تصاعدت الأحداث في فلسطين المحتلة منذ الخميس قبل الماضي عندما بدأ ” نتنياهو” بتنفيذ استراتيجيته الاحتلالية الاستيطانية بالدفع بالمستوطنين المتطرفين في باب العامود والشيخ جراح ومدينة القدس وبيت المقدس، طبعاً ” النتن” كان يراهن على ما كان يعتقده تفكك الجبهة الداخلية الفلسطينية ولكن الصفعة التي تلقاها الاحتلال من قبل شباب المقاومة الإسلامية حماس والجهاد “الجيل الثالث الفلسطيني” هي رد مزلزل بصواريخ استهدفت تل أبيب ومطاراتها وعلى رأسها مطار بن غوريون وغيره من المطارات وأصبح الاحتلال الصهيوني في وضع حرج جراء المقاومة الفلسطينية التي خرجت عن بكرة أبيها إلى الشوارع بصدور عارية ومظاهرات في كافة أنحاء الأراضي المحتلة، ولم يكن يتوقع ماذا سيحدث في فلسطين والقدس القديمة وفي بيت المقدس وقبة الصخرة وما حدث في المسجد الأقصى.. رئيس وزراء الكيان المحتل كان يريد بهذه الخطوات العدوانية أن يخرج بماء الوجه من الملاحقة القانونية لـ”فساده” وخطط لتشكيل حكومة ما تسمى بالوحدة من مختلف الفئات والأطياف وتسارعت وتيرة الأحداث وكان الرد الفلسطيني مزلزلاً بصواريخ القسام والطائرات المسيّرة ومدفعية الهاون وغيرها، فانقلب السحر على الساحر والتأمت كافة فصائل المقاومة وأصبحت وجهتها “القدس دأقرب” التي تعتبر أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وفيها الإسراء والمعراج للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، نعم هي الهوية الوطنية والدينية للمقدسيين وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي التي واجهت بشهدائها ومنازلها وأبراجها القبة الحديدية التي أصبحت أمام الصمود المقاوم الفلسطيني أوهن من بيت العنكبوت وعاشت فلسطين الانتفاضة للشباب المؤمن بعدالة قضيته أياماً حرجة بينما العدو الأمريكي يحاول أن يحجب عين الشمس بتبريرات واهية للكيان المحتل عبر تصريحات وزير الخارجية الأمريكي وأخفق مجلس الأمن الدولي في ردع الكيان المحتل، وكانت غزة هي المقاومة ورمز العزة والكرامة وملياران من المسلمين لم يقوموا بواجب الدفاع عن القدس مسرى الرسول الأعظم، ولو أن الدول الإسلامية اتخذت نفس الموقف اليمني الشجاع بالكلمة والموقف والاستجابة لدعوة قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي لفتح باب التبرعات التي لبى الشعب اليمني نداء القائد للسيد عبدالملك الحوثي لكان الموقف مختلفاً تماماً رغم الظروف القاسية التي يمر بها الشعب اليمني منذ 2015م والحرب الكونية التي استهدفت الحجر والشجر والبشر بمساندة الاحتلال الجديد والمطبعين كالإمارات والسعودية، فالمقاومة الفلسطينية قد أثبتت وصمدت ميدانياً بوجه الاحتلال الصهيوني الذي حاول أن يرتكب جرائم حرب والعالم وحقوق الإنسان يتفرجون على شعب ومقاومة وأراض محتلة وبيوت مسروقة ومواطنين مهجرين منذ 1948م بل منذ وعد بلفور المشؤوم واتفاقية أوسلو والتطبيع المعلن وغير المعلن.. اليوم الشعب اليمني يقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية وإلى جانب شعب الجبارين وما يحدث في فلسطين من عدوان إسرائيلي يحدث نفس في اليمن من قبل العدوان الغاشم ومرتزقته.. شعب الجبارين في فلسطين وشعب الجبارين في اليمن .. تتسارع الأحداث وبالتزامن مع ما يحدث لإخواننا في فلسطين يقوم الجيش واللجان الشعبية في أول أيام عيد الفطر المبارك بالقصف المسيّر للعدوان والمحتلين الجدد.. فهل هذه بداية النهاية لزوال الاحتلال الصهيوني والمحتلين الجدد لليمن الإنسان والحضارة؟.
حالة التلاحم بين الفصائل الفلسطينية قلبت المعادلة لصالح المقدسات الإسلامية وأرعبت العدو المحتل وجعلت العويل والصراخ من قبل أمريكا ومجلس الأمن والأمم المتحدة المنحازة لهذا الكيان الغاصب وتقديم الدعم للمعتدي بالمال والسلام والعتاد وأحدث أنواع الأسلحة من أمريكا والغرب.
الشيء الغريب والمثير بخصوص تدمير برج الشروق الذي يقطنه صحفيو ومراسلو عدد من الوكالات والقنوات الإعلامية في العالم بقطاع غزة لم نجد حتى منظمة حقوقية إنسانية تندد بهذا الفعل الإجرامي باستثناء إدانة قوية من اتحاد الإعلاميين اليمنيين لهذه الاعتداءات وإدانة الانتهاكات التي يتعرض لها المصلون في المسجد الأقصى وباحته والمواطنون المقدسون في حي الشيخ جراح بمدينة القدس الشريف، وبالتالي فإن انتهاكات الجيش الإسرائيلي المتمثلة باستهداف الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية ومكاتبها في فلسطين تعتبر انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية التي تكفل حماية الأعيان الإعلامية والإعلاميين في مناطق النزاع وتجرم استهدافها وتعتبرها جرائم حرب لا تسقط بالتقادم.
ودعا اتحاد الإعلاميين اليمنيين كافة المنظمات والمؤسسات الإعلامية والحقوقية المعنية بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير وفي مقدمتها مجلس حقوق الإنسان والاتحاد الدولي للصحافيين لإدانة هذه الجرائم.. في يوم الثلاثاء 12 مايو 2021م كان الإعلام العبري يولول عن الإصابات المباشرة في بئر السبع وتل أبيب فمن المفترض أن الإعلام العربي لا ينجر وراء السموم التي يبثها الإعلام العبري الكاذب والمفبرك والذي أرجع أسباب الهزيمة إلى حجة واهية هي ان المقاومة تستخدم المدنيين كدروع بشرية وهذا الكذب لا ينطلي على أحد، فـ 17 دولة في اليمن كانت تتخذ نفس الأعذار ونفس الأسطوانات المشروخة لتغطي على فشلها وعجزها أمام الجيش اليمني وصموده واللجان الشعبية.. فلسطين دكَّت منازلها بحقد صهيوني كما حدث في بيت حانون، فهلا يخجل المطبعون مع الصهاينة على أنفسهم والقصف بطائرات الاستيطان ينهال على مواقع تل الزعتر شمال غزة وعلى منازل الفلسطينين؟، فالكيان يلعب بالنار في كل جولة ولكن هذه المرة وبعد أن التأمت واتحدت كافة الفصائل الفلسطينية وبعد أن أصبحت رشقات صواريخ المقاومة تطال مناطق الاحتلال واعتراف “النتن” وإعلانه بعد ثلاثة أيام بأن مشروعه منهار أمام القوة الفلسطينية الباسلة وخروج بعض عواصم العالم وشعوبها عن الصمت المريب، يبدو أن هناك وساطات بعد أن أثبت ما يسمى بالجيش الذي لا يقهر بأنه جيش من ورق وان نهاية المحتل باتت قريبة رغم الدعم المادي واللوجستي الأمريكي لهذا الكيان الغاصب المرعوب الذي هرب إلى جحوره مثل الفئران الخائفة.
فلتحيا المقاومة والشعوب الحرة والخزي والعار للمطبعين مع كيان الاحتلال الذي سيكون مصيره الرحيل عن الأراضي العربية في نهاية المطاف.
صورة من قلب الحدث
ظهرت خنساء فلسطين التي فقدت أحد أبنائها قوية صامدة مؤمنة تحمد الله وتشكره على أنها قدمت ثلاثة شهداء من أبنائها إثنان منهم استشهدا في عقد التسعينيات والثالث استشهد في هذه الحرب الظالمة المجرمة يوم الجمعة قبل الماضية والتي حمدت الله على شهادة أبنائها الذين ارتقوا إلى ربهم وهم يدافعون عن الأقصى والمقدسات الإسلامية وقالت عبر قناة “الجزيرة” الفضائية ” الحمد لله الأولاد بايتعوضوا لكن الأقصى والمقدسات الإسلامية لا تعوض.. فهذه هي خنساء فلسطين”.
الانتفاضة الثالثة
راهن جيش الاحتلال ونتنياهو على الصواريخ والطائرات الاستطلاعية المقاتلة التي كانت تحلق في سماء فلسطين المحتلة لإبعاد الفلسطينيين الأحرار ذوي الصدور العارية عن التجمعات، لكن أصبح الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر أمام الشباب والمقاومة جيشاً من ورق وبدأ الجنون الصهيوني بإطلاق قاذفات تزن أطناناً من المتفجرات وصواريخ على مبنى الإنتاج الملاصق لمستشفى الشفاء في غزة، مخلفاً الخسائر المادية والجرحى والشهداء، إضافة إلى تهدم المنازل التي طالها قصف الطائرات الحربية الصهيو أمريكية.. وبالمثل فقد شهدت المناطق المحتلة رشقات صاروخية لم يكن العدو الصهيوني يحسب لها حساباً وأصبحت المقاومة وسلاحها يحسب لها ألف حساب وحساب من قبل أمريكا والكيان الصهيوني، وكانت خسائر الاحتلال كبيرة جداً تقدر بمائة وثمانين مليون دولار إلى حتى تاريخ كتابة هذه السطور، فالجيش الورقي الذي صرفت وتصرف عليه مئات المليارات من الدولارات قد سقط في مستنفع الجيل الثالث من الشباب الفلسطيني وأطفال الحجارة.. وعادت الروح إلى اللد وحي الشيخ جراح من حيث لا يدري “النتن”، فكيف لما يدعي انه أقوى رابع جيش في العالم يسقط تحت أحذية شباب الانتفاضة وأمام الحق الفلسطيني الذي يذودون عنه بدمائهم..
ولم يتوقع الكيان الصهيوني تلك الهبة الشعبية من فلسطينيي 48 في الداخل.. وللحديث بقية