رؤية السيد القائد «حفظه الله» لمعالجة الظاهرة لم تقم الدولة بتنفيذ حرف واحد منها!

التسول ظاهرة خطيرة تتفاقم.. أين تبدأ الحلول وأين تنتهي!

دراسات :آثار التسول على المجتمع تكمن في انخفاض إنتاجية الفرد لأنه يصبح غير قادر على العمل
متسولون :ظروف العدوان والحصار دفعتنا لامتهان التسول
مختصون:تقديم خدمات الدعم والرعاية للفئات المستحقة سيحد من ظاهرة التسول
علم الاجتماع:لا بد من سن قوانين للحد من هذه الظاهرة والتغلب على الفقر

أصبح الفرد فينا يجد المتسولين في الشوارع والمتنزهات ومنهم من يدق أبواب المنازل يبحثون عن متصدق و تجدهم يسألون الناس ويلحون في السؤال من اجل الرأفة والعطف عليهم.
والكل يعلم أن التسول ظاهرة اجتماعية انتشرت وتنامت بصورة واسعة بسبب الظروف المعيشة الصعبة وانتشار الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار، وغلاء المعيشة الذي فرضه علينا العدوان الجائر على بلادنا منذست سنوات وأكثر.تفاصيل أكثر.. عن هذه الظاهر نتابعها في التحقيق التالي :
الثورة / خاص

نجد أن المتسولين في بلادنا من فئات عمرية مختلفة وأغلبهم من الأطفال والنساء، تجدهم يتوسلون إليك طلبا للمساعدة ، واستعطاف العامة مستخدمين عبارات مختلفة للتوسل والمساعدة .
منذ الصباح الباكريتجول العشرات من المتسولين في الشوارع والذين كان لنا لقاء مع احدهم وهو رجل يبلغ من العمر 40عاما تحدث إلينا عن الظروف التي دفعته للتسول هو وأولاده وزوجته حيث انه يسكن بغرفة واحدة مع أطفاله الأربعة وزوجته ووالدته المريضة ، وقال:أنا أأتي يوميًا إلى هذه المكان المزدحم ،بعد صلاة الفجر وأعود إلى منزلي في الساعة التاسعة ليلا وكذلك الحال بالنسبة لأولادي وزوجتي وكل واحد منا يخرج ما بجيبه من حصاد يومه فنخرج منه مبلغا للطعام ونخبئ مبلغاً للإيجار لندفعه لصاحب الدكان الذي نسكن فيه نهاية كل شهر وهكذا نعيش في ظل ظروف لا ترحم.
فيما تنفي جواهر أن يكون تسولها وسيلة لجمع المال ولكنها اضطرت للخروج للجولات والتسول بعد فشلها في العثور على أي عمل، مؤكدة استعدادها لترك هذا العمل فورًا في حال وجدت أيّ عمل تستطيع من خلاله توفير لقمة العيش لها ولأسرتها الفقيرة التي تدهور حالها في ظل ظروف الحرب .

تدابير ممكنة
ومن جهته أمين عام محلي المحافظة – عبدالقادر الجيلاني- يوضح أن هناك جوانب وتدابير كفيلة بالحد من ظاهرة التسول.ومن هذه التدابير الممكنة والمتاحة للتعامل مع هذه الظاهرة والجوانب المتعلقة بتقديم خدمات الدعم والرعاية للفئات المستحقة.
وأكد الجيلاني أهمية مشاركة جميع المكاتب والمنظمات والهيئات لمعالجة ظاهرة التسول والعمل على إيجاد بدائل وحلول لتأهيل ورعاية المتسولين.

إحصائيات
لا توجد إحصائيات رسمية عن عدد المتسولين، غير أن دراسة أجراها حديثا مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل أشارت إلى أن عدد المتسولين في اليمن يقدر بنحو 1.5 مليون متسول. وأكد الباحثون أن ارتفاع معدلات التسول بصورة مطردة كان نتيجة لاستمرار تدهور المستوى المعيشي لدى غالبية السكان، ولانتشار مشكلات الفقر والبطالة والأمية.وظروف العدوان .
وقد صنفت الدراسة المتسولين إلى فئتين تتمثل الفئة الأولى في المتسولين بسبب الفقر الدائم وعدم القدرة على العمل وغياب مصادر الدخل الكافية. وتتمثل الفئة الثانية في المتسولين الموسميين، وهم من أفراد الطبقة المتوسطة الذين تدهورت أوضاعهم المالية خلال السنوات الأخيرة، نتيجة لانخفاض معدلات الدخل وانخفاض قيمة العملة المحلية، إضافة إلى تأثير البطالة وارتفاع نسبة الإعالة الاقتصادية بسبب الحرب.

تحت خط الفقر
تقول تقديرات المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ومنظمة اليونيسف، إن عدد الأطفال المتسولين في صنعاء يصل الى 7 آلاف طفل وطفلة في العاصمة صنعاء.
كما أكدت المديرة الإعلامية الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، جولييت توما، في تصريح لوكالة سبوتينك الروسية، أن 80 % من الناس في اليمن يعيشون تحت خط الفقر، والخدمات الأساسية تقترب من الانهيار.
فيما ينص مشروع مكافحة التسول في عام 1999م بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 107 الذي يعتبر جهة ردع وضبط للممتهنين للتسول.

علم الاجتماع
يعتبر علماء الاجتماع بأن المتسول هو كلّ شخص يطلب المال والمساعدات العينية بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة سواء في الأماكن العامة أو الخاصة.
وقد تتنوّع طرق التسوّل والأساليب المتّبعة فيه حسب المكان والزمان ولكن الغاية والمقصد واحد، ومن أبرز أساليب التسوّل كما يوضحه علماء الاجتماع هو كسب تعاطف الناس باستغلال المرض والإعاقة أو تصنّعهما لكسب ثقة الناس وإيهامهم من خلال عرض تقارير ووثائق مزيفة. محاولة التستّر بالملابس المهترئة، وقلة النظافة، وادّعاء الجوع والحاجة و استغلال الأطفال بطرق تدفع الناس لتصديقهم وتقديم المساعدة لهم. واستخدام الأدعية والألفاظ التي تدفع الناس لتصديقهم والعطف عليهم ومساعدتهم. التغطية على فعل التسوّل بادّعاء بيع السلع البسيطة على جوانب الطرقات.
كما صنف علماء الاجتماع المتسولين الى نوعين النوع الأول تسوّل صريح سلمي بمدّ اليد فقط، وتسوّل بالإكراه قد يتطوّر ليُصبح سطواً أو سرقةً على تمادي المُتسوّل في التهديد واستخدام القوة الجسدية وللتسوّل أنواع عدّة منها ما يأتي تسولاً ظاهراً وهو التسول الظاهر المُعلَن، والذي يكون باستجداء الناس من خلال مدّ اليدين أمامهم. تسول غير ظاهر وهو التسول الذي يكون من خلال التخفّي وراء عرض خدمات رمزية مثل مسح زجاج السيارات، أو بيع بعض السلع البسيطة في الأماكن العامة و تسول طارئ وهو تسول عارض يكون بسبب ظرف طارئ كالطرد من المنزل، أو فقدان النقود، أو كما في حالة شخص ضلّ طريقه، وتسول موسمي وهو تسول محكوم بالوقت يُمارس في مناسباتٍ ومواسم معينة فقط كالأعياد والاحتفالات الدينية وغيرها, وتسول إجباري وهو التسول الذي يقوم به الشخص مُجبراً كما في حالات الأطفال والنساء الذين يُجبرون على التسول وأما التسول الاختياري وهو تسول بإرادة الشخص الذي يقوم به، ويتّسم من يُمارسه بالحرفية العالية التي تُمكّنه من الكسب المادي وتسول القادر وهو تسول الأشخاص الذين يقدرون على توفير احتياجاتهم بالعمل لكنّهم يختارون التسول، أما تسول غير القادر فهو تسول غير القادرين على توفير احتياجاتهم بالعمل مثل المريض، والعاجز، والمتخلف عقلياً، ويُودع من يُمارس هذا النوع من التسول في دور الرعاية الاجتماعية عند القبض عليه. وتسول الجانح وهو تسول للتستّر على أعمال السرقة والسلب، يتمادى كلّ من يقوم به باستخدام القوة الجسدية والكلام البذيء والتهديد، ويُمارسه غالباً أصحاب الجُنَح والمجرمون.
فيما يؤكد علماء الاجتماع أن أماكن تواجد المتسولين يُعدّ التسوّل فيه ظاهرةً خطيرةً تُهدّد آثارها أمن المجتمع وسلامته، كما أنّه يُعدّ مظهراً غير حضاريّ ومزعج لذلك لا بدّ من علاج هذه الظاهرة، والحدّ من انتشارها الذي يكثر في العديد من الأماكن العامة والخاصة، والمناطق السياحية والدينية،
ومن أهم آثار التسول على المجتمع انخفاض إنتاجية أفراد المجتمع الذين يمتهنون التسول لأنّهم يُصبحون غير قادرين على العمل أو تحمّل المسؤولية مع مرور الوقت، الأمر الذي يعكس صورة سلبية عن الدولة بشكل عام،
كذلك من آثار التسول ارتفاع معدّلات السرقة والجرائم. التأثير في التنمية الوطنية بشكل سلبي، و لعلاج ظاهرة التسول فإنه لا بدّ من سنّ قوانين متنوعة للحدّ من هذه الظاهرة والتغلّب على مشكلة الفقر البلاد .
على أن السيد القائد في محاضرته الرمضانية طرح حلولاً لمشكلة التسول ، غير أن الحكومة حتى اللحظة ما عدا اجتماعاً واحداً نوقشت فيه قضية التسول ضمن القضايا الأخرى لم تقم بما يتوجب لمكافحة هذه الظاهرة السلبية الخطيرة وللتذكير قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في حديثه عن الظاهرة:
«يمكن أن ينشئ الناس على مستوى أوسع: تعاونيات زراعية، جمعيات استثمارية، أعمالاً كثيرة تساهم وتساعد الناس في بناء اقتصاد صحيح، بدلاً من التسول، البعض يتجهون للتسول، وهذه عادة سلبية جدًّا وكريهة للغاية وسيئة جدًّا، تحط من كرامة الإنسان، والبعض ليسوا مضطرين، يعني: لم يصل بهم الحال إلى الاضطرار، والبعض لا يتفاعلون مع من يسعى إلى إنقاذهم من هذه الظاهرة السلبية جدًّا، نحن جربنا هذا وأقمنا نشاطاً لرعاية بعض المتسولين والسعي لإنقاذهم من ظاهرة التسول التي هي حطٌ من الكرامة، وحاولنا أن نقنعهم للكف عن هذه الظاهرة، ومساعدتهم مالياً؛ حتى يخرجوا من هذه الظاهرة، ومساعدتهم عملياً بمشاريع معينة، وبرعاية بشكلٍ أو بآخر، فحاول البعض أن يتهربوا من ذلك، واتجهوا نحو ظاهرة التسول بما يدخل ضمنها من أساليب سلبية ولا إنسانية، البعض يعرون أطفالهم في الشمس لفترات طويلة؛ للاستعطاف بهذه الوسيلة، البعض ينشطون بشكل أو بآخر يتظاهرون بالمرض، أو يتظاهرون بالجراحة، أو يتظاهرون بأشكال معينة.
وهناك حالات- فعلاً- إنسانية مؤلمة جدًّا موجودة في حالات التسول وفي حالات بعض المتسولين، لكن هذه الحالة يجب معالجتها أيضاً، ظاهرة التسول يجب معالجتها، الجمعيات وكذلك الدولة من جانبها، المؤسسات المختلفة، المجتمع بنفسه أن يحاول أن يساهم في معالجة هذه الظاهرة التي تعد ظاهرة خطيرة، وتتحول في بعض الحالات لبعض الناس إلى عادة محببة؛ لأنه يرى فيها مصدراً سهلاً للدخل بدلاً عن العمل، وهذه جريمة، جريمة من يتجه وهو غير مضطر لفعل ذلك، فيجب أن يتعاون الجميع في احتواء هذه الظاهرة من جانب المجتمع نفسه، ومن جانب الدولة نفسها، من المؤسسات والجمعيات أن تسعى لمعالجة ظاهرة التسول، ومساعدة الناس المضطرين أو الذين يعانون من ظروف صعبة من خلال العمل، من خلال الإحسان، من خلال الرعاية، … حتى القرض، مهم جدًّا رعاية هذا الجانب، إلى جانب الإحسان، إلى جانب الهبة، الصدقة، العطاء، مهم أيضاً القرض، في بعض البلدان هناك تجارب جيدة للقرض الحسن، القرض غير الربوي، أما القرض بالربا وعلى أساس الربا فهو محرم، وهو لا يمثل أي مساعدة، هو استغلال، هو عمل انتهازي لا إنساني لابتزاز الناس بحسب ظروفهم، وعلى أساس الاستغلال لمعاناتهم، لكن القرض غير الربوي هو إحسان، هو خدمة كبيرة يقدمها الإنسان إلى أخيه الإنسان، وتعاونٌ مهم، هو من التعاون على البر والتقوى، فيه أجر، فيه فضل، له أهمية، له قيمة إنسانية وأخلاقية وإيمانية ودينية، القرض في حالة العسرة إلى حالة الميسرة.
على مستوى الناس فيما بينهم أن يتعاطف هذا مع ذاك ويقرضه عند الظروف الصعبة، في الوقت نفسه المؤسسات التي يمكن إنشاؤها لتقديم هذه الخدمة للبعض الآخر من الناس، مع أن المؤسسات لا يجب أن تكون بديلاً عن تعاون الناس فيما بينهم، أبناء المجتمع فيما بينهم؛ لأن هذا يساهم في تعزيز الروابط الأخوية، يساعد في تعزيز الأمن الاجتماعي والاستقرار فيما بين الناس، ويقلص الجرائم، يعزز من حالة المحبة والإخاء والمودة فيما بين أبناء المجتمع.

قد يعجبك ايضا