الثورة/
بث الإعلام الحربي للقوات المسلحة يوم أمس مشاهد عملية جيزان الكبرى التي تعد واحدة من أوسع العمليات التي نفذتها وحدات من قوات الجيش واللجان الشعبية في الحدود اليمنية مع مملكة العدوان السعودية.
وأظهرت مشاهد الفيديو التي بثها الإعلام الحربي يوم أمس على وسائل التلفزة الوطنية والعربية وفي وسائل التواصل الاجتماعي مجريات المعركة التي خاضها أبطال الجيش واللجان الشعبية في محور جيزان وكبدوا فيها الجيش السعودي خسائر فادحة ، وحققوا تقدما واسعا في العمق السعودي.
وبحسب مصدر عسكري فإن أبطال الجيش واللجان الشعبية نفذوا العملية الواسعة في جيزان محور «الخوبة – وادي جارة» من ثلاثة مسارات رئيسية ، استهدفت إسقاط خطوط الدفاع التي عمل العدو السعودي على تشكيلها من المرتزقة اليمنيين والسودانيين لصد أي عمليات هجومية تستهدف المواقع الخلفية التي أقام الجيش السعودي تمركزه فيها ، مشيرا إلى أن المسارات الثلاثة استهدفت مواقع تمركز الجيش السعودي في: جبل الـ «إم بي سي»، تباب الفخيذة والتبة البيضاء، القمبورة والعمود وتويلق وشرق قايم صياب ، وتمكنت من إسقاط خطوط الدفاع من مجموعات المرتزقة واخترقت المنطقة التي حاول العدو السعودي إبقاءها منطقة عازلة.
وذكر المصدر العسكري أنه تم خلال العملية التقدم والسيطرة على المواقع السعودية المستهدفة بالكامل وإلحاق خسائر فادحة بقوات العدو ، مشيرا إلى أن المواقع المستهدفة كانت تتواجد فيها قوات مشتركة من القوات السعودية ومرتزقة سودانيين ووحدات من مرتزقة ما يسمى بـ «لواء المغاوير».
وسجل مصدر عسكري الخسائر في صفوف القوات السعودية والمرتزقة المجندين من اليمنيين والسودانيين بأكثر من 200 قتيل وأسير وجريح ، كما أفاد بتمكن الجيش واللجان الشعبية من السيطرة على أكثر من 40 موقعا ، وأوضح أنه تم أسر العشرات من قوات العدو بينهم سعوديون وسودانيون، واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة تركتها قوات العدو في المواقع والمخازن التابعة لها.
وأكد أن قواتنا الباسلة دمرت وأحرقت 60 آلية مدرعة ومركبة، عرض الإعلام الحربي مشاهد لإحراقها وتدميرها، وبين أن مساحة العملية الواسعة في جيزان بلغت 150 كم مربعاً.
وأظهرت المشاهد، تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية واجتياز السياج الحدودي بعد رصد تحركات قوات الجيش السعودي والمرتزقة في المواقع المستهدفة قبل العملية، واللحظات الأولى للهجوم المباغت من عدة جهات على الخطوط الأمامية للعدو وتمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من إسقاط حاميات المواقع ومطاردة الفارين من المرتزقة والسعوديين.
عدسة الإعلام الحربي وثقت تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية ، والفرار الجماعي لجند العدو باتجاه العمق السعودي من موقع الـ إم بي سي العسكري ومصرع عدد من قوات العدو، كما وثقت اغتنام أبطال الجيش واللجان الشعبية العديد من الأسلحة المتنوعة التي خلفها العدو السعودي ومرتزقته خلفهم ، وأظهرت تدمير وإحراق المدرعات والآليات التابعة للعدو، بعد السيطرة على المواقع العسكرية، ومشاهد لجثث الجنود السعوديين.
ووثقت عدسة الإعلام الحربي قيام الجيش واللجان بعمل كمائن نوعية محكمة استهدفت تعزيزات للعدو السعودي خلال المعركة ، كما وثقت المواجهة النارية بالاشتباك المباشر من مسافة صرف جرت بين أبطالنا وبين جيش العدوان السعودي ومرتزقته في موقع العمود السعودي وانتهت بمقتل عدد من جيش العدو بالإضافة إلى تعامل وحدة الهندسة مع ناقلة مصفحة تحمل ضباطا سعوديين تم نسفها وقتل من فيها.
وقامت وحدات من الجيش واللجان الشعبية بملاحقة ومطاردة الفارين من جيش العدو السعودي ومرتزقته وتمكنت من أسرهم في موقع تويلق ، وأظهرت المشاهد جانبا من الخسائر البشرية لضباط وجنود الجيش السعودي في موقعي الصيابة وقايم الصياب خلال العملية التي تعد من أكبر العمليات في الحدود.
العملية التي تعد من أضخم العمليات العسكرية التي نفذتها قواتنا الباسلة في الحدود مع العدو السعودي نفذت في وقت سابق على مرحلتين المرحلة الثانية قبل حوالي شهرين ، وتُعدّ من أنجح العمليات العسكرية وأسرعها في معارك ما وراء الحدود، خصوصاً مع التضاريس المعقّدة للميدان.
وقد حاول العدو السعودي تعزيز قواته القريبة من المواقع التي سيطر عليها الجيش واللجان الشعبية ، وحاول استعادة بعض المواقع الاستراتيجية واستعان الجيش السعودي بما تُسمى «قوة الأفواج» والدفع بثلاثة ألوية إلى هذا المحور، الذي شهد عقب العملية معارك عنيفة شارك فيها الطيران السعودي بنوعيه الـ«أباتشي» والحربي، من دون أن يسفر ذلك عن تقدم للقوات المعادية ، المحاولة سببت له ارتفاعا في الخسائر البشرية فقد قُتل خلال هذه المعارك عدد كبير من جنود العدو السعودي من بينهم رئيس رقباء هو فهد البقمي المرزوقي، وعدد من قادة لواء الملك عبدالله وضباطه.
ونشرت وسائل إعلام سعودية في وقت سابق وعقب تنفيذ معركة جيزان الكبرى أسماء 31 ضابطاً وجندياً سعودياً قالت إنهم قُتلوا أثناء مشاركتهم في الحدّ الجنوبي من دون إيضاح تاريخ مقتلهم، أفادت مصادر مختلفة أن مستشفيات جيزان اكتظت بالجرحى وأكدت المصادر وصولهم من محور جيزان.
وظلت مشاهد المعركة لدى الإعلام الحربي فترة لا بأس بها، إذ تفيد المصادر أن النظام السعودي عبّر عن خشيته من بثها لما فيها من إذلال وإهانة لجيوشه ومرتزقته تُسقط ما تبقى من هيبة يحاول الظهور بها أمام العالم من تتالي الخسائر التي يتجرعها في العدوان على اليمن ، ولم تفصح المصادر عن تلقي النظام السعودي وعودا من صنعاء لحجب المشاهد ، لكنها لفتت إلى أن النظام السعودي عرض مقابلها وقفا للغارات الجوية التي يشنها على بعض المناطق التي تتعرض لقصف متواصل من الطائرات الحربية.
وأتى بث مشاهد المعركة الكبرى في العمق السعودي بمحور جيزان في وقت تبدو المفاوضات متعثرة ومنسدة الأبواب بعدما حاول النظام السعودي وبدفع أمريكي فرض شروط استسلام على اليمن ، ومقايضة الملف الإنساني والحصار بملفات عسكرية وسياسية، رافضا السماح لسفن النفط والوقود بالدخول إلى ميناء الحديدة، مشترطاً التوقيع على موافقة بموجبها تتخلى اليمن عن حقها في الدفاع عن النفس من خلال تنفيذ عمليات صاروخية أو جوية أو برية ، أمر تعتبره اليمن استسلاماً لا تقبل به.