تطورات المشهد في أفغانستان في اليوم الخامس
طالبان تواصل مشاوراتها لتشكيل الحكومة وتعرض مناصب على مسؤولين سابقين
تظاهرات في كابول بذكرى الاستقلال وقتلى في مدينة أسد آباد.. والمعارضة تسعى لحشد أنصارها في “بنشير”
أردوغان يؤكد انفتاح تركيا على التعاون مع طالبان .. بايدن : لم تكن هناك طريقة للخروج من أفغانستان دون فوضى
الثورة / متابعات
بعد خمسة أيام من سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول ، خرجت عدة مظاهرات، أمس، في العاصمة بمشاركة نسائية، في ذكرى استقلال البلاد عن بريطانيا. فيما لقي عدد من المواطنين حتفهم في مدينة أسد آباد شرقي البلاد بعدما أطلق مقاتلو طالبان النار على أشخاص يلوحون بالعلم الوطني في مسيرة بمناسبة يوم الاستقلال، في وقت تواصل فيه الحركة مشاوراتها لتشكيل الحكومة .
ويرى مراقبون أن الاحتجاجات -التي يشارك فيها أشخاص يلوحون بالعلم الوطني بعد تمزيق رايات طالبان البيضاء في بعض الأحيان- هي أول اختبار حقيقي لطالبان وتعاملها مع الأصوات المعارضة بعد تقدمهما المذهل في أنحاء البلاد وسيطرتها على العاصمة الأحد الماضي.
وبعد أيام قليلة من سيطرة طالبان على العاصمة كابول، أطل النائب الأول للرئيس أشرف غني الذي غادر البلاد .
وعبر أمر الله صالح -الذي يحاول حشد معارضة ضد طالبان- عن دعمه للاحتجاجات. وكتب على تويتر “تحياتي إلى من يرفعون العلم وبهذا يدافعون عن كرامة الأمة”.
وكان صالح صرح الثلاثاء بأنه موجود في أفغانستان وأنه “الرئيس الشرعي القائم بالأعمال” بعد مغادرة الرئيس البلاد في أعقاب سيطرة طالبان على كابول.
وفي سياق متصل، أعلن أحمد مسعود ابن القيادي الشهير الراحل، أحمد شاه مسعود (اغتيل عام 2001) انطلاق ما وصفه بـ “مقاومة المجاهدين” ضد سيطرة طالبان على البلاد.
وقال أحمد مسعود في مقال رأي نشره بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، “أكتب اليوم من وادي بنشير (شمال شرق) وأنا على استعداد لاتباع خطى والدي، مع المجاهدين المقاتلين المستعدين لمواجهة طالبان مرة أخرى. لدينا مخازن الذخيرة والأسلحة التي جمعناها بصبر منذ عهد والدي، لأننا علمنا أن هذا اليوم قد يأتي”.
وأضاف “لدينا أيضا الأسلحة التي يحملها الأفغان الذين استجابوا خلال 72 ساعة الماضية لندائي للانضمام إلى المقاومة في بنشير.
يأتي ذلك فيما تواصل طالبان مشاوراتها مع مسؤولين من الحكومة السابقة لتشكيل الحكومة الجديدة .
وكشف مسؤول في طالبان -لوكالة رويترز- عن أن هناك اجتماعات تشاورية جارية بين قادة الحركة ومسؤولين من الحكومة السابقة، مشيرا إلى أن الحركة ستعرض على بعض أفراد النظام السابق تولي مواقع في الحكومة الجديدة.
كما أكد المسؤول أن طالبان ستشاور النساء، وسيكون لهن دور في الإدارة الجديدة.
في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد -في تغريدة على تويتر- اليوم إن الحركة تريد علاقات دبلوماسية وتجارية جيدة مع جميع الدول.
وفي المواقف الدولية .. أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انفتاح بلاده على التعاون مع حركة طالبان ورحب بالتصريحات المعتدلة الصادرة عن قادة حركة طالبان بعد سيطرتهم على كامل أفغانستان.
وقال أردوغان -خلال مقابلة متلفزة مساء أمس الأول الأربعاء- إن الوقوف بجانب أفغانستان في السراء والضراء أحد متطلبات الوفاء بالعهد والأخوة أيا كانت الجهة الحاكمة. وأضاف “قلنا سابقا إنه يمكن أن نستقبل قادة طالبان وما زلنا على موقفنا”.
وأوضح الرئيس التركي أنه لا يزال يسعى للحفاظ على الأمن في مطار كابول، وكشف عن أن بلاده تضع خططها “وفقا للحقائق الجديدة المتشكلة ميدانيا.
من جهة أخرى اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه لم تكن هناك طريقة أخرى للخروج من أفغانستان من دون فوضى، وقال بايدن لقناة “إيه بي سي” (ABC) الأمريكية “عندما رأيت الصور في أفغانستان أدركت ضرورة التصرف بسرعة والسيطرة على الوضع والمطار، وهذا ما فعلناه”، مضيفا “لا أعتقد أن هناك طريقة أخرى للخروج من أفغانستان من دون فوضى”.
وأوضح بايدن أن القوات الأفغانية التي دربها الأمريكيون انهارت وتركت أسلحتها. مشيرا إلى أن حركة طالبان تتعاون وتسمح للأمريكيين بالخروج، لكن هناك صعوبات في إجلاء الأفغان الذين ساعدوا قوات بلاده.