‏جسر الوهم والسراب الأممي

عبدالفتاح علي البنوس

 

الجسر الجوي الطبي الأممي- الأكذوبة واللعنة الأممية- الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة في وقت سابق والذي بموجبه تعهدت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بتسيير رحلات جوية طبية لنقل الحالات المرضية المستعصية التي تحتاج إلى العلاج في الخارج عبر مطار صنعاء الدولي بموجب تقارير طبية ، هذا الجسر الطبي الذي أقامت الأمم المتحدة ومنظماتها الدنيا ولم تقعدها من أجله ، وعملت على الترويج له والاحتفاء به كإنجاز أممي ( عملاق ) سرعان ما انكشفت سوءته ، ليتضح للقاصي والداني أنه عبارة عن مقلب أممي ، الهدف منه تلميع الأمم المتحدة وتحسين صورتها القذرة ووجهها القبيح ..
حيث اقتصرت رحلات منظمة الصحة العالمية المخصصة لهذا الجسر الطبي على عدد محدود جدا من الحالات التي تم تسجيلها والتي تزيد على 35ألف حالة ، وسرعان ما أعلنت المنظمة الأممية تعليقها له دون إبداء الأسباب والمبررات التي استند إليها هذا القرار الجائر وغير الإنساني والذي أدى بحسب تصريحات رئيس اللجنة الطبية العليا، مسؤول الجسر الطبي مطهر الدرويش إلى وفاة 10آلاف مريض كانوا في قائمة الانتظار لنقلهم إلى الخارج للعلاج بحسب تعهدات الأمم المتحدة ، وما يزال آلاف المرضى يصارعون الموت وهم يرقبون اللحظة التي تفي فيها الأمم المتحدة بالتزاماتها وتستأنف رحلات الجسر الطبي عبر مطار صنعاء الدولي ، في ظل حالة من اللا مبالاة التي تبديها المنظمة الأممية التي تتشدق بالإنسانية ..
وبعد عام من تعليق الجسر الطبي تطل علينا منظمة الصحة العالمية بخبر إلغاء الجسر الطبي الجوي عبر مطار صنعاء الدولي بشكل نهائي، بذريعة الظروف المادية الصعبة التي تمر بها حسب زعمها، هكذا وبكل برودة دم تعلن الأمم المتحدة حرمان آلاف المرضى الذين تكبدوا عناء السفر والإقامة في العاصمة صنعاء وأنفقوا الكثير من الأموال على أمل السفر للعلاج في الخارج، في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الأممية التي ترتكب في حق أبناء شعبنا جراء العدوان والحصار غير المسبوق في التاريخ الحديث والمعاصر..
يتذرعون بالتمويل المادي رغم أن تكاليف الجسر الجوي الطبي كانت موفرة ومتاحة ، وما جمعته الأمم المتحدة من تعهدات المانحين يغطي بنسبة كبيرة نفقات الجسر الطبي الجوي ، لكن الأمم المتحدة تبحث دائما عن الذرائع والمبررات ، لتبرير تنصلها عن الوفاء بتعهداتها والتزاماتها ذات الصلة بالجوانب الإنسانية وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالجانب الصحي والإغاثي ، والحقيقة التي تقف خلف إلغاء الجسر الطبي الجوي والتي تحجم الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية عن الإفصاح عنها هي ارتهان الأمم المتحدة بكل هيئاتها ومنظماتها للضغوطات السياسة والإملاءات والشروط الأمريكية والسعودية التي تلعب بورقة المساعدات والجوانب الإنسانية والاقتصادية بمعمات السياسة ووساخاتها المتعددة الأشكال والأوجه ..
بالمختصر المفيد: أرواح المرضى الذين انتقلوا إلى جوار ربهم وهم ينتظرون طائرات منظمة الصحة العالمية لنقلهم للعلاج في الخارج ، وأنات وأوجاع ومعاناة المرضى الذين يصارعون الموت وهم في انتظار طائرات جسر الوهم والسراب الأممي كفيلة بأن يرينا الله في الأمم المتحدة قبل الشيطان الأكبر وأدواته القذرة عجائب قدرته ، ويسلِّط عليهم من جنوده من يعذبهم ويحرمهم لذة الحياة ونعمة العافية التي يتعمدون حنها و من بيده الدواء و رمان المرضى اليمنيين منها ، من باب الكبر والغرور والغطرسة والتعالي والهيمنة والتسلط ، متناسين أن الله موجود ، وهو من بيده الدواء والشفاء ، وهو القادر على نصرة أبناء شعبنا والانتصار لمظلوميتهم وإنهاء معاناتهم ، فهو القادر على كل ذلك ، ومتى أراد فلن تعجزه أي قوة في هذا الكون ..
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا