يظن من يشاهدها للوهلة الأولى بأنه أمام مشاهد من أفلام الاكشن الهوليودية الأمريكية أو البوليودية الهندية ، ولكن عدسات أبطال الإعلام الحربي قطعت الشك باليقين ، وأظهرت توثيقها لملحمة عسكرية بطولية كبرى ، سطرها ثلة من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية في قطاع جيزان داخل العمق السعودي ، مستهدفة مجاميع من الجيش السعودي والمرتزقة السودانيين والمحليين ، معركة بالحسابات العسكرية تعد خاسرة بالنسبة للجيش واللجان الشعبية في ظل الإمكانيات التي يمتلكها العدو ، المسنود بالغطاء الجوي المكثف الذي حاول بائسا إنقاذ جنوده ومرتزقته ، ولكن مشيئة الله وعونه وتأييده لأبطالنا المغاوير كانت الغالبة ، وفرضت مجريات وتفاصيل المعركة المرعبة على الأعداء حسابات أخرى ، عكستها كاميرات الإعلام الحربي التي وثقت تفاصيل خيالية لمعركة أظهرت حقيقة الجيش السعودي الفرار ، والتي تعد انعكاساً لحقيقة النظام السعودي المترنح الذي ذهب لاستجلاب المرتزقة من مختلف دول العالم للقتال بالنيابة عن جيشه الكرتوني .
مشاهد مخزية ومذلّة ومهينة لجنود سعوديين ومرتزقة سودانيين ويمنيين وهم يهربون من مواجهة الأبطال خوفاً من الموت ، ويلقون بأنفسهم من المنحدرات الجبلية لمواجهة المصير الذي هربوا منه وهم بأسلحتهم ، والذين كان الأشرف لهم القتال بها حتى الموت لتفادي تلكم النهاية المخزية التي ختموا بها مسيرة عمالتهم وارتزاقهم ، يهرولون نحو المنحدرات هربا من رصاصات أبطال الجيش واللجان الشعبية ، التي كانت تصطادهم الواحد تلو الآخر بعد أن ضيقوا عليهم الخناق ونصبوا لهم الكمائن التي أوقعتهم في المصيدة ، بعد أن ظنوا أن تحصيناتهم الهائلة وكاميراتهم الحرارية فائقة الدقة وعتادهم الهائل وأسلحتهم المتطورة ستحول بينهم وبين أبطالنا المغاوير ، الذين باغتوهم في مواقعهم ونجحوا بفضل الله وتأييده في دك تحصيناتهم والقضاء عليهم بعد أن رفضوا الاستسلام وأصروا على المواجهة .
الملحمة اليمانية في قطاع جيزان أسفرت عن سقوط أكثر من 200 من جنود ومرتزقة الجيش السعودي بين قتيل وجريح وأفضت إلى فرض السيطرة الكاملة لأبطال الجيش واللجان الشعبية على قرابة 40 موقعاً عسكرياً و 150 كيلو على امتداد قطاع جيزان، في إنجاز عسكري نوعي أصاب النظام السعودي بصدمة شديدة ، ليخرج تحت تأثيرها في حالة هستيرية لانتهاك اتفاق السويد من خلال شن غارات جوية على محافظة الحديدة في خرق فاضح للاتفاق الذي أشبعه التحالف السعودي ومرتزقته خرقا وانتهاكا ليلا ونهارا على مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومبعوثها وبعثة المراقبة التابعة لها .
بالمختصر المفيد، ملحمة جيزان مقدمة لفصل جديد من فصول الرد اليمني على العربدة والغطرسة والإجرام السعودي ، الرد الذي لن يتوقف إلا بوقف العدوان وإنهاء الحصار ، وعلى المهفوف السعودي أن يستعد لمشاهدة المزيد من المشاهد المذلة والمهينة له ولجيشه الفرار ، وتلقي المزيد من الضربات النوعية الموجعة داخل عمقه الإستراتيجي ، وعليه أن يتحمل تبعات عنجهيته وغروره التي ستعجل بسقوط مملكته وتهاوي عرشه ، ولن ينفعه الولاء للبيت الأبيض ولا التطبيع مع تل أبيب ، وسيجد نفسه معزولا ، بعد أن أحاط نفسه بكم هائل من الأعداء الذين صنعهم بطيشه وعنجهيته وتآمره وإجرامه الذي لم يسلم منه حتى أقرب المقربين منه .
قلت قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .