يعاني ما يقارب ثلاثون مليوناً من أبناء الشعب اليمني، من آثار الحصار الأمريكي الخانق الذي يدخل في السنة السابعة، حيث تمس آثاره الكارثية بكافة اليمنيين على مختلف الجوانب، وأدى إغلاق مطار صنعاء الدولي إلى وفاة الآلاف من المرضى الذين لم يستطيعوا السفر إلى الخارج للعلاج.
ومنذ تولي بايدن رئاسة أمريكا أكد مراراً أنه سيعطي حقوق الإنسان أولوية في سياسته الخارجية، وفعلاً أعطى بايدن الحصار على الشعب اليمني أولوية وارتفعت وتيرته، وإذا كانت أقصى فترة للحصار في عهد ترامب لا تتجاوز 75 يوماً، فإن بايدن شدد الحصار وزاد الخناق على اليمن ولم يدخل لتر واحد من البنزين منذ توليه الرئاسة إلى اليوم..
لعل محاربة الشعوب في قوتها ولقمة عيشها هي ما يسميها بايدن احترام «حقوق الإنسان» والأولوية لديه.. وربما تكون هي الصفقة العادلة التي تحدث عنها «ليندركينج»، وكشف تفاصيلها المرتزق أحمد بن مبارك، وهذا ليس غريباً على السياسة الوحشية الأمريكية التي من أجل مصلحتها لا تبالي بحياة ثلاثين مليون إنسان.
إن استمرار الحصار الخانق – الذي يفرضه التحالف بإشراف أمريكي على أبناء الشعب اليمني – يضاعف من معاناة هذا الشعب، ويثقل كاهله، يخالف كل الأعراف الإنسانية والقرارات الدولية.
ولن يستطيع المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينج، بتضليله ولبسه للحقائق بتجاهله للحصار الخانق الذي يفرضه التحالف برئاسة أمريكا، فكل مريض لا يستطيع السفر إلى الخارج يعرف أن الحصار الأمريكي هو المانع لسفره للعلاج، وكل مواطن يرى أسعار المواد الغذائية ترتفع يعرف أن الحصار الأمريكي هو السبب بارتفاع الأسعار، وكل مزارع تتصحر مزارعه يعرف أن الحصار الأمريكي واحتجاز السفن هو من منع وصول المشتقات النفطية لزراعة أرضه، وكل مواطن يعاني في الحديدة أو عدن يعرف أن الحصار الأمريكي هو من منع المازوت لتشغيل مولدات الكهرباء، وكل مؤسسة أو مستشفى أو مركز للكلى أو مصنع توقف يعرف أن الحصار الأمريكي يقف وراء توقفها.
ولا بد أن نشير إلى أن استخدام تحالف العدوان – برئاسة أمريكا – قوت الشعب اليمني كورقة لمحاولة تركيع الشعب يعد جريمة حرب، ولن يطول سكوت الشعب اليمني، وعلى العدوان أن يحذر من مغبة الاستهتار بالوضع الإنساني واستمرار الحصار.
ونختم بما أكد عليه قائد الثورة السيد عبدالملك – يحفظه الله – وهو أن «المدخل الحقيقي لكل الملفات هو من بوابة معالجة متطلبات الملف الإنساني التي تهم كل مواطن يمني كونها تعود عليه بالضرر المباشر في حياته وأمنه واستقراره الغذائي”، وإذا كان تحالف العدوان يظن أو يتوقع أن لجوءه وإمعانه في حصار الشعب اليمني سيقوي موقفه فهو واهم، وكلما زاد في حصاره زاد الشعب اليمني قناعة راسخة بأنهم لا يريدون السلام ولا يسعون إليه.