مدير مركز الرعاية الاجتماعية والصحية للحالات النفسية لـ”الثورة”: المركز وجد لإيواء التائهين والمرضى النفسانيين
مركز إيواء التائهين والمشردين بصنعاء يعتبر أول مركز حكومي على مستوى الجمهورية يتبع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل يعمل تحت إشراف إدارة الرعاية المجتمعية لتعزيز الصحة النفسية حيث يقوم المركز برعاية المرضى النفسيين التائهين والمشردين المرفوضين من قبل أسرهم ولا توجد أية جهة ترعاهم..
يحتضن المركز قرابة مائة حالة تقريبا، منهم عشر حالات فقط لديهم أسر نقوم بأخذهم بين وقت وآخر والبقية تم أخذهم من شوارع واحياء أمانة العاصمة، فيما يتسع المركز لثلاثمائة تائه ومشرد من المرضى النفسانيين..
ولمعرفة حياة التائهين والمشردين من المرضى النفسانيين في المركز زارت “الثورة ” مركز الرعاية واطلعت على مرافقه التي تدار من قبل إدارة حكيمة بقيادة المربي / محمد يحيى محسن أبو ضربة الذي تفرغ لرعاية المرضى ممن لا أهل لهم وأصبح المركز ومرافقه قبلته لعمل الخير..
نتطلع من خلال هذا اللقاء إلى دعم ومساندة كافة الجهات الحكومية والخيرية والقطاع الخاص لبقاء المركز واستمراره في تأدية خدماته تجاه فئة تستحق رعاية وتعاطف المجتمع ومن منطلق التعاون والمسؤولية المشتركة.. هذا ما أكد عليه الأخ/ محمد أبو ضربة – المدير العام لمركز الرعاية الاجتماعية والصحية للحالات النفسية بصنعاء في السطور التالية:لقاء/
عبد الواحد البحري
بداية نبذة عن عمل مركز الرعاية ودوره في إيواء المرضى النفسانيين بشوارع العاصمة صنعاء؟
– عملنا في المركز يتركز على تهيئة مرافق المركز وإيجاد البيئة المناسبة لاستقبال المرضى النفسيين التائهين والمركز يقدم خدماته لكل المرضى الذين يتواجدون في الشوارع وليس لهم عائل دون استثناء ونقدم لهم المتاح من المساعدات التي تصلنا من فاعلي الخير.
ما هو عدد النزلاء الفعلي بالمركز الطاقة الاستيعابية ؟
– العدد الموجود الآن قرابة مائة شخص منهم عشرة أشخاص لديهم أسر(أهل) يتم أخذهم إلى أسرهم بين فترة وأخرى حيث تم أخذهم قبل عيد الأضحى وستتم إعادتهم إلى المركز في وقت لاحق.
حجز وإيواء
متى يتشافى مرضى ونزلاء المركز وإشراكهم في المجتمع وإخراجهم من المركز؟
– في الحقيقة لا يتم الإفراج عن نزلاء المركز ومن يدخل يبقى نزيلاً دائماً لأن المركز يعتبر مركز حجز وإيواء وليس مشفى يقدم التداوي والعلاج للنزلاء، والطاقة الاستيعابية للمركز تصل إلى 300 نزيل ولكن غياب الدعم والميزانية الخاصة بالمركز بقينا على مائة حالة فقط.
لماذا لا يتم إخراجهم وإعادتهم مرة أخرى للحياة العامة؟
– أصلاً المركز وجد لإيواء المرضى فقط كما ذكرت لك وليس لمعالجتهم من الحالة النفسية لآنه لا يوجد أطباء على سبيل المثال ولا أدوية والعيادة مغلقة أصلاً لغياب الطبيب والدواء والأهم من ذلك غالبية النزلاء ليس لديهم أهل أو أسر يحتضنونهم ويرعونهم.. وعمل الواجب تجاه هذه الحالات الإنسانية فكما ذكرت لك عشرة تقريبا هم الذين لديهم أهل يأتون لزيارتهم بين وقت وآخر وإخراج المريض من المركز يعني عودته إلى الشارع مرة أخرى وبعض المرضى عدوانيون تجاه الآخرين ولهذا نبقيهم في المركز في إقامة دائمة إلا ما ندر ممن يظهر لهم أهل ويحضرون لأخذهم بين فترة وأخرى.
يعني لا توجد ميزانية خاصة بالمركز أو مبلغ خاص لرعاية النزلاء؟
– حقيقة لا توجد ميزانية محددة تخص المركز واعتمادنا على فاعلي الخير فقط خاصة في هذه الفترة نتيجة العدوان السعودي الإماراتي الفاجر الذي قضى على كل شيء جميل وما تشاهده في المركز اليوم من ملابس وفراش وتجهيز للنزلاء هو من فاعلي الخير .
حالات عدوانية
ماذا عن دور وزارة الصحة في توفير الأدوية وكذلك الأطباء؟
– معالي وزير الصحة والسكان ما قصّر ودائما يوعدنا بتوفير بعض المستلزمات الضرورية مثل الأدوية المهدئة للمرضى حيث يتم توفير صنف واحد فقط من وزارة الصحة وهناك وعود بتوفير الإسعافات الأولية لأهميتها في عيادة المركز فهناك حالات عدوانية بين المرضى وهم ممن يسكنون في البدروم لأنهم عدوانيون تجاه بعضهم البعض وتجاه الزوار أيضا ويصاب الكثير منهم بجروح وخدوش ويحتاجون إلى طبيب جراح يقوم بعمل خيوط وجراحات لبعض الأوجاع ونعجز في تأمين ذلك لغياب أدوات الجراحة وكذلك الطبيب المجارح ولا ننسى أن ذلك بسبب العدوان الذي حجم الصلاحيات وأفقد التمويل وأوقف الحياة في معظم قطاعات الدولة وأملنا في الهيئة العامة للزكاة حيث شرفونا بزيارة للمركز واطلعوا على مرافقه ووعدونا برعاية النزلاء وتوفير بعض المستلزمات الضرورية وان شاء الله يوفون بوعدهم.
باكت مهدىء
على ماذا تحتوي عيادة المركز اليوم وماذا ينقصها؟
– تحتوى العيادة على باكت مهديء وفي الباكت 30 حبة تعطى حبة واحدة لكل مريض يوميا (صنف واحد) ثمنه ثلاثة آلاف ريال تقريبا هذا ما نحصل عليه من وزارة الصحة ودائما ما يصل إلينا وهو قريب الانتهاء وينقص العيادة تقديم خدمة الإسعافات الأولية للمرضى الذين يحتاجون مجارحة بعض الإصابات التي يتعرض لها المرضى من بعضهم البعض فالكثير من النزلاء عدوانيون تجاه العامة من الناس وأكثر عدوانية فيما بينهم.
نسمع عن فرق طبية تأتي إلى المركز ماذا تقدم هذه الفرق وماهي حاجة المركز لهذه الزيارات؟
– وزير الصحة يولي المركز أهمية ولهذا تأتي أحياناً فرق طبية ولكنها تصاب بالإحباط لأنه لا يوجد في العيادة أدنى الخدمات لا أدوية ولا طبيب فمطالبتنا الدائمة لقيادة وزارة الصحة بتوفير طبيب- ولو يوم واحد في الأسبوع على الأقل – ونأمل من الأخوة في أمانة العاصمة تفهم حاجة المركز ولوفي الحدود الدنيا.
تجاوب
كيف يتم وصول الحالة المرضية إلى المركز هناك من يتهمكم بعدم التجاوب وغياب وسيلة النقل؟
– يتم الاتصال بناء وننتقل فوراً، وبخصوص وسيلة النقل نعم لا توجد وسيلة نقل خاصة بالمركز نأمل إعادة وسائل النقل الخاصة بالمركز التي صودرت لحاجة المركز الماسة لوسيلة مواصلات.
كيف يتم دعوة فاعلي الخير لدعم المركز وماهي وسائل التواصل معهم؟
– من خلال مجموعات الواتساب والعلاقة الشخصية نتواصل مع الكثير ويتجاوب البعض منهم وهم من يدعمون المركز بالغذاء ورواتب الطباخ والفران وتوفير المياه النقية.
ما هو دور أمانة العاصمة في دعم ورعاية نزلاء المركز؟
– يحظى المركز باهتمام قيادة أمانة العاصمة حيث كلفوا الأخوة في الهيئة العامة للزكاة بدعم ورعاية نزلاء المركز والى الآن ننتظر ما سيقدمه الأخوة في الهيئة العامة للزكاة الذين نزلت فرق منهم واطلعوا على مرافق المركز وخدماته ووعدونا حقيقة برعاية النزلاء ومازلنا منتظرين وعودهم.
ثلاث فئات
ما هي الحالات الأكثر خطورة في المركز؟
– قسمنا الحالات في المركز حسب الخطورة إلى ثلاث فئات فئة نستفيد منهم في خدمة النزلاء وفئة نقوم برعايتهم والتعامل معهم والفئة الثالثة وهي الأكثر عدوانية ونقوم باحتجازهم في غرف خاصة في البدروم وهم الأكثر شراسة وعدوانية على الأثاث والمرافق والتعامل معهم يكون بحذر.
من يزور المركز ويقدم العون والمساعدة ؟
– هناك بنك الطعام هم من يقدمون الأكل لنزلاء المركز كما تقدم أدوية مهدئة ونقوم بتوزيعها على المرضى، ولم يصلنا أي دعم حكومي حتى الآن وأملنا في الأخ أمين العاصمة والاخوة في الهيئة العامة للزكاة.
أعتبر النزلاء كالأسرة لا أستطيع مفارقتهم وأشاركهم الأعياد والأفراح والمناسبات .
كلمة أخيرة
نأمل من الاخوة في وزارة الصحة أن يلتفتوا إلى المركز والى ما يقدمه من خدمات تجاه النزلاء ونحن بحاجة إلى تدخل من وزارة الصحة ودعم ورعاية المركز، نتمنى أن يحظى مركزنا هذا بما تحظى به بعض المراكز كونه أول مركز حكومي على مستوى الجمهورية من حيث العناية والاهتمام وتوفير الخدمات الأساسية والأطباء والرواتب للعاملين والمغسلين والأطباء.
نسمع عن كادر متميز لدى المركز أين اختفى هذا الكادر؟
– كادر المركز 45 موظفاً، جميعهم في البيوت نتيجة غياب الراتب وهذا طبيعي، لا يتواجد منهم سوى ثلاثة فقط متطوعين بدون راتب والطباخ الرابع نعطيه راتباً من فاعلي الخير والفران أيضا نعطيه راتباً فقط ..