لا السلاح الأمريكي ولا درع المرتزقة ولا تضاريس المكان كانت معهم
مشاهد الإعلام الحربي تكشف حقائق حساسة لجيش العدو السعودي
الثورة / وديع العبسي
خذلتهم التضاريس الوعرة، وباتوا مكشوفين أمام الجيش واللجان الشعبية بل وفي مرماهم.
فضحتهم قدرتهم التكتيكية في إدارة المعركة، وباتوا في مواجهة من يخشونهم أو الموت انتحاراً.
عرّتهم الآلة الأمريكية وهم الذين ظنوا إثماً أن السلاح الأمريكي خير صديق في اعتراك الوغى.
هكذا جاءت تفاصيل المشاهد التي عرضها الإعلام الحربي يوم أمس لتخبر القاصي والداني عن طبيعة المتقاتلين في هذه المعركة التي فرضها المغرور السعودي وأراد من خلالها فرض معطيات على أرض الواقع تمكنه من الهيمنة والسيطرة على البلد أرضاً وثروات وقراراً.
المتغير بات واضحا من خلال ما جرى ملاحظته في مشاهد الإعلام الحربي انه لصالح الجيش واللجان الشعبية المدافعين عن الأرض من الاحتلال.
في التضاريس، كان اليمني ابن الجبال والصحاري والوديان والقفار يتجاوز منحنياتها ومنعطفاتها بانسيابها فهو ابن هذه الطبيعة تشرَّب من قساوتها وفك تعقيداتها وبات صديقها الحامي، ولذلك رأينا كيف كان له الوصول إلى العدو من الجيش السعودي والمرتزقة الغائب في وهم الاستعداد لأي طارئ.
وفي التكتيك عمد الجيش السعودي إلى أن يكون مرتزقة الجيش السوداني في الصف الأول جاعلاً منه درعاً له، وهو ما فشل ليتجاوز الجيش واللجان هذا الجدار العازل ويصل إلى أولئك المحتمين بهم.
ومن هنا ظهرت النتيجة بذلك الشكل المخزي، 150 كيلو متراً، وأكثر من 40 موقعا عسكريا قتلى وجرحى وأسرى وفرار، حيث أن الفرار جريمة عظمى خصوصا حين يكون الأمر من أرض المعركة وترك خلفه أسلحة وذخائر، كما أنه على هذا النحو لا يعتبر انسحابا تكتيكيا بل ولا يقترب حتى من هذا المصطلح، فهو فرار وفق المظاهر التي ظهرت عليه.
ولعل أهون عقاب يقع على الفار من أرض المعركة أمام العدو هو “الاعتقال المؤبد ٬ وإذا كان الفار ضابطاً فإنه يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة ويقضى عليه فوق ذلك بعقوبة الطرد في جميع الأحوال”.
ويذهب أحد التحليلات إلى أن ما لم يكن أحد يتوقعه هو أن تلك الأسلحة والمعدات الحربية الحديثة من المعدلات بأنواعها والقناصات المزودة بكواتم الصوت، والقذائف والقنابل المختلفة، وكاميرات المراقبة الحرارية، وأجهزة الاتصالات والنواظير الليلية الحديثة، وفوق ذلك المكيفات العاملة بالألواح الشمسية، والتي ظهرت جميعها في مشاهد إعلام صنعاء الحربي، لم تُحدِث فارقاً في سير المعارك على الأرض، بل تركها ضباط وجنود الجيش السعودي والقوات المشتركة من سودانيين وغيرهم، وراء ظهورهم فارين في كل اتجاه هرباً من نيران مقاتلي صنعاء بأسلحتهم التقليدية البسيطة، بل أظهرت المشاهد عدداً من أولئك الجنود والضباط السعوديين يفرون باتجاه مرتفعات شاهقة ويرمون أنفسهم من منحدراتها الوعرة فيما يشبه الانتحار الجماعي، الأمر الذي يضع أكثر من علامة استفهام حول إقدام جنود لا ينقصهم شيء على رمي أنفسهم من مواقع مرتفعة، وربما توصلوا إلى قناعة مفادها أن عرباتهم ومدرعاتهم وأسلحتهم الحديثة لم تكن دافعاً كافياً لبقائهم للمواجهة، وفق قواعد الحرب الجديدة التي فرضها على الواقع مقاتلو صنعاء.
تكتيك
في الرؤية والخطة المرسومة من قبل الجيش واللجان تحددت العملية الواسعة في جيزان في محور “الخوبة – وادي جارة” من 3 مسارات رئيسية، استهدفت مواقع الجيش السعودي في: جبل الـ “إم بي سي”، تباب الفخيذة والتبة البيضاء، القمبورة والعمود وتويلق وشرق قايم صياب، وكانت غالبا ما تتميز بعنصر المباغتة:
المسار الأول: في هذا المسار تم الهجوم على مواقع الجيش السعودي في جبل الإم بي سي من ثلاثة مسارات فرعية، من جنوب الجبل إلى مسحية الإم بي سي، ومن خلفه إلى الوسط، ومن الجهة الشمالية إلى قمة الجبل والسيطرة الكاملة عليه بعد تأمين محيطه.
المسار الثاني: كان الهجوم على مواقع الجيش السعودي المتمركزة في تباب “الفخيذة والبيضاء” من مسارين فرعيين وتم السيطرة على التبتين بنجاح.
المسار الثالث: وفيه تم الهجوم على مواقع الجيش السعودي المتواجدة شمال التبة البيضاء وكذلك المواقع المتواجدة شرق قرية قايم الصياب من مسارين فرعيين وتمت السيطرة عليها.
#موعدنا_الحدود
إثر هذا الكشف وفور الإعلان عن الانجازات العسكرية الكبيرة التي حققتها القوات اليمنية في محور جيزان ودحر قوات الجيش السعودي ومرتزقة وتكبيدهم خسائر فادحة في العديد والعتاد.تصدَّر وسم #موعدنا_الحدود قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولاً في اليمن على “تويتر”.
وقد تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن ومعهم جمهور المقاومة وبشكل واسع المقتطفات المصورة التي نشرها موقع الإعلام الحربي اليمني من تحرير المواقع على محور جيزان في العمق السعودي والتي تضمنت مشاهد الفرار الجماعي للجنود السعوديين ومرتزقتهم من نيران المقاومين الأبطال، مؤكدين ثقتهم بالمجاهدين اليمنيين الذين يسطرون كل يوم أروع ملاحم العزة والفخر أمام العدوان الظالم الذي لم يرحم البشر ولا الحجر، متوعدين العدوان السعودي بمشاهد الذل والهوان التي سيعرضها الإعلام الحربي ليكسر بها شوكة الأعداء وليصفعوا بها وجه المشككين بهذه الإنجازات من ذيول العدوان.
فيما عبروا عن إعجابهم بالبأس اليماني، مؤكدين أن لا ثبات إلا على حق، وأبناء اليمن عانوا ويلات عدوان وحصار صار في العام السابع، لأسباب تتحكم فيها المصالح ولو على حساب إلغاء مجتمع بأسره.
فرار وأسر
في الخسائر إضافة إلى ما جرى ذكره سابقاً سقط أعداد من ضباط وجنود جيش النظام السعودي قتلى وجرحى في كمائن محكمة استهدفت مدرعات حاولت الهروب وتعزيزات أخرى للعدو، كما لقي عدد من الضباط والجنود السعوديين مصرعهم بعد سقوطهم أثناء محاولتهم الفرار من منحدرات وعرة، خلال العملية نُفذت محاولة فرار فاشلة لمرتزقة الجيش السعودي في موقع تويلق العسكري، فيما جرى ملاحقة آخرين من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية.
كما تم أسر العشرات من قوات العدو بينهم سعوديون وسودانيون، وأعداد كبيرة من الجثث المتناثرة في الشعاب والوديان تركها من تبقى ولاذ بالفرار.
وكذا اغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة تركتها قوات العدو في المواقع والمخازن التابع لها، كما تم تدمير وإحراق 29 مدرعة وآلية وهذه التي تم توثيقها بعدسة الحربي فقط.
منظومة “الولاعة”
أظهرت المشاهد في العملية الهجومية الواسعة في عمق جيزان، عمليات الإحراق التي قام بها الجيش واللجان لمدرعات وآليات الجيش السعودي بمنظومة “الولاعة” بعد وقوعها في مصيدة كمائن محكمة ونوعية، وقد أظهرت الصور اندلاع ألسنة اللهب والنيران منها بشكل كبير وتصاعد أعمدة الدخان في السماء.
“وقد اعتاد أبطال الجيش واللجان الشعبية استخدام منظومات الولاعة كإحدى الأسلحة الهامة والرئيسية لما لها من أهمية وفاعلية كبرى في الميدان العسكري بعد أن تم الإعلان عن دخولها مسرح العمليات واستخدامها في إحراق مدرعات وآليات العدو منذ العام 2017.”