مؤخرا أصدرت مملكة داعش الوهابية قراراً بترحيل اليمنيين وعلى رأسهم الأكاديميون من مدن وجامعات نجران وجيزان وعسير، وهي مدن يمنية محتلة تتوجس فيها مملكة داعش خوفا من كل يمني.
طبعا ليس في الأمر غرابة، فمحمد بن سلمان وزمرته الحاكمة الذين يدينون بالولاء لبني صهيون، لم يعودوا يثقون بأحد من الناس، حتى بمواطنيهم المسعودِّين، فما بالكم باليمنيين الذين يصنفونهم في خانة الأعداء ويتعاملون معهم بتعال وغرور وعنجهية. ولعلكم تذكرون ترحيل الكثير من مواطني القرى المسعودّة في المناطق المحاذية للحدود اليمنية أثناء حروب صعدة خوفا من تعاطيهم وتعاطفهم مع أنصار الله.
قبل أشهر أعدم محمد بن سلمان ثلاثة من الجنود السعوديين شنقا، وعلق جثامينهم في الهواء الطلق بتهمة ما سماها الخيانة لبني سعود.
والحقيقة أن أولئك الذين أعدمهم كانوا قد عرفوا طريق الخلاص من أسرة بني سعود وتمردوا على حكم هذه العصابة.
صمود اليمنيين ضد العدوان جعل محمد بن سلمان ومملكته يعيشون حالة تخبط ورعب غير مسبوقين، وصلت حد الخوف من كل الذين من حولهم.
فالأسرة السعودية الحاكمة تريد الانتقام من اليمنيين بأي شكل من الأشكال، فهاجس الخوف من اليمني يتربص بيهود الرياض.
قرار ترحيل الأكاديميين اليمنيين ليس له ما يبرره سوى أنه قرار له خلفيات سياسية، وفي الوقت نفسه هو مخالف لكل القوانين الدولية وأعراف الهجرة والعمل، هو مجرد انتقام سياسي ضد أبناء الشعب اليمني الذين يقدمون خدمات للمملكة، ويجازون جزاء سنمار من حكامها.
النظام السعودي يرتعد خوفا من المعارك في الحد الجنوبي والتي وصلت عقر داره، فهو يحاول أن يعوض عن هزائمه العسكرية بالانتقام من المدنيين المسالمين، وبالذات من المغتربين، وبالتالي زيادة في تأجيج الأزمات التي صدَّرها ضد الشعب اليمني.
اليمنيون مستهدفون عبر تاريخ وجود مملكة بني سعود، فهي تستحل دماءهم، وتسرق أراضيهم وثرواتهم، وتقتل أحرارهم، وتدمر وتحتل بلادهم، وتصدِّر لهم الأزمات منذ العام ١٩٢٣م عندما قتلت حجاج بيت الله الحرام في وادي تنومة.
كل القرارات التي تتخذها المملكة تجاه اليمنيين القصد منها تصعيد الأزمات وبالذات الاقتصادية، وإذلال وقهر اليمني والنيل من قوته وصموده، وهذا القرار سيكون فعله أشد، خاصة واليمن تعيش حربا وحصارا من صنع مملكة داعش الإرهابية.
تاريخ دموي لمملكة الإرهاب تجاه الشعب اليمني.
هذا القرار هو بداية ونتوقع أن تقوم مملكة داعش الوهابية بطرد المزيد كما حدث بعد الوحدة المباركة، حيث طردت أكثر من مليون مغترب، وهكذا كلما ذاقت مملكة داعش الهزيمة بادرت لافتعال أزمة لليمنيين.
بنو سعود هم مصدر العدوان والحروب والأزمات والإيذاء للشعب اليمني، وهم العدو التاريخي لليمن، وكلما خرج اليمنيون من أزمة صدَّروا لهم أزمة أخرى.
موقف أنصار الله على لسان عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي تجاه قرار الطرد كان مبادرا، حيث أعلن عن استيعاب المبعدين، رغم الصعوبات التي تعيشها اليمن والتي صنعها العدوان.
بقي أن تقولوا لأحذية العدوان في فنادق الرياض وتركيا والقاهرة: السعودية دمرت اليمن والآن تطرد المغتربين، فما هو موقفهم من هذا القرار؟!