المهندس أحمد فاضل: مشروع الحواجز الآلية في مجاري السيول مشروع ابتكاري يحافظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم

فكرة ابتكارية لتجنب مخاطر السيول.. أمام طاولة الجهات المعنية
الحواجز تعمل آلياً بمصدر طاقة (كهربائي، طاقة شمسية، أو الطاقة الحركية للسيل).. وتكلفة المشروع قليلة
المشروع سيحد من مشكلة الغرق في سايلة صنعاء وتقليل الخسائر المادية الناتجة عن غرق السيارات

تعم أجزاء كبيرة من البلاد سحب ممطرة هذه الأيام، وقد أمطرت على عدد من المحافظات اليمنية، وقد توقع المركز الوطني للأرصاد استمرار الأجواء الغائمة وهطول الأمطار، محذراً المواطنين بعدم الاقتراب من مجاري السيول والمرور عبرها خلال هطول الأمطار حفاظاً على سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم.
وبالرغم من تلك التحذيرات تحدث حوادث متفرقة لأشخاص متهورين أو غير مقدرين للعواقب حتى جرفهم السيل وأدى إلى مصرعهم ودمار ممتلكاتهم، من هنا جاءت فكرة مشروع المهندس أحمد فاضل عن حواجز آلية توضع في مجاري السيول تعمل على إنقاذ الأرواح والممتلكات التي قد يجرفها السيل، المشروع قد تمت دراسته على (جسر حراج الصافية) في سايلة صنعاء؛ لمزيد من التفاصيل عن المشروع وفكرة عمله التقينا بالمهندس أحمد فاضل وخرجنا بالحصيلة التالية:

لقاء/
هاشم السريحي

هل يمكنك إعطاء القارئ الكريم نبذة عن مشروعك؟
– مشروع الحواجز الآلية في مجاري السيول هو مشروع ابتكاري مهم قابل للتنفيذ على أرض الواقع وقابل للتطوير والاستدامة وهو مشروع إنساني وطني مجتمعي.
فكرته أنه إطار من الاستيل قوي يوجد بداخله شبكة من الخبطات الحديدية بفتحات 50×50 سم يتحرك بشكل رأسي آلياً، ينفذ عند كل جسر واقع على السايلة، فعند جريان السيول ينزل الحاجز بشكل رأسي إلى أرض المجرى فيعمل على حجز الأشخاص والسيارات التي جرفها السيل؛ وبذلك يمكن للأشخاص النجاة من الغرق والصعود عبر الحاجز إلى الجسر المنفذ على السائلة وعند انتهاء السيول يرتفع الحاجز بشكل آلي فوق منسوب الجسر بحيث لا يعيق حركة السيارات التي سوف تمر في السايلة بعد انتهاء السيول، ونظام التشغيل ميكانيكي وله حساسات للماء ودوائر كهربائية.
ماذا لو علقت بالشبكة الحديدية شوائب وتجمعت حتى شكّلت حاجزاً للسيل، ربما عندها السيل سيحطم الحاجز مع الفايبر.. ما تعليقك؟
– بالنسبة للشبكة الحديدية ففتحاتها كبيرة نسبياً، أما إذا حدث وتجمعت نفايات فالحاجز مصمم له ردادات تسمح بفتح الحاجز باتجاه السيل إذا زاد الضغط على الحاجز فوق المصمم له.
من أين أتتك فكرة هذا المشروع؟
– توصلت إلى فكرة هذا المشروع من خلال حادثة حصلت قبل عامين تقريباً في سايلة صنعاء وأنا مار بجانب السايلة في موسم أمطار، حصل وأن جرف السيل سيارة فيها نساء وأطفال وفقدوا السيطرة عليها وكانوا يصرخون ويستنجدون والأطفال يبكون ولكن لم يتمكن الأشخاص الذين كانوا هناك بمن فيهم أنا من مساعدتهم بسبب عدم توفر أي وسائل مساعدة في تلك اللحظة؛ فقررت أن أجد حلاً لمثل هكذا مشاكل وحوادث تتكرر سنوياً، وبعد تفكير توصلت إلى هذا المشروع.
ما هي أهم مميزات مشروع الحواز الآلية؟
– المشروع قابل للتنفيذ على أرض الواقع، وهو مشروع إنساني خدمي وطني مجتمعي يخدم جميع فئات المجتمع من خلال حل مشكلة غرق الأشخاص وممتلكاتهم أثناء تدفق السيول، والمشروع يعمل آلياً بمصدر طاقة (كهربائي، طاقة شمسية، الطاقة الحركية للسيل)، كما أن تكلفت تنفيذ المشروع قليلة والمواد المستخدمة فيه متوفرة محلياً، وللمشروع نظام تشغيل احتياطي هيدروليكي.
وما هو نظام التشغيل الاحتياطي لهذا المشروع؟
– هو نظام تشغيل آلي يعمل بالهيدروليك (بقوة الطفو) ولا يحتاج إلى طاقة كهربائية ويمتاز ببساطة وسهولة التصميم والتنفيذ وقلة التكلفة.
وهو عبارة عن خزان مجوف محكم الإغلاق من الفيبر والحديد مسنود بواسطة أعمدة بحيث يتحرك رأسياً -طلوعاً ونزولاً- مع منسوب الماء داخل المجرى، فعندما يرتفع منسوب الماء يرفع الخزان الذي بدوره يرفع جسر الأثقال الخلفية للشبكة وتنزل الشبكة إلى أرض المجرى، وعند انتهاء السيل وتناقص منسوبه في المجرى ينزل الخزان ويتأرجح جسر الأثقال الخلفية فترتفع الشبكة فوق منسوب الجسر المنفذ في السايلة بحيث لا تعيق حركة السيارات.
ما الذي يمكن أن يقدمه هذا المشروع للمجتمع؟
– المشروع يخدم المجتمع ككل؛ وذلك من خلال الحد من مشكلة الغرق في سايلة صنعاء ومختلف السوايل التي سيتم تنفيذ المشروع فيها، وكذلك سيعمل على تقليل الخسائر المادية من سيارات ووسائل مواصلات مختلفة.
ما هي مشاركاتك؟
– شاركت في المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الإبداعية والابتكارية ـ الموسم الثالث، كما شاركت في برامج متعلقة بتدريب المبتكرين في مؤسسة بنيان.
ما هي الصعوبات التي واجهتك؟
– هناك عدد من الصعوبات وهي مواجهة الإحباط من بعض الأشخاص المتشائمين، وصعوبة الحصول على المعلومات المطلوبة للتصميم من بعض الجهات المختصة بسايلة صنعاء، وصعوبة الحصول على استشارات علمية من مختصين في بعض المجالات العلمية المختلفة، وعدم توفر الإمكانيات المادية لعمل نموذج على أرض الواقع، كذلك عدم الحصول على تمويل لتنفيذ المشروع على أرض الواقع.
كلمة أخيرة؟
– أناشد الجهات المختصة بدعم وتمويل المشروع ليتم تطبيقه على أرض الواقع، وأتقدم بالشكر الجزيل للهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار على الجهود المبذولة للمبتكرين والمبدعين، كما أشكر صحيفة “الثورة” على الاهتمام وتسليط الضوء على المبتكرين والمشاريع الابتكارية.

قد يعجبك ايضا