فيما تشدد الحكومة إجراءات منع ذبح إناث وصغار الثروة الحيوانية
غالبية الأسر اليمنية لا تستطيع توفير قيمة الأضاحي بسبب العدوان والحصار
أيام قلائل تفصلنا عن استقبال عيد الأضحى المبارك في ظل ما تتعرض له اليمن من عدوان للعام السادس على التوالي ، حيث يفرض الحصار الاقتصادي الشامل على شعبنا مزيداً من المعاناة والهموم والأعباء، و لعل مسالة أضحية العيد هي ما تؤرق الكثير من الأسر خلال هذه الأيام حيث ترتفع أسعار الأضاحي بشكل جنوني لا يستطيع البسطاء والفقراء من غالبية الشعب توفير قيمتها.. إلى التفاصيل :
الثورة / يحيى الربيعي
“منذ سنوات عديدة لم أعد أشتري أضحية” هكذا حكى المواطن حميد صالح الورد لـ “الثورة” حكايته مع أضاحي العيد، موضحا أن أضحية العيد كان قد تعوّد على شرائها لسنوات طويلة ليس لأنها سنة دينية فحسب، ولكنها كانت أيضا تمثل فرحة تضاف إلى فرحات العيد، معللا عدم قدرته بقساوة الظروف التي تعرضت لها الطبقة الفقيرة نتيجة العدوان والحصار الذي تتعرض له بلادنا منذ ست سنوات، الأمر الذي أثر تأثيرا بالغا على مستوى دخل المواطن، بل إن الكثيرين وأنا واحد منهم تعرضوا لفقدان أعمالهم.
من جهته قال المعلم عبدالله الشرعبي: بالنسبة لي أنا وغيري من الموظفين الذين لم يستلموا رواتبهم كاملة منذ أكثر من ست سنوات نتساءل كيف لنا أن نشتري أضحية ونحن بدون راتب منذ سنوات، مضيفاً: لم أعد أفكر في أن أضحي كحال الكثير ممن نعرفهم نظراً للظروف الصعبة التي يعيشونها بسبب العدوان والحصار الذي تسبب في إحداث العجز الكبير في سد احتياجاتهم الأساسية.
المواطن محمد الدعيس بدوره أكد أنه قبل انقطاع الراتب كان يوفر جزءاً من راتبه لشراء الأضحية كلما سمحت له الفرصة، أما خلال السنوات الأخيرة فقد توقف راتبه، وارتفعت أسعار الأضاحي بشكل كبير يعجز عنه الكثيرون.
حال الدعيس والشرعبي والورد، كحال ملايين اليمنيين الذين لا يمتلكون ثمن الأضاحي، يعتبرون العيد في هذه السنوات مناسبة عابرة تنقصها أهم عوامل الفرحة لهم ولعائلاتهم، فكثيرٌ من العائلات في اليمن اعتادت على شراء الأضحية لتضيف لأطفالها فرحة تعودوا عليها لسنوات طويلة حتى بداية العدوان، أي قبل أن تتوقف هذه السنة مع السنوات العجاف الأخيرة.
وارتفعت أسعار الأضاحي في الأسواق المحلية، حسب إفادة الجزار علي نصر، حتى أنه وصل سعر الخروف أو التيس ابن ستة أشهر إلى 80 ألف ريال، أما سعر الخروف المسن (ابن سنة) فإنه يصل إلى 100 ألف ريال وتزيد بحسب حجم الأضحية المعروضة للبيع.
أما أسعار الثيران فتتراوح أكثر ما بين 800 ألف إلى المليون ريال للثور الواحد.
أما المواطن صالح العوامي (مربي مواشي) فقد أكد أن نسبة مبيعات أضاحي العيد هذه الأعوام تراجعت بشكل كبير مقارنة بسنوات ما قبل العدوان، وأنهم أصبحوا يعتمدون على الجمعيات الخيرية والمحسنين الذين يشترون مئات الأضاحي لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، أما المبيعات الفردية للمواطنين فلم تعد كما سنوات ما قبل العدوان، منوها إلى أن اليمن تعيش أزمة إنسانية حيث أن أكثر من 24 مليون يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية بمن فيهم 12 مليون طفل حسب احصاءات محلية ودولية.
وفي ظل ظروف العدوان والحصار التي تعيشها اليمن لأكثر من ست سنوات يقول المواطن عبده النمري: يأتي عيد الأضحى على اليمنيين ليشكل عبئاً ثقيلاً على الملايين بعد أن كانت الفرحة تملأ كل بيت، إلا أن العدوان والحصار وانقطاع الرواتب لم يترك مكاناً لتلك الفرحة.
من جهة أخرى أكد نائب وزير الزراعة والري الدكتور رضوان الرباعي أنه تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- الذي دعا إلى مكافحة ظاهرة ذبح إناث وصغار الثروة الحيوانية، فقد تم مناقشة آلية مكافحة ذبح إناث وصغار المواشي مع نقابة المطاعم، داعيا نقابة المطاعم إلى تعميم ونشر ما تم الاتفاق عليه على مالكي المطاعم.
ونوه الرباعي بأن كل من يخالف الآلية التي تم الاتفاق عليها فستتم مصادرة الذبائح واتخاذ العقوبات الصارمة ضد كل من يتهاون في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من آلية، مؤكدا أن منع ذبح إناث وصغار المواشي سيعزز من نمو وتكاثر الثروة الحيوانية.
من جانبه أكد أحمد ادريس مدير عام مؤسسة المسالخ بالأمانة أن الحملات ستستمر حتى يتم القضاء على ظاهرة ذبح وتهريب إناث وصغار الثروة الحيوانية.
بدوره أوضح ممثل نقابة المطاعم سعد الضبيبي أن هذه القرارات سيكون لها أثر إيجابي وستعود على الوطن بالخير والنفع، مشيرا إلى أن الاجتماع يأتي ضمن أعمال الحملة الوطنية لمكافحة ذبح إناث وصغار الثروة الحيوانية.
الجدير ذكره أن الوزارة والسلطات المحلية في جميع المحافظات تؤكد عبر أنشطة توعوية وحملات تفتيش مستمرة على ضرورة تطهير الثروة الحيوانية من كافة الظواهر السلبية، مع التنويه إلى أنها في طريق اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المهربين للمواشي ومعاقبتهم على ما يقومون به من أعمال التهريب التي تنعكس سلبا على مستوى نمو الثروة الحيوانية.
ونفذ الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة والري عدداً من الأنشطة التوعوية لمنع ظاهرة ذبح إناث وصغار المواشي في الأسواق الشعبية على مستوى الجمهورية بغية الحفاظ على الثروة الحيوانية من الانقراض.
مؤسسة بنيان التنموية بالشراكة من جهتها نفذت حملة موازية لذات الغرض التوعوي من خلال إطلاق مبادرة علاج 10 ملايين رأس من الماشية ضد مختلف الأمراض الحيوانية، وباشرت في تنفيذ المبادرة على أرض الواقع أثناء النزول الميداني إلى عدد 16 مديرية من محافظات المحويت وحجة والحديدة وريمة خلال الفترة من 18 مايو وحتى 3 يونيو 2021م بدءاً بقيام فرسان التنمية واللجان الزراعية ومتطوعين من أبناء المديريات بتلقي دروساً عملية في الميدان عن كيفية العناية بالحيوان وكيفية اعطاء اللقاحات والكميات المطلوبة وطرق ضرب الإبر الميدانية.
وفي تصريح أدلى به لـ “الثورة” أكد الطبيب البيطري أيمن الغباري أن الشباب المتطوع عقب الدورات التدريبية واستلام كميات من اللقاحات والعلاجات باشروا علاج ما يقارب 3 ملايين رأس من الماشية على مستوى المديريات الـ (16) في المحافظات الأربع بالإضافة إلى توعية المواطنين بالمخاطر السلبية التي ستلحق بالثروة الحيوانية جراء الاستمرار في الذبح الجائر للإناث، كما قاموا بتوضيح عدم صحية لحوم صغار المواشي لعدم اكتمال نموها وعدم احتوائها على كميات بسيطة الفوائد مقارنة بلحوم الماشية في السن المسموح بذبحها.