ينشط وزير الشباب والرياضة هذه الأيام في لقاءات مع مختلف قطاعات الوزارة وهذا شيء جيد حتى يتعرف على مهامها وإعطاء دفعة معنوية لمسئوليها كي ينشطوا ويتحركوا لأن هذه القطاعات نامت كثيرا ونتمنى أن تصحو من نومها، ولعل هذه اللقاءات والزيارات للوزير الجديد تحرك مياهها الراكدة وقد حاولنا عبر هذه الزاوية من صحيفة الثورة أن نرسل بعض الرسائل الودية على أمل أن تلقى صدى واهتماماً منه ورسالتنا اليوم ستكون عن قضية مهمة ربما غابت كثيرا عن مسؤولينا وهي المتعلقة بالاستثمار والتسويق الرياضي.
مما لاشك فيه أن الاستثمار والتسويق الرياضي يلعبان دوراً مهماً وحيوياً في تطوير الرياضة باعتبارهما من أهم الأدوات الاقتصادية التي تعود بالنفع على الرياضة والرياضيين ومصدراً مهماً لتنمية موارد الاتحادات والأندية الرياضية بحيث أصبحت الشركات تخصص جزءاً من أموالها للاستثمار في مجال الرياضة لأنه يعود عليها بأرباح هائلة.
وتنطلق أهمية الاستثمار والتسويق والتكامل بين الرياضة والقطاع الخاص من دورهما في تطوير الرياضة ولاشك أننا نتابع النجاحات التي تتحقق في الرياضة العالمية والملايين التي تجنيها الأندية والاتحادات الرياضية جراء التسويق والاستثمار في هذا القطاع الهام بمعنى أن هناك تبادل منافع بحيث أن الأندية والاتحادات واللاعبين يستفيدون والشركات تجني أرباحاً طائلة.
وهذا يقودنا إلى أن نتساءل: أين موقع رياضتنا في اليمن من كل هذا وهل يعي مسؤولونا سواء في وزارة الشباب والرياضة أو الاتحادات أو الأندية أهمية الاستثمار والتسويق ويستفيدون منه أم أنهم مازالوا يعيشون ويعملون بعقلية العقود الماضية ويديرون المؤسسات الرياضية بهذه العقلية.
أعتقد أن الشركات ومؤسسات القطاع الخاص في بلادنا تحتاج إلى من يطرق أبوابها بعقلية متفتحة وبرامج ومشاريع واضحة تجبرهم على أن تكون الاستثمارات الرياضية جزءاً مهماً من خططهم ومشاريعهم، لكن الأكيد أن المشاريع التي تقدم لهم هزيلة تجعلهم يفكرون ألف مرة قبل أن يقدموا حتى مبالغ بسيطة للرياضة وهذه مصيبة أن تجعل الكل يهرب منك الحكومة والقطاع الخاص وحتى الاتحادات القارية والدولية التي تتخوف من منحك أي دعم أو مبالغ للاستثمار الرياضي.
الاتحادات والأندية الرياضية في بلادنا تعتمد في تمويل أنشطتها على وزارة الشباب والرياضة وصندوق رعاية النشء والشباب وبعض الهبات والتبرعات المشروطة من جهات وشخصيات وبالتالي فمازلنا متخلفين رياضياً وأنشطتنا شبه موسمية غالباً وبعض الاتحادات والأندية تكون غائبة تماماً عن المشهد,, ألا تعرف الوزارة والاتحادات والأندية أساليب التسويق والاستثمار والتمويل الذاتي للأنشطة وبناء المنشآت الرياضية عبر الشركات وعقود الرعاية وحقوق الدعاية والإعلان والتسويق التلفزيوني وتسويق البطولات والمباريات وتسويق اللاعبين وتسويق المنشآت الرياضية واستخدام الشعارات على المنتجات ووسائل الخدمات وكذا الإعلانات على ملابس وأدوات اللاعبين والإعلانات على المنشآت الرياضية واستثمار المرافق والخدمات في الهيئات الرياضية وعائدات الإعلان على تذاكر الدخول للمباريات والمناسبات الرياضية وعائدات انتقال اللاعبين وغيرها.
رسالتنا للوزير الجديد تقول: هل آن الأوان لأن نعمل جميعا برؤية جديدة ويكون لدينا في وزارة الشباب والرياضة والاتحادات والأندية إدارات للاستثمار والتسويق الرياضي ويتم رفدها بكوادر مؤهلة أو تأهيل كوادر في هذا الجانب باعتبار أن الاستثمار والتسويق الرياضي صار فناً وعلماً يستند إلى أسس وقواعد لتلبية احتياجات ورغبات المستهلك الرياضي من خلال عمليات متعددة ومتشابكة ومترابطة ويتطلب أن يكون لدينا كوادر مؤهلة تأهيلاُ عالياً لتستطيع تطوير جوانب التسويق والاستثمار الرياضي وتسهم في الارتقاء بالرياضة ،فهل من يسمع ويعقل أم أننا سنظل ندور في الحلقة المفرغة التي تبقينا في أسفل السلم الرياضي في العالم؟؟.