بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام ، ذكرنا السيد القائد بالدروس والعبر لهذه الحادثة الأليمة، كونها ذكرى مهمة تذكرّ كافة المقصرين والمتخاذلين للتحرك ضد الظلم والطغيان، وأهميتها تأتي من تذكيرها لنا ببركات نهضة رموز الهدى، ونهضة الإمام زيد هي امتداد لنهضة جده الحسين ضد طغيان بني أمية، وهي امتداد الحق للحاضر والواقع اليوم، وكما كان حليفا للقرآن واهتدائه بالقرآن في كل مضامين حركته وجهاده، وفي كل خياراته وقراراته، كون هذه النهضة القرآنية بحاجة لمعيار الحق والبصيرة والوعي ، والقرآن يخرجنا من كل الظلمات، منحنا البصائر التي تمثل الموقف السليم والصحيح الذي فيه الخير..
إن ثمرة الإهتداء بالقرآن هو الوعي الذي يمنحنا كافة البصائر لمواجهة كل حملات التضليل، ونحن نواجه اليوم الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، بالوعي وبالجهاد، البصيرة التي نحتاجها في هذا الزمن التي نادى بها الإمام زيد، والبديل عن البصيرة هو العمى، عمى القلوب، ونحن نرى اليوم من لا بصيرة لديهم اليوم وهم يتخبطون في هذا العمى ، ومثلما كان الطغيان الأموي في تلك المرحلة في استعباد وتضليل الأمة ونهبه لثروات الأمه، وفي حالة فقدان البصيرة والوعي، ها هو في زماننا الطغيان الأمريكي والإسرائيلي ومن في فلكهم، وهم يحرفون ويضللون الناس ويستهدفون الناس والأمة في أمنها واستقرارها واستقلالها وعزتها وثرواتها ، بشكل مباشر وعبر أدواته، ولا التباس في ذلك أبداً، وما يفعله النظام السعودي والإماراتي، وكل ما يفعلونه في إطار تحالفات هم مع أمريكا وإسرائيل والتكفيريين، في اليمن في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي البحرين..
ومع وضوح الجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي على بلدنا، هناك من يتأثر به، وهؤلاء من لديهم عمى القلب، ولا التباس أبداً في موقف شعبنا وشعوب الأمة في مواجهة العدوان والحصار الأمريكي والإسرائيلي، وهذا هو الموقف الحقيقي والصحيح، والمسألة هنا واضحة لا خيار فيها، إمّا خيار الانتماء للعدوان والحياد والسكوت، هي خيارات خاطئة، وهنا تأتي كلمة الإمام زيد الشهيرة (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت) ونحن اليوم في اليمن نقول لكل الخيارات التي تنتمي للعدوان الأمريكي والإسرائيلي (والله لن نسكت) لن نسكت وشعوب أمتنا تظلم، لن نسكت وشعبنا يعتدى عليه وتحتل أرضه ويقتل ويحاصر شعبه، لن يتركنا كتاب الله، وسننطلق من موجّهات كتاب الله..
على مستوى الاعتداء على بلدنا رفعت علينا عناوين عدة ، ولكن عندما حضر العدوان الأمريكي والبريطاني في المهرة وحضرموت وسقطرة، ظهرت التراتبية في العمالة والخيانة، وبلع الألسن، ولهذا نحن نعي حقيقة هذه المعركة، ولو فرطنا فيها لكانت القواعد الأمريكية والإسرائيلية في وسط صنعاء، ولذّل شعبنا، ولكن صمودنا والروح الثورية الصادقة نتيجتها الحتمية هو النصر، وببصيرة كتاب الله سوف نحرر كل بلدنا، وسوف نلغي كل بنود الاحتلال، وبهذه الروح الثورية و الجهادية والبصيرة لن نقبل بالذل ولن نقبل بالشحت على أبواب آل سعود وآل نهيان، وسوف نواصل مشوارنا في مواجهة أعدائنا وكافة شعوب الأمة، والنصر للمؤمنين والعاقبة للمتقين.