فشل تحالف العدوان في استخدام إغلاق مطار صنعاء كورقة ضغط على الشعب اليمني
بعد ست سنوات من الصمود.. أوراق توشك على السقوط
يشكل مطار صنعاء الدولي شريانا حيويا للمسافرين ولرحلات الإغاثة الإنسانية، كونه يتوسط المحافظات اليمنية ذات الأغلبية السكانية مثل صنعاء ومحافظات عمران وحجة والمحويت وذمار وإب والبيضاء ومارب، وهي محافظات يصل عدد سكانها إلى أكثر من 10 ملايين نسمة.. فهل تنصاع دول العدوان بقيادة السعودية للمطالبات الدولية بإعادة فتح المطار ووقف العدوان ورفع الحصار؟.. ام انها ستضرب بكل تلك الدعوات عرض الحائط كما تفعل كل مرة ؟..تفاصيل أكثر تقرأونها في السطور التالية:
الثورة / حاشد مزقر
سيناريو حصار مطار صنعاء
تعاقبت غارات العدوان على مطار صنعاء مرارا وبشكل شبه يومي وهستيري لدرجة أنها شنت عليه 20 غارة عصر يوم الثلاثاء 28 أبريل 2015م ما أسفر من تدمير مدرج المطار وطائرة مدنية تابعة لشركة السعيدة وطائرة شحن يمنية، وشنت هذه الغارات الهستيرية بزعم “منع طائرة إيرانية من الهبوط” !.
وكانت الطائرة الإيرانية تقل مساعدات وعدداً من جرحى تفجير مسجدي بدر والحشحوش في ذلك الحين، وظل مطار صنعاء مغلقاً من قبل العدوان فيما آلاف اليمنيين عالقون في مطارات العالم لا يستطيعون العودة، حتى اعيد فتح المطار جزئيا وعبر تحويلة تفتيش بمطار “بيشة” في 19مايو 2015م.
وجاءت إعادة فتح المطار جزئيا عقب إدانة منظمات دولية إنسانية استهداف المطارات المدنية، ونداء منظمة “أطباء بلا حدود” واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
إغلاق نهائي
في 9 اغسطس 2016م اعلن مصدر مسؤول يتبع حكومة الفار هادي تعليق كافة الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء لمدة ثلاثة أيام وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية “د.ب.أ” أنه تم تعليق جميع الرحلات الجوية والمتوجهة من و إلى مطار صنعاء، وقد جاء هذا التوجه نتيجة زعم تحالف العدوان بأن “هناك خطورة على مطار صنعاء نتيجة تجدد الغارات الجوية التي تشنها طائراته، ضد ثكنات عسكرية تتبع من أسماهم الحوثيين بحسب زعمهم.. ووجهت قيادة تحالف العدوان بلاغا للأمم المتحدة، أعلنت فيه عن إيقاف الرحلات الجوية من والى مطار صنعاء لمدة و قال البلاغ: “نظرا لما يتطلبه الوضع الراهن، تم تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء لمدة بشكل مبدئي، ويسري ذلك من اليوم حتى إشعار آخر”.. حينها خضعت الأمم المتحدة لرغبة السعودية وحلفائها ضاربة بمواثيقها وقوانينها التي تجرم هذا العمل الإجرامي عرض الحائط وظل الحال على ما هو عليه حتى يومنا هذا.
استمرار المطالبة بفتح المطار
الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد على لسان وكيلها رائد طالب جبل، أكدت أن تحالف العدوان الأمريكي السعودي مستمر بفرض الحصار الكامل على مطارات الجمهورية اليمنية.
وأشارت إلى أن دول تحالف العدوان سعت إلى شل حركة الملاحة الجوية في مطارات الجمهورية وفي مقدمتها مطار صنعاء الدولي منذ 26 مارس 2015م.
وجددت الهيئة العامة للطيران المدني المطالبة بسرعة فتح مطار صنعاء أمام كافة الرحلات دون قيد أو شرط حيث ما تزال المطالبة بفتح مطار صنعاء مستمرة وإعلان فتحه من عدمه مرهون بإلغاء الحظر الذي تفرضه قوى العدوان على المطار الذي يمثل الشريان الرئيسي للشعب اليمني والبوابة الأولى للجمهورية اليمنية”.
تحويل اليمن إلى سجن
لقد تحول اليمن إلى سجن كبير بفعل إغلاق مطار صنعاء، وهذه الخطوة ذهب ضحيتها أكثر من 13 ألفاً خلال العام الأول فقط من إغلاقه كماً أن المرضى الذين يعانون من حالات صعبة أو مستعصية ويقدر عددهم سنوياً بحوالي 100ألف عاجزون عن السفر لطلب العلاج في الخارج ورغم ان المريض قد يبيع أحياناً مزرعته أو منزله لكي يتمكن من السفر طلباً للعلاج إلا أن العدوان حرمه من هذا الحق، كما أن قصف العدوان فاقم من الأزمة، إذ أنه خلّف عشرات الآلاف من الجرحى، بعضهم حالاتهم صعبة تحتاج إلى عمليات جراحية متقدمة ومتطورة، متوافرة فقط في الخارج .
فشل ذريع للعدوان
لقد خلّفت هذه الخطوة تداعيات مأساوية على اليمن الذي يعاني اليوم كارثة إنسانية تعد الأسوأ في العالم وبعد أن مرت قرابة 5 سنوات على إغلاق مطار صنعاء فإن استخدامه من قبل تحالف العدوان بقيادة السعودية كورقة ضغط قد فشل حتى الآن في تحقيق أي إنجاز عدا حصد أرواح المرضى الذين منعوا من السفر لتلقّي الرعاية الطبية اللازمة، ووفقا لوزارتي النقل والصحة فإن عدد ضحايا إغلاق المطار يوازي أو حتى يفوق عدد ضحايا الضربات الجوية.