كتب/وفاء الكبسي
تُعد المرأة الصالحة أحد الركائز الأساسية لأي مجتمع ما، فهي أساس النهضة، والنواة الأولى لقيام المجتمعات القوية المتماسكة، من خلال دورها العظيم في تربية وتنشئة الأبناء، وتوجيه ومساعدة الزوج في أعماله، لذلك فإن الأم هي عمود البيت ومؤسسة تربوية شاملة يقع على كاهلها مسؤولية تربية الأبناء، والواقع الذي نعيشه يؤكد خطورة موقع الأم ، فنتيجة لضغوطات الحياة وصعوبتها أصبح الرجل طوال اليوم في الغالب في خارج البيت، يكابد مشاق الحياة ويكدح بحثاً عن الرزق الحلال؛ من أجل أن يوفر نفقة البيت ونفقة الأولاد، فعليها تحمل هذه المسؤولية الجسيمة، لأن الأم إما تكون معول بناء للمجتمع إن كانت واعية لدورها صالحة، تربيتها إيمانية قدواتها نساء العالمين كـ فاطمة الزهراء وزينب وخديجة بنت خويلد زوجة النبي الأكرم وآسية بنت مزاحم، وبهذا يكون المجتمع قاعدته صلبة وراسخة، وإما تكون معول هدم لمجتمعها إن كانت سطحية ومنحرفة قدواتها النساء المبتذلات كالفنانات وعارضات الأزياء. والمغنيات، وبهذا تكون قاعدة المجتمع متهالكة وسريعا ما ينهار بناء المجتمع.
المرأة اليمنية هي الركيزة الأساسية داخل الأسرة ، لأنها من تنجب وتربي وتزرع في نفوس أبنائها كل القيم والمبادئ المحمدية العظيمة، فهي بحد ذاتها المعلم الأول لأبنائها ودورها يعتبر رئيسياً ومهماً يساعد على تنشئة جيل قوي قادر على أداء رسالة مهمة في المجتمع ، ولله الحمد هناك نماذج فريدة يزخر بها المجتمع، نساء عظيمات قدمنّ فلذات أكبادهنّ ودفعنّ بهم لجبهات الشرف والبطولة للدفاع عن الوطن ومواجهة تحالف العدوان على بلادنا الحبيبة.
دائماً يكون حُلم كل أم وأمنيتها أن يكون ابنها مجاهدا ثائرا عزيزا ولبنة قوية في بنيان صرح الإسلام العظيم، يتمثل أمر الله تعالى في كل أمور حياته كلها، يتطلع إلى ما عند الله عز وجل من الأجر الجزيل، يعيش بالإسلام وللإسلام ويستثمر حياته ومماته لله، وهذا ليس بحلم ولا أمنية بل حقيقة ماثلة في واقعنا ولن يظل مجرد حلم إلا للأم التي تظن بأن الأمومة تتمثل في الإنجاب، فتجعل دورها لا يتعدى دور آلة التفريخ فقط! ولايهمها سوى إشباع معدة ابنها، وكأنها رضيت أن تجعل مهمتها أشبه بمهمة من يقوم بتسمين العجول!
فمثل هذه الأم السطحية ستكون أول من يتلقى طعنات إنحراف أبنائها وأن يكونوا فريسة سهلة للحرب الناعمة.. ولهذا لنا أن نتسائل عن أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بها كل أم صالحة وما تقدمه لأبنائها:
أولاً : يجب أن تكون الأم قدوة حسنة لأبنائها في التزامها وحشمتها وعفتها وكل عباداتها، وتعاملاتها وأخلاقها ومشربها ومأكلها، فالابن مثل الإسفنجة يمتص كل ما حوله، فإذا كانت الأم قدوة حسنة أقتدوا بها.
ثانياً: عليها أن تكون عادلة بين ولادها في العطايا والهدايا حتى في المدح والثناء فلا تفضل واحداً على الآخر.
ثالثاً : يجب أن تكون الأم حكيمة مع أبنائها في كل المواقف فليس من الحكمة ما تقوم به البعض من تثبيط وإرجاف لأبنائهن ومنعهم من الجهاد والدفاع عن الوطن.
رابعاً: يجب أن تكون الأم صبورة وحليمة في تصرفاتها خاصة إذا وقع خطأ عابر من الأبناء فتصبر عليهم وتقوم بالتوجيه والنصح والتقويم.
خامساً: يجب أن تكون الأم رحيمة وعطوفة بمعنى أن تستبدل العقاب بالحب، لأنه للأسف للشديد في كثير من البيوت أصبح الأب والأم أدوات لتعذيب الأبناء، وهذا منافي تماماً للمنهج الرباني التربوي الذي علمنا إياه نبي الرحمة صلى الله عليه وإله وسلم.
سادساً: عليها بالدعاء، وذلك بأن تكثر الأم من الدعاء لأولادها بالهداية والرشاد والاستقامة، ولا تيئَس إذا رأت غير ذلك في أحد أبنائها، بل عليها الإلحاح والاستمرار، فالدعاء سببٌ عظيم من أسباب صلاح الأولاد.
سابعاً : عليها التضحية ببعض الوقت والجهد وبالأمور التي تحبّها في سبيل أبنائها فللأسف نجد كثير من الأمهات لا تبالي ولا تعير جهداً ولا وقتاً لتربية الأبناء، فنجدها صباحاً مشغولة بعمل البيت والعصر في الخروج للمجالس الأفراح والصاحبات وعند المساء عند هواتفهنّ على الإنترنت ،أو عند المسلسلات المدبلجة الهابطة، وهذا ما يؤدي إلى ضياع وانحراف الأبناء وتفكك الأسرة.
سابعاً: يجب أن تتحلى الأم بالعطاء الذي لا ينضب والمستمرّ بدون شروطٍ وبدون انتظار أيّ مقابل فالأم هي منبع الحنان والعطاء.
ثامناً: يجب أن تكون متفهمه للمواقف التي يتعرّض لها الأبناء، فتتحمّل التعب والعذاب والسهر في سبيل نجاح الأبناء.
تاسعاً: القدرة على حلّ مشكلاتهم وتهوين الصعاب ولن يكون ذلك إلا إذا صاحبتهم وكانت متفهمة، فتكون لهم الملجأ والملاذ عند كل مشكلة وأزمة، وكما كما قال المثل اليمني:” إذا كبر إبنك خاويته “.
عاشراً: وهي أهم صفة أن تكون مخلصة لله، لأنها تربي أولادها من أجل الله ولله، فهم أمانة أعطاها الله إياها، لذلك نجد أن للمرأة أهمية كبيرة في تربية الأجيال أكثر من دور المدرسة والشارع والمجتمع حتى ينشأ جيل واعٍ على قدر من المسؤولية والاحترام وحب الوطن.
اللجنة الوطنية للمرأة