عبدالواحد محمد حسين: الحسين جاهد لإحياء قيم الدين ومن أجل أن تعرف الأمة كيف تنتصر للحق والإيمان
نشطاء لـ”الثورة “: الإمام الحسين رائد الثورات الإنسانية
طه حسين شرهان: من الإمام الحسين يستمد المستضعفون الشجاعة والثبات والكرامة والصمود والفداء
أحمد حسن باصيد: نستلهم من عاشوراء العزة والكرامة والثبات والصمود في مواجهة تحالف العدوان
عبدالسلام يحيى الذارحي: على النهج الحسيني ومن مدرسة الحسين تعاقب الثوار والأحرار
أمين لطف قشاشة: الذين خذلوا الإمام الحسين تحولوا إلى عبيد
خالد علي الحنبصي: ثورة الإمام الحسين هي ثورة ضد سلطة النهب والاستغلال
واقعة كربلاء من الأحداث المفصلية في التاريخ الإسلامي التي تبرهن مدى انحراف الأمة عن المسار الحقيقي للإسلام المحمدي الأصيل، كما تبرهن هذه الواقعة مدى التضليل الواسع الذي مارسه حكام بنو أمية واستغلالهم ثروات الأمة من أجل تنفيذ أجندتهم الشيطانية.
لقد كان الحكم الأموي نواة الحكم الفردي الاستبدادي الذي وظف فيه الحكام في مختلف المراحل التاريخية العناوين الإسلامية وكل مقدرات العروبة والإسلام لمصلحة الحاكم الفرد.
ومن رحم النهج الطاغوتي تناسلت الأنظمة القمعية والرجعية التي ألغت مفهوم الأمة لتعزز موقع الزعيم الأوحد.
” الثورة” ألتقت العديد من الشخصيات الذين تحدثوا عن ثورة الإمام الحسين ودلالات استمرارها عبر الأجيال وما هي القيم التي يستمدها الشعب اليمني من ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام) في مواجهة الطغيان المعاصر المتمثل بأمريكا وإسرائيل .. وإليكم المحصلة:
الثورة / عادل محمد أبو زينة
الاستفادة من الدروس التاريخية
الأخ أحمد حسن لطف باصيد -خطيب جامع البكيرية في صنعاء القديمة -تحدث عن فاجعة كربلاء فقال: بسبب تخاذل أهل العراق الذين دعوا الإمام الحسين إليهم وعدم نصرتهم لمسلم بن عقيل رسول الحسين إليهم.. في ظل إغراء بريق المال والمناصب أهم العوامل التي استخدمها حكام بنو أمية من أجل وأد ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) إضافة إلى العامل الأكبر وهو ضعف الإيمان.
وشعبنا اليمني اليوم في حصار دائم مثلما منعوا الماء عن الحسين بن علي (عليهما السلام).
ومن أهم البطولات الخالدة لموقعة كربلاء نتذكر الفضل العباس وأمه أم البنين يمنية الأصل حين ذهب لإحضار الماء فاجتمع جيش الأعداء وقطعوا يديه وقاتل في صف الحسين حتى استشهد، على الشعب اليمني أن يستلهم من ذكرى عاشوراء العزة والكرامة والثبات والصمود في وجه تحالف العدوان وعلى المغرر بهم الاستفادة من الدروس التاريخية والعودة إلى جادة الصواب وعدم موالاة أعداء اليمن أعداء الإنسانية وعلى اليمنيين تعزيز قيم الإخاء والتراحم ورعاية أسر الشهداء وحماية الصف الوطني والجبهة الداخلية.
الحسين ينتصر
الناشط الثقافي عبدالسلام يحيى الذارحي تحدث عن دلالات ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) فقال: لقد رسم الحسين السبط سلام الله عليه بدمه الطاهر خط الحرية والعزة وكأنه يرسم للأمة بعده خط الصمود والخط الإيماني، الحق ضد الباطل، وقد استفاد من هذا الدرس كل البعد الإنساني عبر التاريخ لنجد من الثائرين السائرين على خطاه كثيراً من الأحرار وعلى سبيل المثال غاندي الثائر الهندي الذي يقول ” من مظلومية الحسين تعلمت كيف انتصر للمظلومين” وعلى خط الحسين ومن مدرسة الحسين تعاقب الثوار والأحرار.. كان الإمام الحسين عليه السلام يدرك أنه لا يمكن أن يسكت عن ظلم الطاغية يزيد ولو كلفه ذلك ما كلفه بل علم الحسين أن ثمن هذا الموقف الإيماني سيكلف أبناءه وأسرته ما لا يمكن أن يتحمله بشر، لكن عظم الإيمان في قلبه واستشعار المسؤولية كانا أكبر من تلك التضحيات وبعظمة تلك التضحية كان ذلك الأثر الذي نلمسه اليوم.
ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ثورة مستمرة عبر الأجيال، ما هي القيم التي يستمدها الشعب اليمني من ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في مواجهة الطغيان المعاصر؟ قد يتساءل البعض عن فائدة إحياء ثورة الحسين وذلك الألم الكبير والفجيعة العظمى التي حلت بأمة الإسلام وهل تركت هذه الفجيعة أثرها في تاريخ الأمة رغم تعاقب الزمان وتباعد المكان وكثرة الأحداث والمتغيرات عبر أكثر من 14 قرناً من الزمان؟
لقد كان خروج الحسين عليه السلام وهو من هو في قربه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال عنه “حسين مني وأنا منه أحب الله من أحب حسيناً” فكانت همة الحسين العالية وتحمّله المسؤولية أمام الله هي الدافعة له لكي يثور على الظلم والجبروت والطغاة فقال سلام الله عليه ” مثلي لا يمكن أن يبايع مثله” يتحدث عن الطاغوت يزيد الذي مثل الخط الشيطاني ولذا قال مقولته الشهيرة “إن الدعي أبن الدعي قد خيرنا بين اثنتين بين السلة أو الذلة.. هيهات منا الذلة”.
من مدرسة الحسين السبط القائل هيهات منا الذلة رغم الفارق في الزمان والمكان خرج الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي الذي اطلق صرخة البراءة من طواغيت العصر “الله أكبر ..الموت لأمريكا ..الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود ..النصر للإسلام” ومن مدرسة الحسين خرج الرئيس الصماد القائل ” يد تبني ويد تحمي” ومن مدرسة الحسين خرج الشهيد حسن الملصي القائل للسعودية الطاغية “اليوم” قلعنا عين وغداً نقلع العين الثانية” ومن مدرسة الحسين خرج شهداء اليمن الأحرار أمثال الشهيد عبدالقوي الجبري الذي رفض سب السيد عبدالملك وآثر أن يدفن حياً على أن يتخلى عن مبادئه والكثير الكثير من الأحرار، وخلال مظلومية الشعب اليمني على مدى سبع سنوات نشهد مظلومية الحسين وما يزال الشعب اليمني صامداً ومقتدياً بالحسين السبط قائلاً ” هيهات منا الذلة”.
المنهج المحمدي الأصيل
الأخ طه حسين شرهان تحدث عن ثورة الإمام الحسين بقوله: سيدنا الإمام الحسين يستمد منه المستضعفون الشجاعة والثبات والتضحية والفداء.
الإمام الحسين (عليه السلام) هو رائد الثورات الإسلامية والإنسانية التي هي سبب سعادة الإنسان في كل مكان فهي تحرره من الطاغوت والظلم والاضطهاد.
لقد ارتكزت رسالة الإسلام وجميع الشرائع السماوية على تحريم الظلم بكل أشكاله وألوانه وهذا هو جوهر المنهج المحمدي الأصيل.
التخاذل جريمة ضد الأمة
الأخ أمين لطف عبدالله قشاشة تحدث عن ثورة الإمام الحسين فقال: عندما نتذكر كربلاء يجب علينا أن نأخذ منها الدروس والعبر التي نستمد منها قوتنا وعزتنا، فنحن نعيش كربلاء جديدة بكل تفاصيلها.
العدوان الذي يشن علينا اليوم هو امتداد لطواغيت الأمس، والظروف هي نفسها، فالذين حاصروا الإمام الحسين في كربلاء يحاصرون الشعب اليمني اليوم.
نأخذ الدروس من بعض الشخصيات التي وجدت في كربلاء أمثال: عمر بن سعد بن أبي وقاص الذي وعدده بإمارة الري مقابل حربه على الإمام الحسين، فماذا حصل؟ لم يفوا بوعودهم له، وهذا ما نشاهده اليوم من بعض الأشخاص المرتزقة الذين يوعدونهم بالمناصب مقابل حربهم على اليمن، ولا يحصلون ما وعدوهم به، وقد ينتهي المطاف بأحدهم مقتولاً في إحدى الجبهات دون أن يحصل على ما يريد.
التخاذل نتيجة كارثية قد تضر الأمة، فالمتخاذلون الذين خذلوا الإمام الحسين من أهل المدينة وأهل الكوفة ماذا حصل لهم؟ ويزيد استباح المدينة ثلاثة أيام فعل فيها جميع المنكرات من قتل وفواحش، حيث حبلت أكثر من ألف فتاة من الزنا، وكذلك تم الختم على رجالها بصفة العبيد، وأيضاً أهل الكوفة بسبب خذلانهم الحسين لم تقم لهم قائمة حتى اليوم، وما نشاهده من تخاذل البعض ، ما الذي يحصل لهم؟ ونحذر الآخرين من التخاذل في المعركة التي يخوضها الشعب اليمني، ففيها عزتنا وكرامتنا ونصرنا لدين الله.
تصوير/عادل حويس