نزلاء السجون أهمية واستثمار طاقاتهم

نعيش حياتنا محصورين في حدود الأطر التي صنعناها لأنفسنا وقصرت اهتماماتنا وتفكيرنا بين هذه الأطر الضيقة دون إدراك لخطورة هذه الحدود علينا على حياتنا وأن هذه الخطورة من شأنها أن تلوع أفئدتنا وتقلق مضاجعنا وتربك علاقاتنا الاجتماعية وتهدد ممتلكاتنا العامة والخاصة وحقوقنا القانونية والوطنية والاجتماعية..
وهذه الخطورة تمتد من خارج هذه الأطر من مكان هو الأقرب للتأثير على حياتنا وعلى واقعنا المعيشي فيما لا نعيرها أي اهتمام وفي النادر على تفكيرنا أو يتذكر أحد منا هذه الأماكن والتي من أهمها السجون والإصلاحيات المركزية والتي تعد جزءا لا يتجزأ من واقعنا المعيشي وحياتنا اليومية وعلاقاتنا الاجتماعية بل إنها جزء بالغ الأهمية من واجبنا في الحياة من منطلق الرسالة التي تحملها هذه الأماكن. هذه الرسالة القانونية والاجتماعية والإنسانية العظيمة في السيطرة اللازمة لحفظ الأمن والسلام الاجتماعي والنظام الرسمي. هذه الرسالة تتجسد من خلال تهذيب وتدريب وتأهيل النزلاء في هذه السجون والإصلاحيات من رجال ونساء وشيوخ وشباب وأطفال ذكورا وإناثا على حد سواء لكل محتاج لهذا التهذيب والتدريب والتأهيل بالمهارات والسلوكيات والقدرات اللازمة لاستثمار طاقاتهم وإمكاناتهم الكافية لاستثمار الأمثل فيما ينفعهم ويخدم المجتمع المحيط بهم ويؤهلهم للاندماج مرة أخرى في إطار المجتمع وتسخيرهم لخدمة أهاليهم والوطن إجمالا ونحن في القطاع الخاص نعقد آمالا وتطلعات كبيرة على هذه الرسالة العظيمة التي تحملها هذه الجهات بالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة بالتدريب والتأهيل والتهذيب لهذه الفئة بالغة الأهمية والتأثير على حياتنا ومستقبل أبنائنا خاصة الذين نستشعر فيهم اندفاعا قويا ورغبة جياشة في التدريب والتأهيل من جديد بما يؤهلهم للاندماج مرة أخرى في مجتمعاتهم بمهارات وقدرات تضمن لهم عدم العودة مجددا إلى هذه الإصلاحيات والسجون ..
وبالتالي نتمنى على وزارة التعليم الفني والتدريب المهني أن تعد وتجهز البرامج التدريبية الحقيقية حسب احتياجات سوق العمل والتي تتناسب وأهداف هذه الرسالة الإنسانية للسجون والإصلاحيات وأن توزع استمارات على المتدربين من النزلاء ليحدد كل منهم البرنامج والدورات التدريبية التي تلاءم ميول ورغبات وهوايات هؤلاء المتدربين كما نتمنى أن لا تنحصر هذه البرامج التدريبية على جنس أو نوع أو فئة عمرية محددة ولكن أن تشمل جميع النزلاء في هذه السجون التي لا تفرق بين ذكر وأنثى أو كبير وصغير فالجميع بين هذه الأسوار سواسية..
ولا بد أن ندرك أن نجاح هذه الرسالة يعتبر مسؤولية جماعية نتحملها جميعا كل اليمنيين داخل وخارج هذه الأسوار مسئولية تشملنا جميعا في السلطة والمعارضة والمنظمات السياسية المدنية والقطاع العام والقطاع الخاص والمختلط فتيات وفتيانا نساء ورجالا صغارا وكبارا نعم إنها مسئولية الجميع على حد سواء دون أي تمايز أو استثناء فالجميع مستفيد من نجاح هذه الرسالة التي تهدف لحماية المجتمع أكثر من إصلاح وتقويم سلوك ونفسيات هؤلاء النزلاء في السجون والإصلاحيات ..
ونؤكد أننا في القطاع الخاص جميعا حريصون كل الحرص على المشاركة الفاعلة في إنجاح هذه الرسالة بالغة الأهمية ونحن أيضا على استعداد تام لتقديم كل ما يمكن من دعم وتمويل للخطوات التنفيذية المخطط لها على يد قيادة إدارية قادرة على التعامل مع كافة الموارد والإمكانيات المتاحة وتسخيرها في سبيل تحقيق كافة الأهداف المرسومة وفي أوقاتها المحددة بحسب جدول زمني محدد ..
نسأل من المولى عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما فيه صلاح حال البلاد والعباد والله المستعان من قبل ومن بعد ..

قد يعجبك ايضا