اليمنيون يدشنون المرحلة الثانية من الثورة التنموية “زُرِعَ في اليمن”

 

الثورة / يحيى الربيعي

دشن نائب رئيس مجلس النواب الشيخ عبدالرحمن الجماعي، المرحلة الثانية من الثورة الزراعية بمشاركة سبعة آلاف متطوع ومتطوعة في المجالات: التقنية، البحثية، الإدارية، الإرشادية، والإنتاجية، وهي المرحلة التي تأتي ضمن الحراك التنموي الثوري الذي يقوده المجتمع اليمني في إطار موجهات القيادة الثورية في خطابات السيد القائد عبدالملك الحوثي- حفظه الله- ومصفوفة الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
وفي حفل التدشين- الذي أقيم أمس بقاعة المركز الثقافي في صنعاء ونظمته مؤسسة بنيان التنموية بالتعاون مع شركاء التنمية في المؤسسات الحكومية والمجتمعية والقطاع الخاص- أكد الشيخ الجماعي الحرص على تعزيز الأمن الغذائي، وتقليص فاتورة الاستيراد وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية.
وأكد الجماعي أن اليمن اليوم ومن هذه القاعة المباركة يطلق صلية من الصواريخ التنموية في ثورة هجومية ضد الاتكالية والجمود، ثورة تنموية مسنودة بقوة المشاركة المجتمعية، منوها بأن هذه المرحلة من الثورة الزراعية هي القذيفة الباليستية التي من شأنها أن تمثل صدمة كبيرة لدول العدوان الأعرابي والاستكبار الدولي، لافتا إلى أن انطلاق هذه الطلائع الشبابية في المجالات التنموية هو تتويج لصمود الشعب اليمني وثباته.
واعتبر الجماعي الثورة الزراعية رديفاً أساسياً لصمود الشعب اليمني بمختلف مكوناته وفئاته وأطيافه، مشيرا إلى أن المتطوعين من فرسان التنمية يثبتون للعالم قدرتهم على الإنتاج والبناء والتطوير والتنمية في مختلف المجالات، وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن الاستيراد.
ودعا المتطوعين إلى بذل الجهود في ميدان العمل التنموي، ونقل خبراتهم ومعارفهم إلى المجتمع المحلي، لتعزيز النجاحات، قائلا: “أنتم اليوم تثبتون للعالم أن صمود هذا الشعب فوق كل أكاديميات العالم متى ما تعرض للضرر أو مس أمته الهوان أو حاول أحد أن يمس بكيان هذا البلد، فها هو اليوم يوسع دائرة المواجهة إلى الجانب التنموي بخطوات جادة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي”، مؤكدا استعداد مجلس النواب لتذليل الصعوبات التي قد تواجه عملهم أو أي مبادرة في المجالات التنموية، خاصة ما يتعلق بالمجال التشريعي.
من جهته أكد نائب وزير الزراعة والري الدكتور رضوان الرباعي، أن الحكومة ممثلة باللجنة الزراعية والسمكية العليا تعمل على تسريع وتيرة الخطوات العملية نحو تحويل قيمة فاتورة الاستيراد البالغة 5 مليارات دولار سنويا نحو دعم المزارع اليمني من خلال تفعيل الزراعة التعاقدية، وإغلاق حنفية الاستيراد بقدر الإنتاج المحلي بإلزام المستوردين شراء كميات الإنتاج المحلي واستيراد ما تبقى من احتياج السوق، لافتا إلى أنه تم البدء في تنفيذ العديد من العقود الإنتاجية في زراعة القمح والذرة الشامية والثوم بدءاً بإنقاص 20% من فاتورة الاستيراد.
المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية المهندس محمد حسن المداني بدوره أكد “نحتفل اليوم بهؤلاء الثوار طلائع القوم الذين حان الوقت لأن يقودوا البلد، حان الوقت لأن نسلم لهم الرايات، لم تعد لدينا الطاقة الكافية لمواصلة الطريق، ولا المعنويات اللازمة لنهوض معركة المرحلة، وهذه سنة الله في كونه، إنها مرحلة هذه الطلائع كي تواصل المسيرة نحو الهدف السامي في تحقيق الاكتفاء الذاتي”.
وأشار المداني “في الفترة القادمة لن نهتم بالاقتصادي وحسب وإنما سنركز على الجانب الاجتماعي والبيئي وكل هذه الأبعاد ستكون قائمة على هدى الله سبحانه وتعالى، لا تنمية بربا، لا تنمية بدون دفع الزكاة، لا تنمية بدون تآخِ، لا تنمية بدون محبة، التنمية اليوم يجب أن تنطلق من منابع النمو الحقيقي من القرى، التنمية اليوم هي الهجرة العكسية، الهجرة من المدن إلى القرى من خلال تفعيل الفرص في القرى”.
ولفت “نحن اليوم أمام طور جديد من أطوار الثورة وهي مرحلة تشكيل الجمعيات التعاونية، ولكن بصورة ومنهجية مختلفة عمّا كان سائداً ومألوف من النهج والممارسة، زمان كان موقع ومقر الجمعية علاقية دعاية بداخله ترخيص تنطلق به النخبة إلى المنظمات لتشحت منها الدعم والمساندة، جمعيات اليوم مشروعها وضمارها هم هؤلاء الشباب الذين سينطقون إلى مجتمعاتهم المحلية يحفزونها ويفعلونها ويحملونها المسؤولية بالتوعية في إنشاء الجمعيات الحقيقية.. جمعيات متمكنة ومرتبطة بالمجتمع، ثم هذه الجمعيات تنظر إلى التمويل الداخلي، فتبدأ في تحريك المجتمعات من خلال الاشتراكات وبيع الأسهم، وهذا ما وجدناها مسطورا في القوانين واللوائح اليمنية، ونحن على ثقة تامة بهذا الشعب الذي مول المعركة”.
وألقيت في التدشين كلمات عن المدربين التنمويين، وعن الجمعيات والمحاسبة والبحوث والرائد التنموي، أوضحوا في كلماتهم أن الانتصار في الجانب العسكري لم يكن نتيجة للتحفيز المادي وإنما ثمرة للتحفيز المعنوي وارتباطاً بالله سبحانه وتعالى، تحفيزاً انطلق من واقع الشعور بجسامة المسؤولية، وهذا النوع من التحفيز هو ذاته المتطلب الأساسي لنجاح هذه الثورة التنموية، مؤكدين “هذا الدور هو المهمة التي نتحمل مسؤوليته في أنفسنا ونتعهد أن نجسده في عقول وأذهان شبابنا طموح التوسّع في زراعة الأرض، واستغلال الموارد المتاحة، بما يسهم في تعزيز الصمود لمواجهة العدوان، لافتين إلى أهمية إشراك المجتمع في العمل التنموي.
تخلل الفعالية فقرات فنية وأوبريت عن الزراعة في اليمن.
تصوير/فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا