الأسرة المروعية تكتفي من الجليب ومشتقاته من منتجات أبقارها
دروس من طقوس تربية الماشية في المراوعة: الأبقار جزء من التكوين الاجتماعي للأسرة المروعية فلا يكاد بيت يخلو من بقرة
تنتشر في المراوعة مزارع أبقار “الفريزيان” لإنتاج الحليب بكميات تجارية
على هامش الزيارة التي نظمتها مؤسسة بنيان التنموية واللجنة الزراعية والسمكية العليا إلى 16 مديرية من مديريات محافظات: المحويت، حجة، الحديدة، وريمة- في الفترة من 18 مايو- 3 يونيو 2021م، شاركت “الثورة” أعضاء فريق البحوث والدراسات لمؤسسة بينان التنموية مهمة التعرف على بعض خصائص المجتمع الريفي في تربية الأبقار، وكانت منطقة الدراسة هي مديرية المراوعة محافظة الحديدة، فإلى الحصيلة:
الثورة / يحيى الربيعي
تنتشر الأبقار المحلية في مديرية المراوعة بأعداد متفاوتة حيث تصل الحيازة من 1 رأس إلى 12 رأساً للمزارع الواحد، وكلما كان لدى المزارع مساحة زراعية زاد عدد الأبقار واهتم بتربيتها وكلما قلت المساحات الزراعية قلت حيازة الأبقار، وتتميز الأبقار المحلية بصغر حجمها بالون الأحمر والأبيض والقرون والأذان طويلة ووجود السنام واللبب المتدلي تحت الرقبة، وتتميز تربية الأبقار في مديرية المراوعة بطقوس خاصة استمعنا لها من أفواه الآباء والأمهات المربين للأبقار في المنطقة، ونختصرها في الآتي:
عمليات يومية
التغذية: يتم تغذية الأبقار على الأعلاف الخضراء والجافة وتتم التغذية على ثلاث وجبات صباحاً ومساءً، وتحتاج البقرة الواحدة إلى خمس عشرة حزمة في اليوم، والبعض من المزارعين يستخدم القشرة بمقدار واحد كيلو جرام لكل رأس، ويستخدم مخلفات المنازل والمطاعم في التغذية حيث يصل قيمة الكيس الخبز اليابس حوالي 3000 ريال للكيس، والبعض من المزارعين يقدم لحيواناته المكملات الغذائية من فيتامينات وأملاح معدنية لما لها من قيمة غذائية عالية، ولا يتم رعي الأبقار لأنها تحتاج إلى مراعٍ كثيفة مقارنة بمراعي الأغنام والماعز، وتحتاج البقرة إلى 40 لتراً من الماء يوميا بسبب ارتفاع درجة الحرارة وإذا قلت كمية الماء أدى ذلك إلى إجهاد الحيوان ونقص كمية الحليب.
إنتاج الحليب
وتحلب الأبقار مرتين في اليوم صباحا ومساء، وتختلف كمية إنتاج الحليب باختلاف التغذية واهتمام المربي فالمربي الذي يقدم الأعلاف الجافة والخضراء فقط يبلغ متوسط كمية الإنتاج من 2 – 3 لترات يوميا في الصيف، ولكن المربي الذي يهتم بالتغذية الجيدة وتنوعها بين أعلاف خضراء وجافة ومركزة واستخدام المكملات الغذائية من فيتامينات وأملاح معدنية يبلغ متوسط كمية الإنتاج من 4 – 6 لترات يوميا.
أما في موسم توفر الأعلاف في الخريف والشتاء فيتراوح إنتاج البقرة الواحدة من الحليب ما بين 8 – 15 لتراً، ويمكن عن طريق الاهتمام بالتغذية المتوازنة في فترات الصيف تزداد الإنتاجية بشكل مضاعف.
إنتاج السمن
تقوم النساء بجمع الحليب في نهاية اليوم وهزه لفصل الدهن عن الحليب ويتم جمع الدهن الناتج يوميا على مدى أسبوع ثم يوضع في إناء من المعدن ويتم وضعه على النار يغلي مع إضافة قليل من دقيق الدخن أو البر والحلبة كي يظل السمن محتفظاً بنكهته ورائحته ويتم تدخين أواني جمع السمن ويوضع السمن في الأواني المخصصة لذلك إلى وقت الاستهلاك، أما الحليب الخالي من الدهن فيتم استخدامه وتوزيعه بين الأهل والجيران بشكل يومي، ويصل متوسط إنتاج البقرة من السمن في الأسبوع حوالي (لتر ونصف) في أوقات ندرة الأعلاف، ومع توافر الأعلاف تزداد الإنتاجية إلى (ثلاثة لترات) أسبوعيا.
عمليات موسمية
رضاعة العجول: يترك العجل يرضع بعد الولادة بشكل حر لمدة شهر على فترات مختلفة لكي يكتمل نموه ويكتسب المناعة ضد الأمراض وبعد الشهر الأول يترك نصف الضرع للعجل لمدة ثلاثة أشهر والنصف الآخر يتم حلبه للاستهلاك المنزلي.
اللقاح والولادة
يتم تلقح الأبقار عند طلبها، تصل فترة الحمل في الأبقار لمدة تسعة أشهر، وتظهر علامات الولادة بكبر الضرع والبطن وخروج سوائل من فرج خروج المولود وتكون ولادة الأبقار بشكل طبيعي وأحيانا تتدخل النساء في المساعدة في عملية التوليد.
قص الأظلاف
يتم قص الظلف عند وصوله حد إعاقة الحيوان عن الحركة هناك يتم قص الظلف الزائد في المنزل أو طريق استخدام أدوات القص المناسبة، لكي يسهل الحركة للحيوان ويمنع من انتشار أمراض التهاب الظلف.
أنواع الحظائر
تربى الأبقار في زرائب من الخشب أو البلك تقسيم الزريبة إلى قسمين: قسم للتغذية ويكون مفتوحاً من أعلى، وقسم للراحة ويكون مظللاً بالقصب أو هناجر حديد، ويتم تنظيف الأحواش التي تربى فيها الأبقار بشكل يومي ومستمر لمنع انتشار الأمراض والطفيليات الداخلية والخارجية وتوفير المكان المناسب للتربية بالشكل الأمثل من أجل إنتاجية عالية.
الأمراض والعلاج
هناك العديد من الأمراض التي تصيب الأبقار في مديرية المراوعة كالحمى القلاعية، والتهاب الظلف، والإسهال، والطفيليات الخارجية، التهاب الضرع، الخراج، الإمساك، ويتم معالجة الحيوان في وحدة بيطرية تتوافر في مركز المديرية أو عبر حملات التحصين الموسمية.
أسعار وأسواق
يتم بيع وشراء الأبقار في أسواق محلية مختلفة على حسب أيام الأسبوع: يوم الأحد عصرا يتم تسويق العجول، والأثنين صباحا تسوق جميع الحيوانات، والثلاثاء سوق باجل عصرا، والجمعة سوق بيت الفقيه، والسبت سوق المغلاف.
ويأتي الجلابون من مختلف المناطق لشراء الأبقار والعجول من قرى وأسواق مديرية المراوعه، وتختلف أسعار الأبقار والعجول بحسب العمر والبنية الجسمية للحيوان، فالبقرة الفاصل تصل قيمتها ما بين 450 – 600 ألف ريال، والبقرة الوالد مع مولودها في أول وثاني ولادة تصل قيمتها إلى 400 – 550 ألفاً وبدون مولود من 350 – 400 ألف، والأبقار المنتجة المتوسطة في العمر تصل قيمتها من 250 – 400 ألف، والمتقدمة في العمر من 150 – 250ألف ريال، وتصل أجرة الدلالة حسب قيمة الحيوان فدلالة البقرة من 4000 – 6000 ألف ريال، ودلالات العجول 3000 الف ريال.
أبقار الفريزيان
تنتشر تربية أبقار الفريزيان في اليمن بمديرية المراوعة محافظة الحديدة بكثرة، ويهتم بتربيتها أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، لأنها تحتاج إلى شراء أعلاف ومركزات علفية، كما أن هذا النوع من الأبقار يحتاج في تربيته إلى حظائر حديثة نصف مظللة وتكون مبنية من البلك، ومقسمة إلى حظائر الأمهات وحظائر الذكور، وحظائر العجول وحظائر العزل، كما يجب أن تحتوي على أماكن مخصصة للشرب، وأماكن وضع العلف المركز، وآخر للأعلاف الخضراء والجافة.
ويتم الحصول على الأعلاف الخضراء والجافة من المزارع الخاصة، وفي أوقات الجفاف يتم شراء الأعلاف من الأسواق حيث يصل سعر الحزمة العجور من 70 – 150 ريالاً في فصل الصيف وما في فصل الشتاء تنخفض من (50 – 100 ريال) وتستهلك البقرة الفريزيان حوالي 25 حزمة في اليوم مع تقديم البوشة (نخالة القمح) وبعض الأعلاف المركزة (الكدم – عصارة السمم).
ويربى هذا النوع من الأبقار لغرض بيع الحليب الناتج منها في المصانع المتواجدة في المنطقة، حيث تصل قيمة اللتر من اللبن حوالي 200 – 300 ريال وتتم عملية الحلب على فترتين مساء وصباحا يدويا.
الأبقار المهجنّة
وهي أبقار ناتجة عن عملية تزاوج بين الأبقار الخارجية مع المحلية لإنتاج سلالات مقاومة للظروف المحلية، ومن مميزاتها كبر حجم الجسم واتساع الضرع والسّنام غير ظاهر والقرون والأذان قصيرة واللبب أثري ولون الجسم سائد ما بين الأبيض والأسود والأحمر.