أعضاء في مجلس النواب لـ”الثورة”: لم يجرؤ أي نظام ولا أي سلطة أن تتخذ مثل هذا القرار الصاد والمانع لأداء فريضة الحج
العلامة عبدالله حسن خيرات: تعطيل الحج أمر لم يحدث في أي حقبة من حقب التاريخ
العلامة منصور واصل: علماء الأمة سيكون لهم دور في بيان خطورة هذا المنع
النائب أحمد محمد الخولاني: النظام السعودي يستغل فريضة الحج بما يخدم أغراضه السياسية
النائب خالد محمد العنسي: على شعوب الأمة أن تستيقظ من سباتها وتدرك من ينفذ أجندة الاستعمار
قرار النظام السعودي بمنع الحج للعام الثاني على التوالي يحمل العديد من التداعيات على الصعيد العربي والإسلامي.”الثورة” استطلعت آراء مجموعة من أعضاء مجلس النواب حول خطورة القرار السعودي بمنع أداء هذه الفريضة.. وهنا المحصلة:
الثورة / عادل محمد
كلمة وموقف
رئيس لجنة العدل والأوقاف بمجلس النواب العلامة عبدالله حسن خيرات، أشار إلى أن قرار منع الحج للعام الثاني على التوالي يصادر حقاً من حقوق المسلمين ويمنعهم من أداء فريضة كتبها الله عليهم، ولا بد أن تكون هناك كلمة وموقف من الدول الإسلامية.
وشدد العلامة عبدالله حسن خيرات على ضرورة أن يكون هذا الموقف حازماً وجاداً حتى لا يكون هذا المنع ديدناً وعادة يقدم عليها النظام السعودي.
وتابع قائلاً: استفتح ردي بقولي حسبنا الله ونعم الوكيل، وقول الحق تبارك وتعالى ” وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ” بل إن هذا أشد وأكثر نكارة وأعظم جرماً وينبغي على العلماء ومراكز الفتوى وجمعيات العلماء وغيرها، التنديد بهذا القرار لأنه يحول دون القيام بتأدية فريضة من فرائض الدين وركن من أركان الإسلام وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن النظام السعودي يتماهى مع التصريحات التي صدرت من بعض زعماء الدول المحاربة للإسلام والمسلمين والتي يغيظها إبراز المشاعر الإسلامية وتعظيم حرمات الله والشعائر الدينية، وإن العجب العجاب ومما يستفز مشاعر المسلمين أنه في الوقت الذي يتم فيه إصدار القرار المشار إليه يتم الاستضافة لإحدى المغنيات لتقيم سهرات غنائية يحضرها ستة وتسعون ألفاً، بينما يُمنع الحجاج حتى ممن هم مقيمون في الداخل كما يطلقون عليهم ويحدد العدد بستين ألفاً ويمنع الحجاج من سائر البلدان، وهذا أمر لم يحدث في أي حقبة من حقب التاريخ الإسلامي، حتى وقت حدوث الحروب لم يجرؤ أي نظام ولا أي سلطة أن تتخذ مثل هذا القرار الصاد والمانع لتأدية فريضة الحج وما يعلنونه من مبررات دعت لاتخاذ هذا القرار مبررات واهية غير مقنعة وتفتقد للمصداقية، إذ لو كان السبب هو الحذر من تفشي وباء كورونا فهناك وسائل عدة كان يمكن اتخاذها احترازاً من انتشار هذا الوباء في ظل الإمكانيات الكبيرة والمتوفرة لديهم إضافة إلى أنه يمكن القيام باشتراطات على الحجاج من اصطحاب شهادات صحية للخلو من المرض إلى غير ذلك.. ولكن كما يقول الكثير ممن استهجنوا صدور القرار المذكور أنه ذريعة ما كان لهم أن يعلنوا غيرها وفي باطن الأمر التماهي مع إرادة أعداء الإسلام من عدم إبراز شعائر الدين.
وهذا القرار يأتي كذلك بعد صدور قرار بمنع مكبرات الصوت في المساجد من نقل الصلوات وخطب الجمعة مما أوجد ربكة تجاه المساجد والمصلين خاصة في يوم الجمعة وصعوبة متابعة الإمام في صلاة الجمعة مما جعل الناس يقيمون إماماً آخر للصلاة بهم.
وبالعودة إلى السؤال، ففي تصوري أنه لا يكفي التنديد والاستنكار لصدور القرار المذكور فهو يعني جميع المسلمين ويصادر حقاً من حقوق المسلمين ويمنعهم من أداء فريضة كتبها الله عليهم ولا بد أن تكون هنالك كلمة وموقف من الدول الإسلامية ومنظماتها وهيئاتها ويكون ذلك الموقف حازماً وجاداً حتى لا يكون هذا المنع ديدناً وعادة يقدم عليها النظام السعودي ما من شأنه أن يعطل قيام المسلمين بأداء هذه الفريضة الإسلامية، وكما بدأنا بالقول حسبنا الله ونعم الوكيل فإنا نختم بها أيضاً ردنا على السؤال.
علماء الأمة
العلامة منصور واصل -عضو مجلس النواب -رئيس لجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية، قال أن منع الحاج أو المعتمر من دخول بيت الله نوع من الظلم، ودعا العلامة منصور واصل علماء الأمة إلى بيان فضائل الفريضة والحرم والدعوة إليه وإعانة الناس على أداء تلك الفريضة وتلك المشاعر، وأضاف: الخطورة الدينية لمنع الحج أعظم خطورة لقوله تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)، وقوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ) وقول الحبيب الأعظم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-: “يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً صلى أو طاف بهذا البيت من ليل أو نهار”، أو كما قال عليه وآله الصلاة والسلام، وقوله تعالى ” وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ “.
ومنع الحاج والمعتمر من دخول بيت الله نوع من أنواع الظلم لقوله تعالى ” فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ” والحرم من أعظم بيوت الله وفي الحديث “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى” وإذا كان المنع والظلم قد وقع في المسجد الأقصى ثالث الحرمين وأولى القبلتين سيكون لأهل العلم دور في بيان خطورة منع النظام السعودي لفريضة الحج للمرة الثانية على التوالي والأعذار غير مقبولة فالطب يقوم بواجباته ضد هذه الأوبئة والوقاية منها بما علم الله الإنسان من علوم طبية بأنواعها، وفي هذا إشارة وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وكون الحرم قبلة كل الأمة فلا بد وأن يشترك علماء الأمة في بيان فضائل الفريضة والحرم والدعوة إليه وإعانة الناس على أداء تلك الفريضة وتلك المشاعر بقوله تعالى ” وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) فكان على عظماء علماء الأمة الذين يتجهون إلى هذا الحرم أن يبدوا آراءهم في الدعوة إلى الحرم الشريف حجاً وعمرة وطوافاً وصلاة وفق الآيات والأحاديث الواردة في تلك الفضائل.
استغلال الحج
* النائب البرلماني أحمد محمد الخولاني، بدأ حديثه عن قرار النظام السعودي بمنع الحج للعام الثاني على التوالي قائلاً: يقول تعالى ” إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ” ليس بغريب على نظام آل سعود اتخاذ هذا الإجراء فهي عادة لهم، فهذا النظام المارق يستغل فريضة الحج بما يخدم أغراضه السياسية.
وموضوع كورونا مجرد مبرر لحرمان المسلمين من أداء فريضة الحج لأن ما تحصل عليه السعودية من ثروات ضخمة يمكنها من اتخاذ إجراءات طبية ووقائية.
مسار منحرف
* النائب البرلماني خالد محمد قاسم العنسي، تحدث عن خطورة القرار السعودي بمنع الحج للعام الثاني على التوالي بقوله: يدرك المواطن العربي والمسلم خطورة النظام السعودي على الدين الإسلامي الحنيف وعلى الحضارة الإسلامية بشكل عام.
ويأتي قرار النظام السعودي بمنع الحج للعام الثاني على التوالي ليؤكد المسار المنحرف الذي تسير عليه مملكة العدوان ويؤكد كذلك انحياز أمراء الرياض للسياسة الأمريكية والإسرائيلية التي تحارب النهج الإسلامي الأصيل وتحاول تقديم صورة مشوهة لتعاليم الدين الإسلامي من خلال تغذية الصراعات وإشعال الحروب في العراق وليبيا وسوريا واليمن. وأضاف: إن قرار منع الحج لهذا العام يجب أن لا يمر بهذه السهولة، وعلى شعوب الأمة أن تستيقظ من سباتها أن تدرك من ينفذ أجندة الاستعمار والاحتلال، وعلى شعوب الأمة أن تدرك أيضاً من هو عدو المقدسات الإسلامية.
تعطيل الحج
* الإعلامي صادق صالح محمد الهمداني من دائرة الإعلام والترجمة بمجلس النواب، تحدث قائلاً:
قرار النظام السعودي بمنع الحج للعام الثاني على التوالي يأتي في إطار الانفراد بالمقدسات التي تهم المسلمين، فالحج ليس من قوانين مملكة آل سعود بل فريضة من الله سبحانه وتعالى.
القرار السعودي بتعطيل الحج يأتي في إطار المؤامرة الصهيونية على المقدسات الإسلامية وليس غربياً أن تتزامن مؤامرة تعطيل الحج بقرار سعودي مع ما يحدث في القدس والأقصى الشريف من اقتحامات للمتطرفين الصهاينة وتدنيس للمقدسات الإسلامية.
وعلى الدول الإسلامية إدانة هذه القرارات الانفرادية التي لا تخدم إلا أعداء الأمة العربية والإسلامية ونقترح أن تكون هناك هيئة إسلامية مشرفة على الحرمين الشريفين في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة مهمتها تسهيل أداء الشعائر الدينية وتأدية فريضة الحج والعمرة.
وخطورة منع الحج تكمن في السيطرة والتحكم بهدف التضييق على المسلمين في أداء شعائرهم الدينية لأن جميع المسلمين في صعيد واحد بمختلف ثقافاتهم وأجناسهم وألوانهم أمر يزعج اللوبي الصهيوني الماسوني، وهذا القرار ينسجم مع المؤامرة الصهيو أمريكية التي تستهدف مقدسات الإسلام والمسلمين.