حبتي وإلا الديك

عبدالوهاب البنا –

كنت قد استيقظت في الصباح أحث الخْطى كأني على موعد للذهاب في رحلة وإن كانت قصيرة الأجل إلا أنها مهمة كْلفت بها من قبل مدير مكتب التربية والتعليم الأستاذ محمد الفضلي ضمن حملة تدشين الهدف منها الإطلاع على واقع الإذاعة المدرسية في ظل ما هي عليه وإمكانية تأهيلها كطاقة إبداعية تربوية يسعى مكتب التربية بالأمانة في هذه الأيام لإنجاحها. كان موعد الطابور قد اقترب فالساعة تشير إلى السابعة والنصف وموعد الطابور الشتوي ثمانية ما يعني أن الأمر بحاجة إلى سيارة لإنقاذ الموقف وحفظ ماء الوجه فالقدوة يجب أن يكون الأول وبالصدفة وجدت مدير المدرسة المطلوب زيارتها على طريقي فأنا على معرفة به من قبل فكانت البشارة إن موعد الوصول سيتم في الوقت المناسب إن لم يكن قبل لعلمي أن للمدير سيارة وبالفعل ما هي إلا دقائق لنطوي المسافة ونصل في الوقت المناسب وأثناء دخولنا من البوابة كان قد لفت نظري تلك المساحة العملاقة لساحة المدرسة وإن كنت قد شعرت للوهلة الأولى إنني في سوق قات لكثرة تواجد أكياس النايلون وكذلك بعض الأوراق المتناثرة في كل إرجاء المدرسة فسألت المدير لماذا لا يتم الاهتمام بالنظافة فأجاب إن النظافة قائمة إلا أن هذا من فعل الفترة المسائية في إشارة إلى أن الفترة المسائية من اختصاص آخرين فتصنعت الفهم وان لم تكن الإجابة مقنعة لان من يخاطبني هو المدير وليس شخصاٍ آخر كان الوقت حينها قد اقترب من الساعة الثامنة صباحا والطلاب ما زالوا منتشرين داخل وخارج فناء المدرسة وما كانت إلا لحظات ليبدأ الطابور بعد خروج المدير لاكتفاء اثر الطلاب الذين في الخارج لحظات ليبدأ الطابور الذي بدأ بتنظيمه المدير أيضا فهو ما يزال وحيداٍ إلا من وجود احد الوكلاء الأربعة الذي بدوره استلم المايك وبدأ العد واحد اثنين ثلاثة أربعة في إشارة للتمرين الأول والمدير مازال يهرول بين الصفوف كان يصحبني حينها احد أولياء الأمور والذي أدرك بعد السؤال إني زائر من مكتب التربية فحاول متطوعا أن يلفت نظري إلى أنها عادات كل يوم فالمدير الوحيد من يستطيع تنظيمهم في ظل غياب هيبة المدرس فهو إن انصاع للتوجيه عجز عن تحقيق الهدف في موضوع الضبط والربط خصوصاٍ في مدرسة يسكنها في الغالب قبائل تعدم الخبرة في فهم النظام أو الالتزام به. ما أعنيه أن المدرس قليل الحيلة في ضبط الطالب.
أين النظام
تمضي بعدها أكثر من ربع ساعة ليظهر المدرسون بعد ذلك بالتقطير في ظل وجود حافظة متروكة لمن شاء التوقيع حينها وبرفقتي احد جيران المدرسة سالفة الذكر أبديت استغرابي من هذا الأمر إلا انه أضاف هم هكذا دائما وقد تجدهم بعد ساعة ونصف أو ساعتين يتسربون ليترك هذا المبنى ويشير إلى احد أجنحة مباني المدرسة أنه في معظم الأحيان ¿ يظل بدون مدرسين¿ هكذا أصبح حال التعليم فما أسهل المطالبة في الحقوق وما اقل الالتزام بالواجبات فهل يعقل إن مدرسة قوامها حوالي ثلاثة ألف طالب ما يعني إن طاقمها من المدرسين بالمئات وليس بالعشرات على الرغم أن الفترة قد مددت نصف ساعة ولو مددت الفترة ساعتين لوجدتهم على هذا التساهل فكان لنا وقفة مع مدير المدرسة لنرى ما سر هذا التساهل إلا انه أجاب متعللا بالأوضاع السائدة التي يمر بها الوطن فان كان بمقدوره الضغط عليهم قامت القيامة عليه ليظهر في نهاية المطاف انه السلبي و انه الغير صالح لإدارة المدرسة في ظل منطق ارحل من يرحل وليست الهند وانه وحدها من تعاني من هذه الموجة التي اتسمت بضعف المدير و إخضاعه لأهواء المستهترين من المدرسين ولعل السبب في هذا يرجع إلى تلك الأخطاء المتكررة التي قد ينجر وراءها بعض المدراء إن لم قل معظمهم بفرضهم إتاوات على المدرسين المنقطعين أو ( المدرس البدل) الشخص الذي يقوم بعمل المدرس بغض النظر عن مؤهله المهم أن يدفع للمدير مبلغاٍ يسلم للمدير مابين خمسة إلى عشرة ألف ريال نهاية كل شهر أو كذلك على أولياء الأمور والتي يتم فرضها أثناء انتهاء المدة القانونية للتسجيل كشرط جزائي وهي في الحقيقة مبالغ باهضة تصل من الفين إلى خمسة الف يتمكن بعدها الطالب من التسجيل لتكن البداية لدخول رجل هذا المدير في مجال التكسب بطريقة تفقده سر جوهره وتألقه ما يجعله ضعيفاٍ أن يقود بعدها هذا إن لم يكن بالفعل ضعيفاٍ و غير قادر على القيادة. المشكلة أن النظام في وزارة التربية والتعليم يعطي من تم تعيينه مديراٍ درجة لا يستطيع بعدها النزول مثلما صعد تكمن في عدم تغيير هذا المدير أو ذاك فهو إن تم تغييره من هذا العمل فهو يعني تفرغه في البيت ما جعل أمر استبدال المدير يحتاج إلى إطالة نظر كون الموضوع سيفقد الإدارة العامة موظف لأنه بعدها سيتفرغ إن لم يتحصل على مدرسة أخرى هذا الأمر في السابق أما بعد المحاصصة فالأمر أصبح أكثر تعقيدا فالمدرسة قد تخضع لوجوده جبرياٍ حتى وإن كان فاشلاٍ على أساس أن هذا من نصيب الحزب الفلاني وأنهم يفتقرون إلى عناصر لهم في التربية وليس لهم غير هذا الشخص وإن كان الحل في هذا الموضوع هو الكف من قبل الأحزاب عن إدخال التعليم في أتون هذا النفق الضيق ومن ثم التخلي عن مبدأ (حبتي ولا الديك) هذا فيما يخص الأحزاب فكذلك على المستوى الشخصي أما مدير مرتش أو المكوث في البيت. السؤال لماذا لا يكون الأمر سهلاٍ في استبدال المدير الفاشل بآخر ومن ثم عودة هذا المدير للميدان مثلما يتم في الجامعات هذا فيما يخص الجانب الإداري والتعيينات أما جانب ضبط المدرسين فالإسراع في تنفيذ خطة العمل في البصمة سيوفر الكثير من جانب الحرج عند بعض المدراء ويجعل الكفة معادلة ليرضى بها كل الأطراف فعلى الرغم من وجود جهاز البصمة مركب في كل مدارس الأمانة إلا أنه ما زال العمل به غير مفعل ولا ندري لصالح من ومن الجهة التي من مصلحتها تعطيل مشروع البصمة في الجهاز الإداري لا في التربية فحسب كونه سيقطع المصاصة على كثير من المنتفعين إذا ما كان هذا النظام مرتبطاٍ مركزياٍ.

قد يعجبك ايضا