السيد نصر الله: لا يمكن تحرير فلسطين بمعزل عن مواجهة الهيمنة الأمريكية في منطقتنا

 الثورة /
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر تجديد الخطاب الإعلامي وإدارة المواجهة “نعوّل على هذا المؤتمر وعلى نقاشاته ونتائجه في معركتنا الإعلامية التي هي جزء جوهري من المعركة الكبرى والمواجهة الشاملة”، وتابع “نشكر القائمين على هذا المؤتمر وبذلوا الجهد حتى اكتملت عناصره وللمشاركين فيه”.
ورأى السيد نصر الله أن”أهمية الإعلام والخطاب الإعلامي واضحة جدا ولا تحتاج إلى أن نوضح ذلك للإعلاميين، كما أن أهمية تطوير وتجديد الخطاب الإعلامي أيضا من الواضحات والآن بالتحديد سواء من حيث المبدأ وهذه سُنة الحياة كي لا يكون هناك أي جمود، وأيضا سواء من حيث أدوات المواجهة“، وتابع ”كما نطور أدوات المواجهة العسكرية والأمنية والسياسية يجب أن تتطور المواجهة الإعلامية لأنها جزء أصيل في المعركة”، وأضاف “يجب أن نطور الخطاب لمواكبة التطور في الساحات الأخرى لأن الإعلام هو الذي يبين ما يجري في الميادين الأخرى السياسية والعسكرية والأمنية “.
وقال السيد نصر الله ”الحاجة ملحة أيضا لتطوير الخطاب الإعلامي نتيجة ما مرّ على ساحتنا من عواصف شديدة الأثر ومن أهدافها أن تضييع فلسطين التي كادت أن تنسى لولا صمود المقاومة وهذا المحور بمواجهة الفتنة الكبرى“،..وأضاف ”يجب التجديد أيضا بسبب صمود محور المقاومة وانتصاره خلال الـ10 سنوات في مختلف الجبهات“، وتابع ”عندما نقول صمود محور المقاومة نشير إلى أنه قدم كماً هائلاً من الشهداء والجرحى والتضحيات ومعارك الوجود“، ولفت إلى أنه ”من جملة الدواعي لتجديد الخطاب الإعلامي هو انتصار المقاومة الفلسطينية المدوي في معركة سيف وما فرضته من معادلات جديدة“، وأكد أن ”المعركة مستمرة بل هي في تصاعد وأمام مخاطر ومعادلات جديدة“.
وأوضح السيد نصر الله أن الخطاب الإعلامي الذي نريد أن نطوره يجب أن نعرف بمواجهة من؟ فهنا لا نتكلم عن الأمور الداخلية أو القطرية بل عن المشروع الإسرائيلي الصهيوني الأمريكي والهيمنة في المنطقة وأيضا الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، وأكد أن الهيمنة الأمريكية في المنطقة هي الأساس والأخطر لأنها هي مشكلة بحد ذاتها وقائمة على سلب الخيرات ومنع شعوبنا من تقرير مصيرها”، وشدد على أن هذه الهيمنة هي التي تحمي إسرائيل ولا يمكن تحرير فلسطين بمعزل عن مواجهة الهيمنة الأمريكية في منطقتنا لأنها هي التي حولت الجيوش إلى هياكل ميتة وهذه الهيمنة هي التي تقدم كل عناصر البقاء للكيان الغاصب.
وقال السيد نصر الله: إعلام المقاومة يتميز بنقل الخبر بصدق ويجب أن يستمر لأن هذا الأمر راكم مصداقية حقيقية، وتابع إن العدو والمستوطنين يصدقون إعلام المقاومة أكثر مما يصدقون قادتهم وإعلامهم، وأضاف: إن الصدق بالوعد ما ميز المقاومة لأنها منذ انطلاقتها كانت صادقة وواقعية في كل وعودها ضمن إمكاناتها وظروفها، المقاومة عندما وعدت بالتحرير حققته في العام 2000م وعندما وعدت بعد ترك الأسرى في سجون خاضت الحروب لتحريرهم، والمقاومة الفلسطينية وعدت بتحرير الأسرى الذين بقوا على رأس أولوياتها والمقاومة في غزة بدأت معركتها بالدفاع عن القدس لتصنع معادلة جديدة، وأشار إلى أن صدق المقاومة فيما ترتبه من آمال فالمقاومة لا تعد بالأحلام فهي عندما تتحدث عن معادلات الحماية فهي تصنعها وتثبتها، وأشار إلى أنه عندما نتحدث في محور المقاومة عن تحرير فلسطين وإزالة العدو الإسرائيلي نحن لا نتحدث عن أحلام وخيالات وآمال كاذبة وعندما نقول القدس أقرب نحن هي أقرب ومعركة سيف القدس جعلت القدس أقرب من أي وقت مضى، وأكد نحن لا نبالغ في نقل الوقائع والأحداث وبتوصيف الانتصارات والآمال البعيدة.
ولفت السيد نصر الله إلى أن إعلام المقاومة يتميز بتأييد شعبي كبير وهو تأييد متنوع وليس من لون واحد سواء من حيث الفكر والعقيدة والقومية والأعراق وتجمعها القدس ومقدسات فلسطين ومظلومية الشعب الفلسطيني وهذه تجعل كل هذه القاعدة تجتمع على الحق بمواجهة الظلم، وتابع: هذه القاعدة الشعبية تتفاعل بشتى الطرق مع وسائل الإعلام المقاومة ويعبر عن نفسه بمختلف الطرق وصولا للتعبير عن الجهوزية للتضحية والشهادة وعلى مواصلة الطريق رغم فقدان الأولاد والممتلكات.
وأكد السيد نصرالله أن إعلام المقاومة أسهم في صنع الانتصار عبر استناده إلى الوقائع والحقائق والدراسات والأبحاث، وأشار إلى أن من عناصر قوة خطابنا الإعلامي أنه مستند إلى إدراك لنقاط ضعف العدو، ولفت إلى أن المقاومة في فلسطين وعدت بالدفاع عن القدس وصدقت في وعدها، و ذكر أن إعلام المقاومة اليوم لا ينشد قصائد شعر على الإطلال بل قصائد انتصارات”، وشدد على “ضرورة التكامل والتعاون الإعلامي بين وسائل إعلام محور المقاومة والاستفادة من الايجابيات والخبرات كما هو الحال في الميدان العسكري، ودعا للاستفادة بالتحديد من شبكات التواصل الاجتماعي وتحويل التهديد المعادي إلى فرصة، وبعض الدراسات تحدثت أن العالم تفاعل مع الشعب الفلسطيني خلال معركة سيف القدس بسبب شبكات التواصل الاجتماعي.
وأوضح السيد نصر الله أن بعض وسائل الإعلام الخليجية باتت تنظر لأحقية العدو بفلسطين وللتركيز على قوته وأيضا العمل على تشويه صورة المقاومين، بإلصاق بعض التهم بهم وتسميتهم بتسميات غير حقيقية، بالقول أن المقاومين أذناب أو أنهم يتبعون إيران وأيضا يركزون على آلام الناس والصعوبات التي تواجههم مع العلم أن هؤلاء الناس يؤكدون باعتقادهم بالنصر، وتابع: إن العدو الذي عجز عن صنع صورة النصر تأتي وسائل إعلام عربية معادية لتصنع له هذه الصورة بدماء الأطفال في قطاع غزة، وأكد نحن يجب أن تكون ثقتنا عالية بالله وبأنفسنا وبإخواننا ومقاومينا وان حركات المقاومة تتمتع بالإخلاص وبالوفاء وهذا لا يمنع أن فيها من يرتكب الأخطاء والذنوب وهذا ما يجب أن نعمل على معالجتها، وأضاف: أنتم في هذا المؤتمر مدعوون لتطوير الخطاب بما يتناسب مع ما يجري في المنطقة وبما يتناسب مع إمكاناتنا ومع التحديات والفرص المتاحة والعمل على تحويل التهديدات إلى فرص ونحن بحاجة إلى مراجعة أدبياتنا والمصطلحات أي مراجعة المضمون والشكل، بالاستناد إلى الثوابت وان نبني على الكم الكبير من الانجازات في محور المقاومة ومنها الانجاز الإعلامي.
وقال السيد نصر الله: أنا أطلب شخصيا جهدكم الخاص لتكريس المعادلة الإقليمية الجديدة لحماية المدينة المقدسة، وتابع أن المقاومة في غزة أرادت إن تضع غزة بمقابل القدس، نحن نريد أن نضع المنطقة كلها بمقابل القدس وهذا ليس كلاما للاستهلاك الإعلامي وإنما هذا كلام جدي، وأكد أنه عندما يعلم الصهاينة أن تهديد المدينة المقدسة سيؤدي إلى حرب كبرى سيعيدون النظر وسيطلق هذا معادلة ردع ونحن نعمل على تشبيك عناصر القوة لهذه المعادلة.

قد يعجبك ايضا