عمل تحالف العدوان السعودي السلولي الغادر والجبان على استهداف العملية التعليمية والتربوية من خلال قصف المدارس والمعاهد المهنية والتقنية والصناعية والجامعات والمنشآت التعليمية والتربوية في أغلب محافظات الجمهورية، تحت ذرائع ومبررات مشبعة بالكذب والدجل والافتراء، حيث تشير الإحصائيات إلى أن العدوان أقدم على تدمير أكثر من 178منشأة جامعية، و1182مدرسة ومنشأة تعليمية، علاوة على قيامه بقطع مرتبات المعلمين، بعد قيامه بنقل البنك المركزي من صنعاء الحرة إلى عدن المحتلة.
وعمل بكل الوسائل على منع أي تدخلات للمنظمات تصب في جانب دعم العملية التعليمية والتربوية، في واحدة من صور الحقد السعودي السلولي على اليمن واليمنيين ومحاربتهم لكل ما هو جميل في هذا الوطن المعطاء، والمضحك أن تقتصر تدخلات المنظمات في الجانب التعليمي على تزويد المدارس بمنظومات طاقة شمسية، ولا أعلم ما جدوى ذلك وخصوصا أن غالبية المدارس تعمل بنظام الفترة الواحدة ولا تحتاج إلى إضاءة بقدر حاجتها للأثاث المدرسي والكتب الدراسية وتوفير الحد الأدنى من الأجور للمعلم الذي يمثل حجر الزاوية وعمود الارتكاز للعملية التعليمية والتربوية.
بالإضافة إلى تمويل المشاريع والأنشطة الديكورية الأفلاطونية التي لا تتماشى مع واقع التعليم في بلادنا والظروف المصاحبة لها، ومن ذلك ورش العمل والندوات والبرامج التي يصرف عليها الأموال الطائلة، في تبديد فاضح لهذه الأموال التي كان من المفترض بالعقل والمنطق أن توجه في جانب دعم المعلمين والمعلمات وتحسين أوضاعهم المعيشية وخصوصا في ظل انقطاع المرتبات.
حتى الحافز الذي صرفته اليونيسف للمعلمين والمعلمات قبل عام لم يسلم هو الآخر من الفيد والنهب من قبل اليونيسف، حيث تعرض للاستقطاع والتلاعب وتم حرمان العديد من المعلمين، كما تم استبعاد شريحة واسعة من العاملين الإداريين في مؤامرة قذرة هدفت إلى تعطيل العملية التعليمية والتربوية، واليوم وفي ظل الحراك الدبلوماسي الذي تقوده سلطنة عمان الذي يسعى للتوصل لحلول توافقية تنهي العدوان والحصار وتضع معالجات لتداعياتهما الكارثية، والذي يتزامن مع محاولات الأمم المتحدة تقديم نفسها على أنها الساعية لتحقيق السلام في اليمن، يظل ملف المرتبات مغيبا تماما في أجندتها، رغم تعهداتها المتكررة خلال جولات المفاوضات السابقة بإلزام حكومة الفنادق بصرفها وفق الآلية المتفق عليها خلال مشاورات السويد، وهو ما يعني إطالة أمد معاناة الموظفين وفي مقدمتهم المعلمون والمعلمات.
والغريب عندما تستمع إلى تقارير الأمم المتحدة التي تتناول واقع التعليم في اليمن وهي تتحدث عن تسريح الكثير من الطلاب والطالبات من المدارس وعزوفهم عن التعليم، دون أي تطرق للأسباب التي تقف وراء ذلك، ودون أن تناقش القضايا الجوهرية التي يمثل التدخل لمعالجتها، أحد عوامل نجاح العملية التعليمية والقضاء على الظواهر السلبية التي تحول دون ذلك، وكل ذلك من أجل الحصول على دعم المانحين تحت يافطة دعم التعليم في اليمن، في الوقت الذي تمتلك الأمم المتحدة مقومات الارتقاء بالعملية التعليمية والتربوية من خلال توجيه الدعم الخاص بالتعليم لدعم المعلمين بالحوافز الشهرية والسلل الغذائية .
، لو كانت تمتلك ذرة إنسانية لذهبت لممارسة الضغط على قوى العدوان وحكومة الفنادق من أجل الوفاء بتعهداتهم والتزاماتهم الخاصة بصرف مرتبات الموظفين، دون الحاجة للاعتماد على المساعدات والارتهان لقوى العدوان، ولكنها تنفذ سياسة تحالف العدوان وتعمل على خدمة توجهاته العدائية التي تستهدف اليمن واليمنيين وتسعى للنيل من الصمود اليمني الأسطوري الذي دخل عامه السابع، والذي يرى في استمرار العملية التعليمية من أبرز صوره ومظاهره، وهو ما يسعى لاستهدافه من خلال عدوانه الغاشم وحصاره الجائر، ولكنه لم يحصد من وراء كل محاولاته سوى الفشل، ولذلك يرفض أي حلحلة لملف المرتبات ويصر على التضييق على الموظفين من خلال الاستمرار في قطع مرتباتهم .