مسؤول ساحة غزة في «حركة المجاهدين الفلسطينية» الدكتور نائل أبوعودة لـ«الثورة »: اليمن تنتصر لفلسطين رغم جراحها.. والحرب عليها أمريكية صهيونية
أوضح مسؤول ساحة غزة في “حركة المجاهدين الفلسطينية” الدكتور نائل أبو عودة، أن معركة «سيف القدس» فرضت معادلة جديدة في مسار مقاومة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وأشار الدكتور أبو عودة في حوار لـ«الثورة» إلى أن الدول العربية المسلمة التي هرولت للتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل لا تقل خطراً عن الكيان الغاصب. وأكد أن المقدسات تعني الأمة الإسلامية جمعاء ولا تعني الفلسطينيين فقط، ما يوجب على الأمة الإسلامية أن تقدم الدعم الكافي، ويكفي الفلسطينيين أنهم من يدفعون فاتورة المواجهة من دمائهم وحياتهم لأجل حماية هذه المقدسات التي تعنيهم ولن يتنازلوا عنها…. تفاصيل الحوار:
الثورة / وديع العبسي
بداية لو تصفون المشهد كيف يبدو اليوم في ظل التصعيد المتزايد الذي يمارسه العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة؟ – نحن نقف أمام تحول جديد في طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني..والمقاومة الفلسطينية تفرض معادلات جديدة على الأرض… هذه الضربات سيكون لها بعدها الاستراتيجي على صعيد الصراع مع العدو الغاصب حتى تحرير كامل الأراضي المحتلة، قيام طائرات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المدن واستهداف المدنيين سياسة ليست جديدة عليه، لكنه هذه المرة لقي الرد من المقاومة الباسلة التي صاغت الدرس ولقنته له، ويبدو أنه قد حفظه عن ظهر قلب، وسيفكر دائما ألف مرة قبل أن يتهور بأي فعل ضد مدننا وقرانا.
غطرسة الاحتلال
أذهلت فصائل المقاومة العالم بما تقدمه من استبسال من أجل الدفاع عن الفلسطينيين والمقدسات، هل يمكن القول إن موازين القوى اختلفت هذه المرة؟
– حقيقة رد المقاومة على غطرسة الاحتلال بضرباته الوحشية على الآمنين من أبناء الوطن، أسقط المعادلة التي أراد الاحتلال فرضها على الفلسطينيين، كما أسقط كل الادعاءات الصهيونية بأن قطاع غزة يمكن أن يتلقى ضربات دون أي رد من المقاومة كما أسقطت المقاومة قوة الردع الصهيونية.. المقاومة الفلسطينية استطاعت بالفعل أن ترسل من خلال ردها رسالة للكيان الإسرائيلي وتوقفه عند حده. ولذا وجدنا الاحتلال الصهيوني يعيش حالة من الإفلاس على الصعيد الأمني والسياسي والعسكري، وحالة من التخبط والإرباك.
استهداف المدنيين
أظهرت ضربات المقاومة ضد العدو المحتل هشاشة الجيش الإسرائيلي، فهو من ناحية عجز عن الدفاع عن مواطنيه ومن ناحية أخرى لم يلتزم الشرف في المواجهة فاستهدف المدنيين العزل، ما رأيك؟
– المقاومة اربكت حسابات الاحتلال واعتقد الاحتلال واهم أنه يستطيع التفرد بجبهة القدس…جاء الرد سريعاً وانتصرت غزة بصواريخها.. وجعلت من تل أبيب في اردينا المحتلة ملطة.. وأسقطت منظومة الجيش الذي لا يقهر، وقد رأى العدو والعالم كيف أن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية وجهت ضربات موجعة لإسرائيل، والجماهير الفلسطينية التفّت حول المقاومة، الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة، ونتنياهو بات مهزوما ولديه حالة من التخبط بفعل ضربات المقاومة.
إلى أين تمضي هذه الانتفاضة، ما هو سقف المقاومة اليوم؟ – المقاومة الفلسطينية وهبة وثورة المرابطين في القدس مستمرة واشتعلت الضفة وأهلينا وفى أراضينا المحتلة عام 48 فاجأوا الاحتلال بتمسكهم وانتصارهم لغزة والقدس.. نحن نقف أمام ديمومة مشتعلة من الجهاد والمقاومة.
الضوء الأخضر
كيف تقيمون التعاطي الإعلامي العربي خصوصا لدى الدول المطبعة؟
– نحن نفصل بين الأنظمة المطبعة الرخيصة.. وبين الشعوب المظلومة.. هذه الأنظمة جزء من المؤامرة على القضية الفلسطينية…وهي من أعطت الضوء الأخضر لقيادة الاحتلال لزيادة الجرائم بحق الشعب الفلسطيني..
نحن نراهن على الشعوب الحرة من أبناء الأمة الإسلامية والعربية للانتفاض في وجه هذه الأنظمة وإغلاق كافة السفارات والقنصليات المطبعة مع الاحتلال. فلسطين ستبقى مركز الصراع المركزي في هذا العالم وأي بوصلة لا تتجه نحو فلسطين هي مشبوهة وخائنة، والمقدسات والقدس ليست لفلسطين وحدها إنما لجميع الأمة الإسلامية.
في مواجهة العدو
منعت الكثير من القيادات العربية من التظاهر لأجل فلسطين بل وحذرت من جمع أي دعم لانتفاضة الأقصى، كيف تعاطيتم مع هذا الواقع؟
– القدس والأقصى، شرف الأمة الإسلامية والعربية، وكل من يمنع التظاهر ودعم القضية الفلسطينية والقدس هو في منزلة ومرتبة الاحتلال الصهيوني. فلسطين تتصدّر رأس حربة الأمة في مواجهة العدو الصهيوني، وقد دفعت فاتورة عالية الكلفة من دماء أبنائها وشهدائها وأسراها وجرحاها، وصمدت صموداً أسطورياً خلال السنوات الماضية لإجهاض كل أشكال المخططات الصهيونية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، لذا المطلوب اليوم من الأمة الإسلامية هو حماية المقدسات الفلسطينية، فالقدس ليست للفلسطينيين وحدهم بل لجميع المسلمين، وبالتالي الأمة الإسلامية مطالبة بتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، بالدعم المالي، والمدد العسكري، وكل أشكال الدعم.
العدو الفعلي
الواضح أن أمريكا بإعلانها الموافقة على تزويد المحتل الإسرائيلي بأسلحة دقيقة قد فضح حقيقة الدور الذي تلعبه أمريكا في استهداف الفلسطينيين، كيف قرأتم أنتم هذا الإعلان؟
–أمريكا هي العدو الفعلي للبلاد العربية والإسلامية…وهي من تدعم الاحتلال الصهيوني بكل أشكال الدعم العسكري والمالي وتساعد في قتل الفلسطينيين.. لذلك هي العدو المركزي، ونحن ندرك ذلك، ولهذا لا نعول عليها في إحداث أي تغيير في صالح الشعب الفلسطيني الصامد، وكما أشرت، أمريكا هي من تقدم الدعم للمحتل، بل وتقولها صراحة بأنها ملتزمة بالدفاع عن الكيان الإسرائيلي.
لا يزال هناك طرح كبير بحاجة الفلسطينيين للاتفاق والتوحد من أجل تجاوز أسباب الخلاف، أين وصلتم في هذا الملف؟
– نحن في فصائل المقاومة دعاة وحدة ونقول يجب أن ننهي كل أشكال الانقسام ..ووضع استراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال…لكن هناك طرف السلطة الذى يصر على التعاون الأمني مع الاحتلال، واعتقال المجاهدين ..
الموقف البعيد
الدول المطبعة لم تحرك ساكناً، هل لا يزال لها تأثير؟
– الدول المطبعة لا تقل خطراً عن الاحتلال الصهيوني…وهي من فتحت كل الأبواب ليصبح هذا الكيان الصهيوني كياناً طبيعياً في المنطقة ودولة صديقة .. وفي نفس الوقت يعملون على شيطنة الدول التي تدعم المقاومة وتعزز صمود الشعب الفلسطيني.. وخاصة دول المحور.. للأسف أخي العزيز، موقف الدول العربية والإسلامية سيئ ولا يرتقي لمستوى ما يجري في القدس، رغم ما شهدناه من تظاهرات هنا أو هناك إلا أن الموقف السياسي لهذه الدول يبدو بعيدا عن الواقعية التي تفترض عليهم أن يكونوا أكثر فاعلية. هل لكم من رسالة أخيرة؟
– في نهاية هذا الحوار، رسالة أبعثها إلى الشعب اليمنى وصحيفة الثورة: خالص تحياتي وشكري من غزة الجريحة التي تمثل رأس حربة الأمة في مواجهة هذا الكيان إلى أهلنا في اليمن …وإلى الإخوة في صحيفة الثورة.. وعندما نقول اليمن نقول فلسطين .. وأنا عشت في صنعاء ..وأعلم كم الشعب اليمني يعشق فلسطين…ونحن نعتقد أن الحرب التي شنت على اليمن ما هي إلا حرب أمريكية صهيونية …لأنهم يعلمون أن اليمن تنتصر لفلسطين برغم الحصار والجرح النازف..