برسول الله كما كان الأوس والخزرج يحتفلون بمقدمه، وهم يحتفلون بعاهرة جاءت من المكسيك أو الأرجنتين كما كان الأعراب الأوائل يحتفلون بذات الرايات الحمر، وكلما زاد الحصار الاقتصادي زاد الشعب اليمني إنفاقا لأجل رسول الله، وكذلك لحشد القوافل لرجال الرجال، وحتى من لا يريد أن يحتفل بالنبي فقد أصبح أطفاله الأبرياء يحرجونه لأنهم يريدون كجيرانهم أن تكون سيارتهم مطلية باللون الأخضر، وأن تكون لهم رايات وشارات وشالات خضر أسوة بزملائهم وأصدقائهم، وإن رفض الأب وادعى أنه لا يريد أن يحتفل فإن براءة أطفاله ستجعلهم ينظرون إليه نظرة غريبة ويتساءلون، أليس النبي محمد نبي الجميع؟ أليس لنا فيه نصيب؟ وبالتالي فالمستقبل يبشر أن الاحتفال بمولد النبي سيصبح أعظم الأعياد عند اليمنيين، خاصة، سنحتفل بالنبي لأننا لا نريد أن نحتفل كما يفعل الأعراب، وسنحتفل بالنبي لأننا لا نريد أن نحتفل بالتطبيع مع اليهود، وسنجعل يوم مولده عطلة رسمية لأننا كنا قد جربنا حينما لم نعطل في يوم مولده أُرغمنا على أن نعطل يوم السبت الذي لم يُجعل إلا على اليهود، ولذا لا غرابة إذا سمعتم اليهود يقولون (نخشى أن يعود محمد في اليمن من جديد).

قد يعجبك ايضا