حصار مطار صنعاء تسبب في صنع مأساتهم: مرضى السكري في خطر.. بسبب نقص الأنسولين وإحجام وكلاء الدواء عن إدخاله إلى السوق المحلية
مأساة كل مريض بداء السكري في اليمن تختلف عن من دونهم في دول العالم الأخرى وتحديدا من أصبح منهم يستخدم الأنسولين كعلاج حتمي لا مفر منه وبسبب حصار دول العدوان لمطار صنعاء لم تعد تصل للمرضى سوى جرعات قليلة من الأنسولين التي تصل عبر البر والتي أصبحت بلا فاعلية كاملة كونها مادة دوائية تحتاج لظروف تخزين محددة والأولى أن يتم نقلها جوا لأن فقدانها لفاعليتها الكاملة يتسبب بآثار كارثية على عشرات الآلاف من المرضى خصوصا بعد أن مرت قرابة 5 سنوات على إغلاق مطار صنعاء :
الثورة / قضايا وناس
تمر الأيام على المرضى وهم يعانون من الآلام والأعراض الصحية لداء السكري الذي لا يميز بين كبير وصغير بصعوبة كما هو حال الطفلة بسمه النعماني ذات الثمانية أعوام والتي فتك السكري بجسدها النحيل ولم تعد تمتلك من الحياة إلا القليل من النظرات توزعها هنا وهناك وعيناها تذرفان الدموع بسبب مداومتها على الأنسولين والذي احرمها من أكل العديد من الأطعمة دون غيرها من أخوتها وتحت أنظار والديها المكلومين قهراً على ابنتهما يتم علاجها بالأنسولين يوميا والذي أصبحت تكاليفه باهظة وفعاليته أقل في ظل انهيار النظام الصحي الذي دمرته دول العدوان قصفا وحصار.
واقع مرير
ماجد صبر هو الآخر يعيش واقعا مريرا مع مرض السكري و عمره اليوم 42 عاماً أصبح من المداومين يوميا على استخدام الأنسولين فهو يعاني المرض ويكابد أوجاع الألم خلال السنوات الأخيرة مما جعله متأكدا من انخفاض فعالية الأدوية بسبب طرق نقلها وتخزينها فلم يعد يكفيه تكاليف العلاج باهظة الثمن والتي لم يعد قادرا على تأمينها بعد انقطاع الأدوية من القطاع العام وارتفاع أسعارها في الصيدليات حتى يتجرع دواء مشكوك في صلاحيته للأسف وكل ذلك بسبب عدوان الآثمين على اليمن.
ظروف النقل تتسبب في تدهور حالة المرضى
نائب رئيس مركز علاج مرضى داء السكري الدكتور عبدالكافي الحداد حذر من تدهور أوضاع مرضى السكري بسبب نقص الأنسولين وإحجام وكلاء الدواء عن إدخاله إلى السوق المحلية منذ إغلاق منافذ اليمن .
وقال الدكتور عبد الكافي في تصريح صحفي إن إغلاق مطار صنعاء الدولي عمق المعاناة الإنسانية للمرضى لأن نقل دواء الأنسولين يحتاج لظروف نقل وتخزين خاص ولا يمكن نقله إلا جواً.. مشيراً إلى أن أحد أبرز أسباب تدهور أوضاع مرضى السكري هو وصول الأدوية إليهم وقد تأثرت فاعليتها بسبب ظروف نقلها براً.
وقال الدكتور الحداد إن أعداد ملفات المرضى في مركز علاج داء السكري وصلت لقرابة 29 ألف حالة مرضية .
وأشار الدكتور عبد الكافي إلى انه خلال الأعوام الستة الأخيرة استقبل المركز أكثر من 15000 حالة مرضية وهناك الكثير من الحالات المرضية الأخرى ينتشرون في مختلف مستشفيات محافظات الجمهورية .
وأوضح أن رصيد المركز حالياً من دواء الأنسولين الخاص بمرضى السكري 150 ألف فيالة وهذا الرقم لا يكفي لإمداد الأعداد الكبيرة للمرضى لهذا العام
تكاليف باهظة
وبحسب تقرير سابق لمنظمة الصحة العالمية فإن مرضى السكري في اليمن، لا يخضعون للتشخيص إلا في مراحل متأخرة عندها لا يكون العلاج الشافي خيارا متاحا أمامهم بعد ذلك.
وأضافت المنظمة في تقريرها إنه “في بلد يعاني من تدهور حاد وغير مسبوق في الوضع الاقتصادي والإنساني والحصار الجوي بات داء السكري أكثر انتشارا.
وحذرت المنظمة من وفاة المصابين بالسكري إن لم يتوفر التمويل اللازم لعلاجهم وأوضحت أن الكثير من اليمنيين لا يستطيعون تحمل تكاليف الأنسولين ويضطرون للبقاء في منازلهم دون علاج في انتظار الموت الذي قد يوقف آلامهم.
ولاحظت منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها أن “نصف الأشخاص فقط الذين يحتاجون إلى هذا الدواء الأساسي على الصعيد العالمي يمكنهم الوصول إليه اليوم بسبب متطلبات التخزين الصعبة وبروتوكولات العلاج المعقدة والأسعار المرتفعة”.
وأضافت أن شركات “إيلاي ليلي” و”نوفو نورديسك” و”سانوفي” تسيطر على السوق العالمية “وغالباً ما ترفع أسعارها واحدة تلو الأخرى، وهذا الوضع مخيب للآمال”.
يشكل مطار صنعاء الدولي شريانا حيويا للدواء والغذاء والمسافرين ولرحلات الإغاثة الإنسانية، كونه يتوسط المحافظات اليمنية ذات الأغلبية السكانية مثل صنعاء ومحافظات عمران وحجة والمحويت وذمار وإب والبيضاء ومأرب، وهي محافظات يصل عدد سكانها إلى أكثر من 10 ملايين نسمة.. ورغم ذلك لم تنصع دول العدوان بقيادة السعودية للمطالبات الدولية بإعادة فتح المطار ووقف العدوان ورفع الحصار ضاربة بكل تلك الدعوات عرض الحائط .