تحالف العدوان يعجز عن إنقاذ التكفيريين في نَعمان وناطع بمحافظة البيضاء
معركة «النصر المبين».. يأتي الرجال بما لا تشتهي الدُّوَلُ
مرة أخرى يفشل تحالف العدوان في إنقاذ عناصر القاعدة وداعش في البيضاء من بطش أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية.. محاولات إسناد بري وتغطية جوية كان المجاهدون أسرع فتكاً من غاراتها، فانتهت المعركة بتحرير الأرض وانتصار الرجال.
الثورة / عبد القادر عثمان
في إيجاز صحفي قدّمه الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن يحيى سريع، بين سريع أن العصابات التكفيرية (داعش والقاعدة) تكبدت خسائر فادحة في عملية النصر المبين في مديريتي نعمان وناطع، لافتا إلى أن عدد القتلى من تلك العصابات بلغ 160 قتيلاً وأكثر من 200 مصاب، بينما وقع العشرات منهم أسرى.
وبحسب العميد سريع فإن أبناء الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من إعطاب وإحراق العشرات من الآليات والمدرعات واغتنام كميات مختلفة من الأسلحة، فيما بلغ إجمالي المساحة المحررة خلال المرحلتين 500 كيلو متر مربع، وبلغ عدد القتلى نحو 510، بينما أصيب 760 عنصراً منهم.
هزيمة ساحقة مُنيت بها الجماعات التكفيرية بعد أربع سنوات من سيطرتها على أجزاء واسعة من محافظة البيضاء، وهي الهزيمة التي تحررت من خلالها محافظة البيضاء من ظلام التكفيريين وسوداوية الحياة التي فرضوها على أهالي المحافظة، لتحقق نتيجة المعركة حلما لأبناء البيضاء الذين اصطف الأحرار منهم للقتال جنبا إلى جنب مع أبناء القوات المسلحة.
تعود سيطرة التنظيمات الإرهابية على محافظة البيضاء إلى التصعيد العسكري لتحالف العدوان على اليمن في المحافظة عام 2017، حيث تقدمت المجاميع الإرهابية صفوف المعركة، بينما سخر العدوان بقيادة أمريكا كافة الإمكانيات المادية والبشرية لتمكين القاعدة وداعش من السيطرة على المحافظة التي تتوسط خمس محافظات.
وكانت الثورة كشفت في وقت سابق من خلال تقارير استخباراتية سرية لتنظيم القاعدة، حصلت عليها في وكور التنظيم في البيضاء، أن المحافظ الذي عينه الفار هادي المرتزق نايف القيسي، أنشأ خلال توليه منصبه (2015-2017م) معسكرين في منطقتي جاعر، حيث رصد التقرير استلام مخصصات ورواتب خمسة آلاف من المجندين باسم البيضاء، منهم 1300 مجند تصرف للتنظيم، كما قام القيسي بدعم تنظيم القاعدة بمبلغ 420 مليون ريال يمني في أبين والبيضاء، تحت مسمى مقاومة قيفة وما تسمى مقاومة طياب، إضافة إلى قيامه بدعم القاعدة بما يقارب 40 % من الأسلحة والذخائر التي صرفت له تحت مسمى مقاومة البيضاء.. كما قام بالتنسيق للتنظيم القاعدة مع الشرعية تحت مسمى العمل المشترك في مواجهة الجيش واللجان الشعبية بمحافظة البيضاء.
ورغم أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن أدرجا نايف القيسي ضمن الشخصيات المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية في فبراير 2017م، وعلى ضوء ذلك كلف الفار هادي شخصا آخر، إلا أن القيسي لا يزال يتلقى الدعم المستمر من قبل حكومة الفار هادي، حسبما تكشفه وثيقة لمستحقات المحافظين التابعين لحكومة الارتزاق لشهر مايو 2019م، والتي تعتمد صرفا شهريا للمذكورين، من بينهم المحافظ الإرهابي.
كما أكد ناطق القوات المسلحة، حصول العناصر التكفيرية على الدعم والإسناد من قبل تحالف العدوان قبل وأثناء وبعد العملية، مبينا أن تحالف العدوان زود عناصر القاعدة وداعش بالأسلحة المتوسطة والثقيلة والذخائر، كما قدم التسهيلات الكاملة لعناصرها للوصول إلى مناطق في البيضاء والتمركز فيها.
المعارك الأخيرة بين الجيش واللجان الشعبية من جهة ومرتزقة تحالف العدوان في البيضاء من جهة أخرى، لوحظ فيها اعتماد المرتزقة في كافة جبهات المحافظة على العناصر التكفيرية من تنظيم القاعدة وداعش، وقد أكد تقرير استخباراتي تحرك 80 تكفيرياً من عناصر تنظيم القاعدة قدموا من آل عقيل من طريق أبلح إلى جبهة العبدية، فيما قام الشيخ العجي باستدعاء مجاميع من العناصر التكفيرية إلى جبهة العبدية للقتال معهم منتصف العام المنصرم، لكن العناصر التكفيرية اشترطت أن يكون القتال تحت اسم تنظيم القاعدة على أن تلتف القبائل حولهم من أجل إخراج الجيش واللجان من المنطقة.
بالعودة إلى بيان القوات المسلحة اليمنية، فإن عدد الغارات التي شنها طيران تحالف العدوان خلال عملية النصر المبين يثبت الهستيريا التي تملكت قيادة التحالف نتيجة المعركة التي أحالت أحلامهم رماداً.. 67 غارة جوية شنتها مقاتلاتهم في غضون أيام قليلة، بغية إرهاب الجيش واللجان ليتوقفوا عن استكمال العملية التي جاءت كردة فعل على عملية النجم الثاقب التي أعلنتها قيادة العدوان لاحتلال البيضاء.
كانت النتيجة صادمة، فالمعركة لم تأت صدفة بل جاءت بعد أشهر طويلة من التحشيد العسكري والتعبئة العقائدية والتدريبات القتالية والدعم اللوجستي والمادي من قبل تحالف العدوان، حيث تشير المعلومات الواردة إلى أن عملية التحشيد بدأت منذ هزيمة المرتزقة والتنظيمات في جبهة العبدية قبل نحو عام.
لقد أراد تحالف العدوان من خلال المعركة إعادة التنظيمات إلى المناطق التي فروا منها خلال معارك 2020، وفي نفس الوقت تشتيت الجيش واللجان الشعبية من خلال فتح جبهة قوية في البيضاء لتخفيف الضغط على مارب، التي تضم المعقل الرئيسي لقوات الارتزاق والتنظيمات الإرهابية، الأمر الذي جعله سخيا إلى حد البذخ في إمداد تلك العناصر بالأسلحة وكافة الإمكانيات، بانيا أحلامه الخيالية على اسم المعركة، لكن النتيجة كانت على العكس مما تشتهي السفن.