الخبيث في الدنيا من صد عن سبيل الله وأعرض عن نهج الله والطيب هو المتمسك به

قائد الثورة: الصد عن سبيل الله من أفظع وأخطر وأسوأ الجرائم وله تأثيرات سيئة في حياة الناس

 

 

{وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}[الأنفال: الآية34]، وعلى ضوء هذه الآية المباركة استهل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حديثه عن المسجد الحرام، والأسلوب الذي يعتمد عليه الكافرون والمنافقون والمضلون في الاستغلال للعناوين الدينية، والاستغلال للمقدسات، والاستغلال للمساجد.
وقال في إحدى محاضراته الرمضانية يجب صناعة وعيٍ عن هذه المسألة، التي لا يعي الكثير حولها ما ورد في القرآن الكريم، وينخدعون، المسألة عندهم مسألة مسجد أي مسجد، وخطيب أي خطيب، ومنبر أي منبر، ومتحدث أي متحدث، وتأثروا به، فالقرآن الكريم هو يرفع مستوى الوعي لدى الإنسان، ويعطيه البصيرة الكافية؛ حتى يكون حذراً من كل مصادر الضلال، ومن كل أساليب الضلال والخداع.
والله -سبحانه وتعالى- قال أيضاً في القرآن الكريم: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}[التوبة: 17 – 18]، فنلاحظ هنا أنه قدَّم معايير مهمة عن الذين يعمرون مساجد الله بشكلٍ صحيح، وفق توجيهات الله -سبحانه وتعالى-، وبما يتطابق مع تعليمات الله -سبحانه وتعالى-، ويؤدِّي الدور المطلوب لبيوت الله -سبحانه وتعالى- من خلال هذه المواصفات.
وأضاف: “أمَّا الآخرون فأعمالهم قد حبطت، لا أجر لهم عليها، ولا فضل لهم فيها؛ لأنها مجرد أعمال استغلالية، وأعمال غير مقبولة عند الله -سبحانه وتعالى-، مهما فعلوا، مهما قدَّموا، مهما كانت: سواءً عمارة على المستوى المادي، يعني: قاموا ببناء مساجد ضخمة، ببنية ضخمة، بفراش وأثاث ممتاز، وخدمات معينة، أو كذلك قاموا بعمارتها بالتظاهر بأنها عمارة من خلال تفعيلها، ولكنها لا تخرج عن إطار الاستغلال الذي يساهم في المزيد من التضليل”.
فالذي يعمر مساجد الله وفق توجيهاته وتعليماته، ويجعل لها الدور الذي أراده الله لها، هو من يمتاز بهذه المواصفات القرآنية المهمة: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}، هذه العبارة القرآنية: {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}، من أهم المواصفات التي ستميز من يعمر مساجد الله بالشكل الصحيح من غيره، فالذي يخشى غير الله، مثلاً: في هذا الزمان من يخشى أمريكا، من يخشى إسرائيل، من يخشى عملاء أمريكا وعملاء إسرائيل، سيحرص على أن يترك الكثير فلا يقدِّمه في بيتٍ من بيوت الله، بل يمنع البعض من الأشياء في بيتٍ من بيوت الله؛ لأنها قد تغضب أمريكا، أو قد تغضب إسرائيل، أو قد تغضب عملاء أمريكا وعملاء إسرائيل، فمثل هذا سيجعل من دور المسجد: إمَّا دوراً منقوصاً، وإمَّا دوراً سلبياً، سلبياً بشكلٍ أكبر، دوراً يدعم فيه الضلال والباطل بشكلٍ مباشر، وإما يدعمه بشكلٍ غير مباشر من خلال هذا الانتقاص من الدور المطلوب لبيوت الله -سبحانه وتعالى.

قد يعجبك ايضا