فشل مبعوثها في فرض أجندتها الاستعمارية دفع أمريكا لتحريك عناصر القاعدة للقتال في البيضاء
محافظ عدن طارق سلام لـ ” الثورة ” : دول الاحتلال تكرِّس الصراع في جنوب اليمن لضمان بقائها أطول فترة ممكنة
أبناء الجنوب دورهم محوري في معركة التحرر والاستقلال وعليهم ألا يقبلوا باستمرار العبث والخراب في محافظاتهم
أكد محافظ عدن طارق سلام أن الاحتلال السعودي الإماراتي يكرِّس الصراع والاقتتال في محافظات اليمن الجنوبية المحتلة ويعمِّق الأزمة الإنسانية من خلال طباعة المزيد من كميات العملة لضمان بقائه أطول فترة ممكنة في هذه المحافظات.
وقال المحافظ سلام في حوار أجرته معه ” الثورة ” إن المعسكرات الأمريكية التي أنشئت في الجنوب هدفها إعداد عناصر تنظيم القاعدة وتسليحهم .. مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية حركت هذه العناصر للمشاركة في معركة البيضاء بعد فشل مرتزقة تحالف العدوان في مارب وكذا فشل مبعوثها إلى اليمن لاندر كنغ في فرض حلول تتماشى مع أجندتها الاستعمارية في اليمن .
ولفت المحافظ سلام إلى أن دور أبناء المحافظات المحتلة محوري في معركة التحرر والاستقلال من الاحتلال الجديد وعليهم ألا يقبلوا باستمرار العبث والخراب الذي فرضته تلك القوى الباغية لخدمة مصالحها وأطماع قوى الاستكبار أمريكا وإسرائيل في السيطرة على أهم المنافذ والموانئ وهو السبب الرئيسي لما تشهده المحافظات اليمنية المحتلة اليوم من فوضى ودمار وحروب عبثية.. مزيد من التفاصيل في السياق التالي:
الثورة /محمد شرف الروحاني
* المحافظات اليمنية المحتلة تغرق في أزمة اقتصادية ، والدولار يتجاوز سعره الألف ريال في المحافظات اليمنية المحتلة .. من المسؤول عن ذلك؟
– ما تقوم به حكومة المرتزقة من طباعة كميات جديدة من العملة وضخها إلى السوق هو تنفيذ لأجندة دول العدوان وحربها الاقتصادية التي تشنها على الشعب اليمني ، دول العدوان اليوم تنفذ حرباً ممنهجة لتعميق الأزمة الاقتصادية وإشغال الناس عن أولوية التصدي لمشاريع الاحتلال في المحافظات المحتلة .
* كيف تنظرون الى ما يحدث اليوم من تصعيد بين قوى العدوان في المحافظات المحتلة ؟
– إن الواقع الذي تعيشه اليوم المحافظات الجنوبية المحتلة يكشف حقيقة الأعمال الدنيئة والخفية التي كانت تمارسها قوى العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي بحق اليمن ومقدراته خلال الأعوام التي سبقت العدوان على اليمن وهو ما بات اليوم واضحاً وجلياً للجميع بعد أن عرَّت ثورة 21 سبتمبر حقيقة العدوان والاحتلال ودوره الإجرامي في إضعاف الدولة اليمنية وجعلها رهينة لقوى متطرفة وحاقدة على اليمن وتفكيك نسيجها الاجتماعي واستبداله بمكونات إرهابية متطرفة مدعومة من قوى الاستكبار العالمي، حتى تغرق اليمن في حروب داخلية وعبثية بما يضمن بقاء تلك القوى أكبر فترة ممكنة .
ما يحدث اليوم في المحافظات المحتلة هو تنافس بين الأجندة الإماراتية – السعودية لتقاسم النفوذ وتكريس الاقتتال والصراع بين الوكلاء حتى تتمكن هذه القوى من احتلال محافظات اليمن الجنوبية أطول وقت ممكن .
إن حالة الاقتتال والإرهاب التي تشهدها المحافظات المحتلة عموماً ومحافظة عدن خصوصاً ناجمة عن سعي الجماعات الإرهابية المسلحة ممثلة بمليشيات الإصلاح والانتقالي للسيطرة على مؤسسات الدولة وذلك تنفيذا لأجندة المحتل السعودي الإماراتي.
لقد أثبتت حالة القتل والإرهاب التي عاشتها المحافظات المحتلة تحت الاحتلال وبما لا يدع مجالا للشك أن تلك الجماعات عاجزة عن التعايش في ما بينها أو إدارة منطقة بعينها بما يضمن تحقيق الاستقرار في المجتمع ، وبالتالي فإن استمرار الاقتتال والتطرف في المحافظات المحتلة ينذر بواقع صعب لن يتقبله أبناء المحافظات المحتلة كونه يهدد حياتهم ومستقبلهم ويجعلهم أداة في صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل، بعد أن سخر المحتل مقدرات الدولة وعائداتها لصالح تلك المليشيات التي أغرقت البلاد في وحل الموت ومستنقع الفوضى والخراب .
* ذكرتم في تصريح سابق أن أمريكا دفعت بعناصر القاعدة من المحافظات الجنوبية للقتال في البيضاء في معركة الزاهر الأخيرة .. برأيكم ماهي الأسباب التي جعلت الأمريكيين يدفعون بهؤلاء إلى هذه المعركة ؟
– الولايات المتحدة الأمريكية دفعت بعناصر تنظيم القاعدة الذين هم مجرد جنود ظل للقوات الأمريكية في المنطقة العربية للقتال في محافظة البيضاء، وقدمت لهم كافة أشكال الدعم والتسليح ،و قرار الولايات المتحدة الأمريكية مشاركتها في معركة البيضاء جاء بعد استدعاء القائد الفعلي للتنظيم الإرهابي الجنرال على محسن الأحمر من قبل قائد القوات الأمريكية في البحر الأحمر ..
الولايات المتحدة الأمريكية قررت تحريك أدواتها القذرة ونفاياتها في معركة البيضاء بعد فشل مرتزقة تحالف العدوان في تحقيق أي تقدم، وذلك في محاولة بائسة لوقف الانتصارات في مارب وكذا فشل مبعوثها إلى اليمن في فرض حلول تتماشى مع أجندتها الاستعمارية ، والمعسكرات الأمريكية التي أنشئت في الجنوب هدفها إعداد عناصر التنظيم وتسليحهم لخوض هذه المعارك متى ما لزم الأمر .
* برأيكم ما الذي يتحتم اليوم على أبناء المحافظات الجنوبية الموجودين في صنعاء وكذلك الشرفاء في المحافظات الجنوبية القيام به أمام ما يجري اليوم في المحافظات المحتلة؟
– إن التطورات السريعة التي تشهدها الجبهات والحراك الواسع على المستوى السياسي والعسكري ونحن في العام السابع من الصمود، يؤكد حرص القيادة الثورية والسياسية على حسم المعركة في الجنوب والانتقال صوب العدو الغاصب لتطهير الأراضي اليمنية من دنس الاحتلال ، الأمر الذي يحتم علينا نحن كقوى سياسية جنوبية أن يكون لنا الدور الرئيسي والبارز في هذه المرحلة الحاسمة في تقرير مصير ومستقبل اليمن الجديد الذي يرسم ملامحه اليمنيون بكل فخر واعتزاز بعد أن تجاوزوا التحديات والمعوقات طيلة سبعة أعوام من العدوان والاحتلال المتوحش وحققوا نجاحات ساحقة في سبيل استعادة الدولة المنهوبة ودحر الغزاة والمحتلين .
كذلك يجب أن أن يكون لأبناء المحافظات اليمنية المحتلة دور محوري في معركة التحرر والاستقلال وعليهم ألا يقبلوا باستمرار العبث والخراب الذي فرضته تلك القوى الباغية لخدمة مصالحها وأطماع قوى الاستكبار أمريكا وإسرائيل في السيطرة على أهم المنافذ والموانئ وهو السبب الرئيسي لما تشهده عدن والمحافظات المحتلة اليوم من فوضى ودمار وحروب عبثية.
* رسالة أخيرة توجهونها عبر صحيفة الثورة؟
– رسالتي هي للمواطنين في عدن وبقية المحافظات اليمنية المحتلة: أدعوهم إلى بلورة الوعي الثوري المتحرر من تحالف العدوان وأدواته” الذين أصبح الوضع الراهن لا يعول عليهم في تحقيق أدنى طموح المواطن، لارتباطهم وارتهانهم بتنفيذ الأجندات والمشاريع الاستعمارية التدميرية في جنوب اليمن.