وافقَ الهديَ مَن يُوالي عليّاً عيد الغدير..مناسبة إسلامية وامتياز يماني

العلّامة إسحاق: خصوصية أهل اليمن في هذه المناسبة في إحيائها كعيد من الأعياد وكمحطة سنوية لتأكيد الموقف
العلامة الجنيد: نتشرف بكوننا أمة لها السبق في إظهار ولائها وحبها ونصرتها لله ورسوله والمؤمنين
القاضي أحمد المساوى: إذا لم نتولَّ الإمام علي فسيكون البديل تولي اليهود والنصارى
الشيخ نجيب باشا: مظاهر الاحتفاء بالمناسبة كانت تخف أحياناً بسبب تسلط وقمع الأنظمة السياسية المتمذهبة
د. مراد المهدي: في يوم الولاية أعلن اليمنيون أن محاولات تزوير التاريخ قد فشلت
الشيخ فرحان هادي: إحياء اليمنيين لعيد الغدير وفاء لمن له الفضل عليهم في هدايتهم للاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا) ..
لا أحتاج، وكذلك كل مسلم على الإطلاق، لا نحتاج إلى الاستشهاد بأقوال العلماء بأن هذه السورة نزلت في أهل اليمن، لأنه ما من قوم دخلوا في دين الله بهذه الصفة والكيفية (أفواجاً) إلا أهل اليمن، فقد آمنوا في يومٍ واحد، عندما وصل إليهم الدين على يد من وصفه الرسول الأعظم بقوله:(…الإيمان كله…)، عندما قال:(برز الإيمان كله للشرك كله)، في يوم الأحزاب.. ورغم ذلك، فقد أجمع العلماء على أن هذه الآيات نزلت في أهل اليمن عندما أسلموا لله تعالى في يوم واحد.
لقد ذاق اليمنيون معنى الإيمان عندما وصلهم عن طريق الإمام علي “عليه السلام” ، ولم يصلهم الدين هكذا على يد من جاؤوهم قبله.
إنها جزءٌ من أخلاق اليمنيين، وثقافتهم، وأعرافهم، أن لا ينكروا الجميل لمن عرفوا الله على يديه، بفضل وتوفيق من الله تعالى، وحين سمع جمهور الصحابة من أهل اليمن، فيمن سمع من جمهرة 120 ألفاً، في (غدير خُم) ما سمعوه من رسول الله، زاد تمسكهم بمولانا الإمام علي، وحبهم له، وذلك إنما هو اتباع لرسول الله صلى الله عليه وآله، وطاعة لله تعالى ولرسوله، وتطبيقاً لمعاني القرآن الكريم، الذي جاء فيه: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا…)..
استطلاع /صلاح الشامي

في هذا الاستطلاع، نقرأ سوياً آراء نخبة من علماء، ووجهاء، ومثقفين، تعبق نفوسهم بروحية الدين الحنيف، في عيد الولاية لمولانا الإمام علي الذي ولايته امتداد لولاية رسول الله، والتي هي بدورها امتداد لولايتنا لله تعالى..
فماذا قال نخبة من علمائنا ووجهائنا ومثقفينا عن أهمية هذا اليوم، وامتياز اليمن واليمنيين بالاحتفاء به، لنطالع سوياً ..

دخل اليمنيون الإسلام على يديه
العارف بالله السيد/ عباس إسماعيل إسحاق- قطب الصوفية، وابن القطب الغوث الجامع السيد إسماعيل حسن إسحاق- نفتتح بما نَفَحَنَا به نثراً وشعراً، حيث قال:
نحن اليمنيون لنا خصوصية في الاحتفاء والاحتفال بيوم الغدير، يوم ولاية سيدي الإمام علي عليه السلام، فلقد كان له الفضل أن دخل اليمنيون في الإسلام أفواجاً، بعد أن جاء إلى اليمن ودعاهم إليه، وعند عودته بهذا الفتح، قال له سيدي رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله: (بمَ أهليتَ يا علي. قال له: بما أهل به اللَّهُ ورسولُه) ..
وجاء التنزيل يبارك الفتح المبين، حيث قال الحق سبحانه : بسم الله الرحمن الرحيم (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا…)..
ولقد سبق اليمنيون إلى مجد الدهر، بأن كانوا أنصار رسول الله “صلى الله عليه وعلى آله”، ومن يعي التاريخ يعلم أن اليمنيين لا يقاتلون رسولاً ولا ديناً، بل إنهم يقفون مع الحق ويدافعون عنه، وإذا كان (علي عليه السلام) يدور حيث يدور الحق والحق مع علي، فاليمنيون معه ويوالونه لأنهم يفقهون الدينَ تماماً، فرسول الله “صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله” عندما يقول: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه)، والحق سبحانه يقول 🙁 وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) فكان اليمنيون مع ما اختار الله ورسوله..
ثم لنأتِ إلى خصوصيات خصَّ بها الله تعالى (عليّاً) دون سواه من السابقين واللاحقين، فالإمام علي “عليه السلام” ولد في الكعبة، ولم يسجد لصنم، وتربى في حضرة رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ونام في فراشه عندما أرادت قريش قتله، وفتح خيبر، وهو زوج الزهراء “عليها السلام”، وأبو الحسنين “عليهما السلام” وهما سيدا شباب أهل الجنة، وأحبه اللّهُ ورسولُه، وأحبَّ اللّهَ ورسولَه، وهذه فقط بعضٌ مما لم يشاركه سواه من العالمين، من فضل الله عليه، فهنيئاً لليمنيين فرحهم بأن يكونوا حيث وضعهم الله ورسوله..
والإمام علي عليه السلام لو وقفنا عند مناقبه لاحتجنا للمصنفات، كيف لا وهو باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم..

وافق الهدي
إنما المؤمنونَ بعضٌ لبعضٍ
أولياءٌ .. كذا الإلهُ قضاهُ
وافق الهديَ من يوالي علياً
وكفاهُ أن النبيْ مولاهُ
نَشأةٌ كلها بحضرةِ طه
من مَعينِ التنزيلِ كان هُداهُ
والعناياتُ من إله السماوات
كريم العطاءِ جَلَّ عُلاهُ
تتوالى عليه تعليهِ قدراً
بالولاياتِ خَصَّهُ واجتباهُ
هل أتاكم عن الرسولِ حديثٌ
عنه في يوم خيبرٍ بِاصطِفاهُ
لاستلامِ اللوا، ورايةِ فتحٍ
حَمِدَ المصطفى به مولاهُ
كان لله والرسول مُحِبَّاً
وكذا اللَّهُ والنبيُّ حباهُ
لن يجاري صفاتهِ أيُّ فردٍ
لا ولن يبلغوه في علياهُ
يا إماماً يا سيداً يا هُماماً
يا ولياً قد فاز من والاهُ
أُشهِدُ اللَّهَ والملائكَ والخلقَ
بأني واليتُهُ في صِباهُ
حيث كانت عناية الله ترعاه
بعيني (طه) الذي رباهُ

مظهرٍ من مظاهر الإيمان
العلاَّمة عبدالناصر محمد يحيى عبدالمعطي الجنيد -عضو رابطة علماء اليمن. رئيس مجلس التصوف الإسلامي- أشاد بإحياء المناسبة، قائلاً:
بداية، نهنئ السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بهذه المناسبة العظيمة وبهذا العيد الأغر، عيد الغدير، كما نهنئ الأمة الإسلامية ، حيث يعتبر الاحتفاء بهذه المناسبة مظهراً من مظاهر الإيمان ، نستمد منه العزة والقوة والكرامة .. قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)..
كما أن الاحتفال بهذه الذكرى وسيلة من وسائل تربية الأجيال على المحبة والولاء لله ورسوله والمؤمنين.
وأيضاً من وسائل تعريف الناس بالأعداء والمنافقين الذين حذرنا الله منهم، كما أنها تعمِّق الارتباط، ودوام التعلق بالله ورسوله والمؤمنين..
ولا شك ولا ريب بأن ولي المؤمنين وإمامهم أبو الحسنين الإمام علي عليه السلام، حيث جسَّد الإيمان كله وكان المظهر الأكمل لأخلاق النبوة وصفاتها، كما أن حبه وولاءه عليه السلام يعتبر ميزاناً يعرف به المؤمن الصادق والمدَّعي المنافق، فهو عليه السلام ولي كل المؤمنين، لا يختص بطائفة دون أخرى، ولا يقوم دون آخرين، فيجب على كل مؤمن أن يظهر ولاءَه وحبه وإخلاصه، ولا يجعل المؤمن للعصبية سبيلاً إلى قلبه فيخرج من دائرة إيمانه وحبه إلى دائرة النفاق وحزبه..
وقد رسمت لنا هذه المناسبة سبيلاً واضحاً ومنهجاً مبيناً تؤيده الحجة والبرهان والعزة والقوة والنصر على الأعداء وأهل الخسران، وقد أدرك العدو هذه الحقيقة الثابتة، فعمل جاهداً على قطع علاقة المؤمنين بأهل القرآن ، لأنه بقطع تلك العلاقة التي أمر الله بها أن توصل، يكون الضعف والذلة والامتهان ..
ولكن اليمن بشعبها ورجالها ونسائها، صغيرها وكبيرها خيبت آمال الأعداء، حيث أنها باحتفالها وإظهار شعار المحبة والولاء جسَّدت هذا الإيمان المتمثل بصدق ولاء اليمنيين لله ورسوله والعترة الزكية، وبالبراءة من أعداء الله ورسوله والمؤمنين، من اليهود والمنافقين، ومن شايعهم وسار على دربهم وانظم إلى حزبهم ..
كما أن هذا لم يعد جديداً على أهل اليمن، لأنهم احتضنوا الدعوة الإسلامية في مهدها، ورفعوا راية الإسلام، وبذلوا أموالهم وأنفسهم في سبيله، ولا يزالون حتى الآن يرفدون الجبهات بالمجاهدين والأموال، وكم سطروا أروع المواقف والمشاهد، والواقعُ اليومَ خيرُ حاكٍ وشاهد..
كما أن الولاء لله ورسوله واجب ديني لا يصح ولا ينعقد ولا يكتمل الإيمان إلا به .. ونحن نتعجب من أناسٍ ينتسبون إلى الإسلام وهم داخلون في صف أعداء الله ورسوله والمؤمنين، يوادون من حاد الله ورسوله صلوات الله عليه وآله .. وهنا يجب أن يكون الولاء لله ورسوله والمؤمنين ولاء خالصاً، باعتباره واجباً إيمانياً، وليس من باب أي مذهبية أو عصبية..
ونحن في بلد الإيمان نعتز ونتشرف بكوننا أمة لها السبق في إظهار ولائها وحبها ونصرتها لله ورسوله والمؤمنين، كما أظهرت قوتها وشدتها وبأسها في مواجهة أعداء الله ورسوله من اليهود والمنافقين ومن في حزبهم..
هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا على هذا النهج القويم، وأن يؤيدنا بالنصر المبين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
هذه إجابة سريعة على عجل، وأخيراً لكم الشكر الجزيل على اهتمام صحيفتكم بهذه الأمور، في زمن قلَّ فيه من يهتم بذلك، وفي وقتٍ يتهافت فيه البعض من الأعراب على موالاة اليهود والنصارى والتطبيع معهم..

مبدأ إيماني هام ومتجدد
القاضي أحمد أمين المساوى- مدير عام الشؤون الإنسانية، محافظة تعز- راسلناه، فأوجز بتكثيف الرؤية، وبلاغة العبارة، فقال:
يوم الولاية ليس ذكرى عابرة أو حدثاً آنيّاً، ذلك أنه مبدأ إيماني هام ومتجدد، لتمام الدين، وإحياؤه في هكذا أوضاع في العصر الحالي يمثل ثورة ذاتية على المستوى الشخصي للأفراد والأمة الإسلامية، إذ ليست المناسبة مجرد طقوس دينية يمكن أن نعيشها، أو تجمعات جماهيرية لمناسبة عادية، وإنما جاءت لتمثل ثورة وعي معبرة عن علاقتنا كيمنيين بالإمام علي، وفهم أسرار ذلك الارتباط من بدء البعثة النبوية حتى عصرنا الحالي، وما هي البدائل القديمة والحالية إذا لم نتولَّ الإمام علي؟ البدائل ستكون بالتأكيد تولي الطلقاء ومن يتولى اليهود والنصارى.

ثورة فكرية تصحيحية لمفاهيم مغلوطة
الشيخ/ نجيب حسن مقبل باشا -أحد وجاهات محافظة إب- كان لنا معه هذا اللقاء، فأدلى بدلوه قائلاً :
يتسم احتفاءُ اليمنيين بيوم الولاية للإمام علي (عليه السلام)، بخصوصيته وتفرده، ومنذ فترات ليست بالقليلة .. فلقد كانت رمزية إيفاد الإمام علي “عليه السلام” إلی اليمن تحمل مدی المقاربة الوجدانية بين أهل اليمن، وبين الإمام الوصي “عليه السلام” ..
وبما أنه تم إعلان الولاية في (غدير خم) بحضور الأنصار ينفرد اليمنيون- من بين سائر شعوب الأقطار الإسلامية- ببدء الاحتفاء بهذا اليوم العظيم..
وكم سجل التاريخ عبر قرون قد خلت منذ يوم الولاية إلى الآن من مواقف عظيمة لاحتفاء اليمنيين بعيد الولاية .. إلا أنه من الملاحظ أن هذه المناسبة كانت فيما بعد، وخاصة منذ عقود قليلة ماضية، تظهر وتختفي، بحسب النظام السياسي والمذهبي للدول المتعاقبة، حتی كادت أن تختفي تماماً في عهد النظام السابق، ناهيك عن احتفالات سرية بالمناسبة كانت تعقد هنا وهناك في محافظات ومديريات قليلة، مثل: (صعدة وإب وحراز) وغيرها..
وإبان ثورة ( 21 سبتمبر ) عاد اليمنيون -وبقوة شوق تراكم عبر السنين- ليبتهجوا بهذا اليوم الأغر الذي حوّل مجری التاريخ، وأصبحت الاحتفالات به، تجري علناً، جهارا ًنهارا ً، علی مسمع ومرأی العالم بأسره، إيذانا ًبثورة فكرية تصحيحية لمفاهيم وعقائد كانت قد طغت بركام فقهي علی عقيدتنا الإسلامية النقية..
وأصبحت الاحتفالات بهذا اليوم تقام في كل القری والمدن اليمنية، بل وأصبحت رسمية وبدعم منقطع النظير من المؤسسات الرسمية للدولة..
وبهذا اليوم التَحَمَ الشعبُ ابتهاجا ً مع قيادته المؤمنة، في يوم ٍيمثل استمراراً للنهج المحمدي الأصيل، علی يد من اختاره الله وليا ًلهذه الأمة، ووصيا ًعليها، بعد سيدي رسول الله، صلی الله عليه وعلی آله..
واحتفالات اليمنيين نابعة من الاعتقاد الديني المحمدي الذي وجه الأمة المؤمنة إلى حب وموالاة ونصرة الإمام علي، وهذا التوجيه المحمدي يجب أن يستمر، فحب الإمام علي “عليه السلام” وكذلك نصرته لم يكونا أمراً وقتيّاً، ولا مرحلياً، وإنما إشارة واضحة المعالم لاستمرار حب وتولي ونصرة أعلام الهدی المستودعين للنهج القويم والصراط المستقيم، وذلك لكي تنجو الأمة من سُبل الضلالة، وتسير على طريق الهدي المحمدي السوي.

وفاء اليمنيين لمن دخلوا الإسلام على يديه
الشيخ فرحان هادي- عضو التلاحم القبلي- كان لنا معه لقاء، قال فيه:
بدايةً، نرفع آيات التهاني- بمناسبة عيد الغدير، عيد الولاية والوصاية- لقائد المسيرة سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي، ولكل أبناء شعبنا اليمني والأمة الإسلامية..
ﺃﺳـﻌﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﻭﺃﻳﺎﻣـﻜـﻢ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﻋــﻴﺪ ﺍﻟﻐــﺪﻳﺮ ” ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻛــﺒــﺮ” ، ﻋﻴﺪ الأعياد .. ﺗﺠــﺪيداً للعهد ﻭﺍﻟﻮﻻﺀ ﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ، سيدنا ومولانا الإمام (ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ “ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ”) الذي هو إﻣﺎﻡ المسلمين كافة، في شتى بقاع الأرض، وفي مختلف الأزمان، منذ أن ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭآﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (… ألا من ﻛُﻨﺖُ ﻣَﻮْﻻﻩ ﻓﻬﺬﺍ ﻋﻠﻲٌّ ﻣَﻮْﻻﻩ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﺍﻝِ ﻣﻦ ﻭﺍﻻﻩ ، ﻭﻋﺎﺩِ ﻣﻦ ﻋَﺎﺩﺍﻩ، ﻭﺍﻧْﺼﺮ ﻣﻦ َنصره، واخذل من خذله…)..
وأحاديث فضله على من سواه من المسلمين -بعد رسول الله- كثيرة ومتواترة، ومنها قول ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ صلى الله عليه وآله: ( ﻫﺬﺍ ﻭﺯﻳﺮﻱ )، ولكن أشهرها الحديث الذي ذكرته آنفاً لأن من شهده مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وآله هم كافة المسلمين تقريباً –آنذاك- وهم أكثر من 120 ألفاً من صحابة رسول الله، وهو ما لم يحدث لحديث سواه، والله أعلم..
إن عيد الغدير عيد مقدس عند كل مؤمن، لأن الإمام علي ولي كل مؤمن، الاقتراب منه إيمان، والبعد عن ولايته نفاق..
وتتميز اليمن عن سائر بلاد المسلمين بتقديس هذه الذكرى وهذا العيد -يوم الولاية- وبحبهم الكبير لخليفة رسول الله ووصيه الإمام علي بن أبي طالب، وأعلام الهدى من بعده، كيف لا وقد دخل اليمنيون الإسلام (أفواجاً) على يديه “عليه السلام”، وكيف لا تكون مكانته عند أهل اليمن متميزة عنها عند سائر أهل الأقطار والأمصار، وكيف لا ودعواته بالخير لأهل اليمن لا تزال باقية في ذاكرة كل يمني، وكيف لا وهم لم يتذوقوا لذة الإيمان إلا من أقواله هو وأفعاله وأحواله، وكيف لا وهم من جاهدوا تحت لوائه، واستشهدوا في رضىً وإيمانٍ بالله ورسوله في ظل قيادته العادلة الراحمة الأبية الوفية..
وأهل البيت الذين نواليهم هم امتداد له، وهُم فقط من يعطون أتباعهم بصيرة، من يعطونهم قناعة، من يعطونهم معرفة، من يعطونهم فهماً، من يعملون على أن يكونوا علماء، علومهم واسعة، ومداركهم واسعة، ومعارفهم واسعة.. ونرى ذلك كله على مسرح الأحداث، أنهم امتداد له، وأنهم ورثته، لأن كل أعمالهم وأقوالهم وعدالتهم ورحمتهم وحكمتهم تشير بصريح العبارة وعميق الدلالة إليه، إلى مولانا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله الطاهرين.

ليس غريباً على شعب الإيمان والحكمة
د مراد المهدي. نختم به هذا الاستطلاع، وقد أدلى في هذه العُجالة بقوله:
في هذا الصباح العظيم الذي ما استفاق اليمن على يوم أروع منه، احتفلت اليمن بكل أطيافها ومكوناتها بيوم الغدير، هذه المناسبة العظيمة التي أعلن فيها الرسول الأعظم -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله- صراحةً بالولاية للإمام على عليه السلام..
وليس غريباً على شعب الإيمان والحكمة أن يحتفل بمناسبة يوم الولاية التي أعلنها رسول الله صل الله عليه وآله وسلم بالولاية للأمام علي عليه السلام، فهم اتباع الإمام علي عليه السلام، وعلى نهجه سائرون، وله ولآل بيت النبوة موالون ..
أعلنها اليمانيون اليوم للعالم أن الحق يظهر، وأن محاولات تزوير التاريخ قد سقطت، وكذلك الانقلاب على شرعية آل البيت الذين اصطفاهم الله بالولاية على الأرض، دون سواهم، لحكمة إلهية لا يعلمها إلا هو، وما يتبين لنا منها إلا أنها رحمة للعالمين، كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله، الذي هم ورثته، وكان رحمة للعالمين..
وبهذا أعلنت اليمن الولاء للإمام علي عليه السلام وآل بيته إلي يوم الدين، ولن نحيد عن ذلك .. وإنا للإمام علي ولآل بيت رسول الله صلى الله عليهم وآله وسلم أجمعين موالون، وسنظل موالين إلى يوم الدين.

قد يعجبك ايضا