الخلاف على النفوذ والأطماع يشتعل.. حلف العدوان على اليمن في محارق الاقتتال في المناطق المحتلة قوات سعودية تقصف مليشيا النظام الإماراتي في سقطرى ونذر حرب دامية في أبين

الثورة / تقرير

يتصاعد مشهد الصراع الدموي بين مليشيات الارتزاق والعمالة وفصائلها في المحافظات والمناطق المحتلة بصورة هي الأعنف، بعدما واصلت المليشيا المدعومة من مملكة العدوان السعودية تحشيد القوات والمقاتلين إلى أبين ، قابله تحشيد مماثل من قبل ما يسمى الانتقالي المدعوم من النظام الإماراتي المارق ، توازيا مع خلافات سعودية إماراتية عاصفة برزت في شكل تهديدات وتحشيدات في جزيرة سقطرى، بتهديد قوات سعودية بقصف مرتزقة الإمارات بالطائرات.
التنظيمات الإرهابية وفصائل المرتزقة العملاء التي تسيطر على مناطق مختلفة في المحافظات الجنوبية والشرقية ومحافظة أرخبيل سقطرى تختلف في ولاءاتها ومرجعياتها التمويلية حيث تسود في ما بينها حالة من الاقتتال والخلاف على مناطق السيطرة والنفوذ والغنائم والمسروقات ، تحولت هذه الخلافات – بفعل الفشل والهزائم التي مني بها تحالف العدوان في كثير من الأحيان – إلى حروب طاحنة ومدمرة ، أما الاشتباكات فلا تكاد تتوقف بين فصائل الارتزاق في عدن ولحج وأبين لأسباب تتعلق بالأتاوات والمنهوبات والجبايات التي يتم فرضها على المواطنين ضمن المناطق والمحافظات المحتلة التي تسيطر عليها فصائل الارتزاق والعمالة ، بينما المواطنون المدنيون هم ضحية هذا الاقتتال الدموي.
مصادر ميدانية أكدت اندلاع اشتباكات مسلحة بين قوة سعودية تسمي نفسها قوة الواجب ، ومرتزقة يتبعون النظام الإماراتي المارق «المجلس الانتقالي» في جزيرة سقطرى ، وأشارت إلى أن الاشتباكات تتجدد بين الحين والآخر إثر توسع الخلافات بين طرفي العدوان وبين مرتزقتهما على الأرض.
وقالت مصادر محلية إن مليشيا «الاخوانج» الإرهابية تحاول التواجد المسلح في سقطرى لمواجهة المليشيات العميلة التابعة للنظام الإماراتي التي سيطرت على المحافظة في وقت سابق ، وتزامن التصعيد في سقطرى مع دخول المعركة بين مليشيا «الإخوان حزب الإصلاح»، والانتقالي في أبين، فصلا دمويا جديدا، وتجددت الاشتباكات في أبين بعد مقتل وجرح عناصر للانتقالي العميل على يد عناصر أخرى تابعة لمليشيا الاخوان الإرهابية خلال الأيام السابقة في منطقة لودر ومناطق أخرى بمحافظة أبين.
المصادر المحلية في سقطرى أكدت أن النظام الإماراتي المارق يسعى للسيطرة على سقطرى باستفراد ويعمل على دفع العملاء لاستهداف السعودية ودفع قواتها للمغادرة ، ونوهت إلى أن لجوء السعودية لإطلاق تهديدات باستهداف مليشيات الإمارات في سقطرى بالطيران يشير إلى أن قواتها تخوض معركة مصيرية تسعى الإمارات من خلالها لطرد السعودية من الأرخبيل وتقاسم المصالح مع حليفتها الجديدة المتمثلة في إسرائيل ومن ورائها أمريكا، اللتين تستقوي بهما أبوظبي في صراعها مع الرياض.
وشهدت سقطرى خلال الأيام الماضية اشتباكات مسلحة، بعد قيام مليشيات الإمارات فيما يسمى بقوات الحزام الأمني وجنود يتبعون اللواء أول مشاة بحري، بإطلاق وابل من الرصاص على معسكر قوات الواجب السعودية، ما دفع الأخيرة للرد.
وبحسب المصادر فقد ازداد الوضع العسكري توترا بين الطرفين بعد مطالبة قوات الواجب السعودية برحيل بعض القيادات العسكرية المنتمية لمحافظة الضالع من الأرخبيل، الأمر الذي قوبل بالرفض من قِبل مليشيات الانتقالي.
واعتبرت هجوم مليشيات الانتقالي التابع للإمارات على معسكر قوات الواجب السعودية في سقطرى رسالة واضحة من أبوظبي إلى الرياض، مفادها أن الأولى لن تتخلى عن أرخبيل سقطرى في حال تنفيذ اتفاق الرياض.
وكانت السعودية أرسلت، أواخر أبريل الماضي، وفدا عسكريا سعوديا يتضمن فريق خبراء أجانب وبمعية متحدث قوات تحالف العدوان تركي المالكي إلى أرخبيل سقطرى في رسالة للإمارات تؤكد من خلالها عدم قبولها باستمرار سيطرة مليشيات الانتقالي على جزيرة سقطرى.
ورجحت المصادر أن يؤدي صراع المصالح بين الإمارات والسعودية في المحافظات المحتلة، إلى المزيد من التوتر بين الطرفين اللذين يسعيان إلى السيطرة على جزيرة سقطرى والإشراف والتحكم بالملاحة البحرية وحركة التجارة العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن مليشيات الانتقالي التي تحركها الإمارات هاجمت -في سبتمبر 2020م- مواقع قوات الواجب السعودية، في مطار سقطرى مستخدمة في الهجوم مدرعات إماراتية، وأسلحة خفيفة ومتوسطة، وقامت بمحاصرتها ومنعت خروجها من المطار.
وبعد أسبوعين من مواجهات المطار، انتقلت المواجهات بين الطرفين إلى ميناء سقطرى، بعد منع القوات السعودية سفينة إماراتية، تحمل آليات عسكرية، من الدخول إلى الميناء، وإصرار مليشيات الانتقالي على إدخالها، وجاء ذلك متزامنا مع تزايد التركيز على الأرخبيل، وسيطرة القوات الإماراتية على مساحات واسعة من أراضي المواطنين، إضافة إلى استمرارها في إدخال الأجانب إلى الجزيرة، وقيامها ببناء معسكرات وقواعد عسكرية في سقطرى، بالتعاون مع إسرائيل، لأغراض تجسسية ضد دول المنطقة، دون الرجوع لحليفتها في العدوان.
ومثل تواجد القوات الإماراتية والسعودية في سقطرى وما شهده الأرخبيل من أحداث ووقائع سياسية، مادة خصبة لمراكز الأبحاث والدراسات الدولية المتخصصة في الشؤون السياسية، إذ تناولت معاهد إيطالية وأمريكية وصينية مؤخراً الوضع الذي تشهده سقطرى ضمن دراسات تحليلية تتعلق بسياسات قوات تحالف العدوان وتمركزها العسكري، ودور القوى الإقليمية الفاعلة، مؤكدة في مجملها أن الأهداف المُعلَنة للسعودية والإمارات تبدلت بشكل ملحوظ وتضمنت أطماعاً وبؤراً استيطانية في كلٍّ من سقطرى وميون والمخا.
بالمقابل وفي خضم المعارك الدموية برزت الخلافات السياسية بين أطراف العدوان على اليمن، بطلبات أمريكية وبريطانية للطرفين بالهدوء والالتزام باتفاق الرياض الموقع بين المليشيات المتناحرة برعاية السعودية والإمارات ، إلا أن الدعوات التي وجهها السفيرا البريطاني والأمريكي لم تستجب لها الأطراف المتناحرة واستمرت في التحشيدات المتضادة ، في حين قال ناشطون في عدن وأبين إن الأمور على وشك الانفجار.
ويؤكد لـ”لثورة” مواطنون في عدن أن ما يحدث من صراعات وحروب طاحنة إن دل على شيء فهو يدل على مساع كافة أطراف العدوان ومرتزقته نحو تحقيق المطامع والمكاسب المادية عبر السطو والسرقة، إضافة لكسب النفوذ في مناطق مختلفة ، إلى ذلك يرى بعض المحللين أن اختلاف أجندات أطراف العدوان يفضي في كل مرة إلى مزيد من الاقتتال بين تلك التنظيمات العميلة التي تمثل كل منها طرفا معينا من أطراف العدوان الباغي على اليمن.

قد يعجبك ايضا