وثيقة تيسير الزواج والحد من المغالاة في المهور ومحاربة الظواهر السلبية في الأعراس لاقت صداها في المحافظات
موجهات السيد القائد عبدالملك الحوثي تلقى صداها: “وثيقة تيسير الزواج “..الحل الأمثل لمعضلة المغالاة في المهور
جمع المهور رحلة طويلة وشاقة لدى الشباب وأولياء أمورهم والسبب يعود للعادات والتقاليد العمياء
الاسرة /خاص
المبادرات المجتمعية التي اقيمت مؤخراً لخفض المهور وتيسير الزواج لاقت صداها في كثير من المحافظات اليمنية التي أصدرت وثائق تقضي بعدم المغالاة في المهور وتيسير الزواج وطبقت في العديد من المناطق تلبية لدعوة السيد القائد عبدالملك الحوثي بتيسير الزواج ومحاربة الظواهر السلبية في الأعراس وتسهيل الزواج والحد من المغالاة في المهور صوناً للمجتمع.
ودعا أولياء الأمور إلى أهمية التزام الجميع بنص الوثيقة، كونها تخدم المجتمع وتسهل تحصين الشباب وتساعدهم على إكمال نصف دينهم وأن الوثيقة تسهم في إحياء قيم التكافل والتراحم بين أبناء المجتمع ومساعدة الشباب على تحصين أنفسهم وتسهيل متطلبات الزواج حيث تعد بادرة خير ستسهم في القضاء على أهم المشاكل الاجتماعية المترتبة على ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج نتيجة غلاء المهور.
رحلة جمع المهر
رحلة جمع المهر رحلة طويلة وشاقة لدى الكثير من الشباب المقبل على الزواج فمنهم من يغترب ليجمع قيمة المهر ومنهم من يعمل ليل نهار لسنوات. يقول الشاب محمد الحرازي إنه يعمل منذ سنتين ليجمع مهر عروسة البالغ مليونين ونصف المليون ولكنه لم يستطع الإيفاء به ولا جمع تكاليف العرس ولم يستطع بعد توفير هذا المبلغ بالإضافة إلى المتطلبات الأخرى التي يجب أن يوفرها إلى جانب المهر لحفلة العرس ويوم الزفاف وفتح منزل جديد مما يزيد من العبء الملقى على عاتق كل مقبل على الزواج.
حقوق الفتاة
وتقول امة السلام القاضي أستاذة علم نفس : العادات والتقاليد وإقامة حفلات الأفراح بصورة مبالغ فيها مع الارتفاع الجنوني للأسعار هي أهم أسباب المغالاة في المهور ويظل الشباب لسنوات طويلة يجمعون المهر الذي أصبح مبالغاً فيه في الفترة الأخيرة قد يصل إلى خمسين ألف دولار في بعض المناطق بينما تشترط بعض العائلات على العريس إقامة حفلات مبالغ فيها لأبنتهم بالإضافة إلى طلبات كثيرة لا تنتهي وبهذا يظل الكثير من الشباب عازفين عن فكرة الزواج بسبب التكاليف التي أصبحت عبئاً كبيراً على كل مقبل على الزواج
بينما ترى بعض الأمهات أن المغالاة في المهور سبب في فشل الكثير من العلاقات الزوجية وبإمكان العروس التخلي عن كثير من مظاهر البذخ وعن العادات والتقاليد التي لا داع لها وعدم المبالغة في إقامة حفل الزفاف .
عادات وتقاليد
العادات والتقاليد العمياء هي أهم الأسباب التي تقف وراء الارتفاع الجنوني في المهور هذه الأيام فإقامة الحفلات بتكاليف باهظة والبذخ والإسراف في الاحتفاء بالعروس هي وراء طلب مبالغ خيالية من الشاب المقبل على الزواج للقدرة على مجاراة مراسيم الأعراس وشراء الحلي والملابس والتفاخر والتباهي وجشع بعض الآباء من استغلال كل طاقات العريس وتزويج ابنتهم لمن يدفع أكثر .
كما أن شراء الملابس الباهظة الثمن والحلي واستئجار القاعات الفخمة والفرق الموسيقية باهظة الثمن قد يكلف العريس ثمنا باهظا يدفع ثمنه مستقبلا هو وزوجته ويدخل في دوامة من الديون الطويلة وتنجم هذه الأسباب جميعا عن الأسر التي لا تراعي حقوق أبنائها وبناتها الإنسانية والاجتماعية ممن انجرفوا وراء المادة والمظاهر الكذابة والعادات والتقاليد الباطلة .
حلول ومقترحات
يقول المختصون الاجتماعيون: إن هنالك بعض الحلول إن اتبعت ربما تحل معضلة المغالاة في المهور وهي موجودة وفي متناول الأيدي بشرط التخلي عن العادات والتقاليد العمياء فيجب التوعية الشاملة عن النتائج المترتبة بسبب المغالاة في المهور ومنها ارتفاع معدل العنوسة وانتشار زواج الشغار أو البدل وبهذا تضيع حقوق الفتاة بشكل كلي بدلاً من صونها وحفظها وتشجيع ودعم الأعراس الجماعية ومساندة الجمعيات الخيرية والمبادرات المجتمعية التي تقوم بمثل هذه المشاريع ورعاية شريحة الشباب عبر برامج الدعم النفسي والمعنوي لتطوير فكرهم والقدرة على حل مشاكلهم بأنفسهم والحد من انجرارهم إلى الانحراف والتوعية الدينية بأهمية المهر المعنوي قبل أن يكون ماديا فقط والتخلي عن بعض التقاليد العمياء والتباهي غير المبرر .
وتقول المحامية فاتن العامري:إن المغالاة في المهور سبب رئيسي في القضاء على السعادة الزوجية فيدخل الزوجان في ديون طويلة قد يدفعان ثمنها لسنين من حياتهما وأن البركة في تيسير المهور وتسهيل الزواج للقضاء على العنوسة وتحصين الشباب، فالأسرة هي اللبنة الأولى لبناء هذا المجتمع فما بدأ باليسر تيسر ولا داع للمبالغة في إقامة حفلات العرس التي قد تأتي بنتائج وخيمة على الأسرة والمجتمع إذا ما استمر في المبالغة في البذخ والتباهي.
وتضيف العامري : ما يقوم به وجهاء واعيان المحافظات في اب والمحويت وتعز وغيرها من المحافظات من توقيع وثيقة زواج لتيسير الزواج وتسهيله وخفض المهور من شأنه أن يعود بالنفع على الأسرة والمجتمع ككل وأنه أولى بذرات الخير لبناء هذا المجتمع.