الرياضة.. بين اتحادات عاجزة وأندية مريضة

حسن الوريث

 

 

كتب الزميل العزيز صاحب الأخلاق العالية والقلم الرشيق محمد العزيزي موضوعا شيقا عن الاتحادات الرياضية في زاوية “وجهة نظر” بعنوان “اتحادات خارج الخدمة” وبالتأكيد أنه كان محقا في كل ما طرحه عن هذه الاتحادات التي وصفتها أنا في موضوع سابق “الاتحادات النائمة” وهي فعلا نائمة وخارج الخدمة بل وعاجزة.
وفي اعتقادي أن عجز الاتحادات الرياضية عن تنظيم وإقامة المسابقات والبطولات والأنشطة الرياضية نابع ليس من عدم وجود موازنات لإقامة هذه المسابقات لكنه نابع من عجز قيادات الاتحادات عن إدارتها كما هو عهدنا بها من زمان، فتلك القيادات متعودة على الغياب والنوم الطويل واقتصر نشاطها على إقامة ما تسميها بطولات ومسابقات الجمهورية نهاية كل عام وبطرق ساندويتشية فقط من أجل الحصول على المخصصات من الصندوق وتوزيعها بنسب معينة أقلها للنشاط وأكثرها للجيوب ومما لاشك فيه أن الرياضيين لا يستغربون هذا الغياب التام للاتحادات الرياضية وأنشطتها لأنهم يعرفون ذلك وهم متعودون عليه بل إنهم تأقلموا معه بشكل كبير وصار كل منهم يبحث له عن عمل آخر وهرب كما يهرب الشخص السليم من المجذوم.
وبالتأكيد وكما أوضح الزميل العزيزي في عموده أن لدينا عشرات الاتحادات الرياضية المسجلة في وزارتي الشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة واللجنة الأولمبية اليمنية لكنها خارج الخدمة، وانا اتفق معه تماما فيما ذهب إليه ويمكن أن أضيف إلى ذلك أن ركود الرياضة اليمنية يعود إلى أن الكثيرين من أعضاء مجالس إدارات الاتحادات الرياضية ربما لم يمارسوا الرياضة في حياتهم وبالتالي لم يعرفوا احتياجات الرياضة والرياضيين والقيام بواجباتهم المنوطة بهم كمسؤولين في هذه الاتحادات ما أدى إلى هذا التدهور الكبير الذي نلمسه في الرياضة وهذا العجز يؤكد أيضا أن الكثير من مسؤولي الاتحادات الرياضية لا يمكن أن يعتمد عليهم في الارتقاء بالأوضاع الرياضية، إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه، لذلك فإن رياضتنا ستظل “محلك سر” بل إنها تسير إلى الخلف بشدة فالعالم يمشي بسرعة رهيبة ونحن مازلنا نتفرج ولم نجرؤ على اتخاذ أي خطوة بحجة عدم قدرتنا على مجاراة ذلك التطور الهائل والكبير في الرياضة العالمية، وفي اعتقادي أن هذه القيادات الرياضية يجب أن تذهب غير مأسوف عليها فهي بهذه الرؤية والنظرة لا يمكن أن تحدث أي تغيير أو تطور طالما ونظرتها للأمور بهذا الشكل.
ولاشك أن انقطاع النشاط الرياضي الرسمي لوزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية أدى إلى حدوث خلل في هذا الجانب، حيث أصبح الكثير من الشباب إما في مقايل القات أو في أماكن أخرى بسبب الفراغ الذي أحدثه غياب الأنشطة الرياضية الرسمية، وهذه نقطة يجب أن تتوقف عندها الوزارة واللجنة الأولمبية والاتحادات والأندية الرياضية التي تمثل الضلع الأول من أضلاع الرياضة حتى يجدوا لها حلولاً مناسبة، والأهم هو دور وزارتي الشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية لانتشال الاتحادات والأندية من أوضاعها المأساوية.
خلاصة الأمر في رياضتنا..
اتحادات غائبة واتحادات مشلولة واتحادات نائمة وأندية مريضة ولجنة أولمبية صامتة ووزارة تتفرج على الجميع والنتيجة رياضة متدهورة .. هذا هو المشهد الرياضي في بلادنا وهذا هو حال رياضتنا.. ويمكن أن يكون للحديث عن الاتحادات الرياضية والأندية بقية وربما أن الضرب في الميت حرام .

قد يعجبك ايضا