في كل مرة يجري فيها الحديث عن حوارات وتفاهمات سياسية مع قوى تحالف العدوان، تظهر سلطة الفنادق ومرتزقة العدوان بشروطهم التي يرونها ضرورية لإنجاح أي اتفاق، وعلى سبيل المثال سلطة الفنادق التي أعلنت عدن عاصمة مؤقتة ، وجدت في الرياض عاصمة دائمة ، السلطة التي لا يسمح لها بالنزول في مطار عدن ، ولا تسيطر عليه أو على غيره من مطارات المدن المحتلة ، ترفض فتح مطار صنعاء .
ومن أجل ذلك أعلن الكثير من قياداتها وناشطيها المرتزقة شروطهم لفتح المطار.. بعضهم يطالب بما أسماه “إنهاء حصار تعز” وآخر يشترط تحرير الحديدة ، وغيرها من الشروط الغريبة والعجيبة ، التي تعكس حجم مصيبتنا في النخب السياسية التي دفع بها الخارج لتمثيل اليمنيين .
نخب سياسية تتجاهل باب المندب و توجه بوصلتها نحو “باب موسى”.
أكثر من ثلاثين معسكرا أقامتها السعودية في محافظة المهرة .. سقطرى محتلة، ولا يمكن دخولها إلا بفيزا إماراتية ، الساحل الغربي تحول إلى منطقة عسكرية ، و لا يسمح بدخوله إلا بإذن عسكري من تحالف العدوان ، ومع ذلك، يتجاهل المرتزقة كل هذه الأوضاع ويجري توجيه بوصلتهم نحو الحديدة.
مدينة عدن التي كانت حضنا لجميع اليمنيين ، ومعهم ذوو الأصول الآسيوية والأفريقية ، تحولت إلى قرية ضاقت بأهلها ، يُخفي فيها الأبيني والصبيحي هويته ، فقد تحولت إلى مجرد قرية يسيطر عليها تحالف ينتمي إلى قريتين – بحسب شهادة سياسيين جنوبيين.
الوضع ذاته ينطبق على مدينة تعز ، بينما تعتبر قيادات المرتزقة وأعلامها المدينتين “محررتين”، ودون حياء أو خجل يدعون لتعميم هذا “التحرير” على بقية المدن اليمنية .
قيادات وناشطون ، يسوقون الاحتلال كتحرير ، يقدمون الخائن العميل كمناضل وطني ، و ملتحون يسوِّقون الوهابية كدين قويم .
لا يمكن التقليل من مخاطر هذا الدور الذي يلعبه وكلاء تحالف العدوان وأدواته المحلية ، وما من شك أن حجم التضليل الذي يقومون به يخفي وراءه أهدافاً خطيرة لتحالف العدوان بقيادة السعودية ورعاية أمريكا .
ست سنوات كلفت هذا التحالف كثيرا، و مع ذلك لا يبدو أنه سيعترف بفشله أو سيعمل على الخروج بما يحفظ ماء وجهه فقط .
فعلى الرغم مما يبديه هذا التحالف من رغبة في الوصول إلى اتفاقات تنهي الحرب والحصار ، إلا أنه سيتمسك بمخططه وأهدافه أو بعض منها في اليمن، و هو يعول على أدواته المحلية الرخيصة جدا لتحقيق أهدافه .
فمن يتجاهل الأوضاع السياسية والعسكرية الحالية في محافظة المهرة، لن يتردد في دعم إجراءات سعودية لضمها رسميا على طريقة عسير ونجران .
يعمل هذا التحالف بشتى السبل لتفكيك اليمن وإضعافه، وإيصاله إلى حالة مشابهة لتلك التي سهلت عليه السيطرة على إقليمي عسير ونجران ، فالواقع الذي يجري فرضه في المناطق المحتلة عامة ، و في المهرة والجزر اليمنية بشكل خاص، يشير إلى هذا التوجه .
يدرك تحالف العدوان أهمية محافظتي تعز وعدن بالنسبة لليمن، سياسيا واقتصاديا على مر التاريخ، ولذلك يعمل على جعلهما ساحات للفوضى ، الفوضى التي تخلق أوضاعا جديدة ، وفقا للنظرية الأمريكية المعروفة و التي يجري تطبيقها في كواليس هذا العدوان .
ضاعت البوصلة اليمنية في عدن وتعز، لكنها حاضرة في صنعاء، تعمل بشكل سليم ، وتشير إلى الاتجاه الصحيح ، و تحفظ آمال اليمنيين في الوصول إلى بر الأمان .