ولو كان بهم خصاصة

الشعب اليمني يواصل حملة التبرع بالمال لفلسطين متحدياً ظروف العدوان والحصار

تم فتح حساب في البنك المركزي وإنشاء الحساب البريدي على الرقم 1140 والتفاعل كبير

اللجنة المركزية استلمت في التدشين تبرعات المجلس السياسي الأعلى والجهات الحكومية الأخرى
يواصل أبناء الشعب اليمني التضحية بأموالهم لصالح إخوانهم الفلسطينيين، تلبية لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي واستشعارا للمسؤولية الدينية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الذي تعرض لاعتداء سافر من قبل كيان الاحتلال الصهيوني والذي رفع راية الاستسلام بعد صمود الفلسطينيين ومقاومتهم وتفاعل الشعوب الإسلامية الحرة مع قضيتهم المركزية.
وتشهد حملة الشعب اليمني للتبرع بالمال إقبالا واسعا على كافة المستويات الرسمية والشعبية لتبقى الهبة اليمانية لنصرة المسلمين في فلسطين موقفاً خالداً يسجل بماء الذهب وسيظل محفوراً في قلب الأمة التي انكشفت عورات بعض أنظمتها بعد العدوان الإسرائيلي الأخير.
“الثورة” تستعرض أهم ما يخص حملة التبرع بالمال على لسان مسؤول القضية الفلسطينية في اليمن ومسؤول حملة الجهاد المالي.
الثورة / أحمد السعيدي

رغم العدوان والحصار الذي يتعرض له الشعب اليمني قبل سبع سنوات وما ترتب عليه من وضع اقتصادي متدهور وحياة معيشية صعبة للمواطنين نتيجة انقطاع الرواتب واحتجاز سفن المشتقات النفطية والغذاء والدواء ما أثقل كاهلهم بأعباء إضافية إلا أنه استجاب لدعوة حملة التبرع بالمال لصالح الشعب الفلسطيني والتي أطلقها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر مايو الجاري..
لينطلق شعب الإيمان والحكمة رجالا ونساء وأطفالا ليجودوا بما يستطيعون تلبية لنصرة إخوانهم الفلسطينيين مسجلين مواقف مشرفة بتبرع الغالبية العظمى منهم ولو كان بهم خصاصة، فذلك الوالد اقتطع من راتبه ومصروف أولاده وذلك الطفل تبرع بمصروفه وتلك المرأة تبرعت بذهبها والمزارع بمحصول مزرعته وهكذا.

إقبال كبير ومؤتمر صحفي
الإقبال الكبير لحملة التضحية بالمال لنصرة القضية الفلسطينية أكده مشرف الحملة ومسؤول القضية الفلسطينية في اليمن الأستاذ حسن حمران الذي قال لـ”الثورة” إن حملة الجهاد بالمال تسير على قدم وساق وتشهد إقبالا كبيرا من قبل المواطنين بكل فئاتهم وتوجهاتهم.. وأكد أن نتائج الحملة والأرقام التي وصلت إليها وبعض المعلومات التي تخص الحملة لا يمكن التصريح بها الآن وسيتم الإعلان عنها في الأيام القادمة في مؤتمر صحفي ينظمه القائمون على الحملة وتحضره كل وسائل الإعلام المحلية والخارجية.

الحساب الرسمي ومسؤولو الحملة
أما فيما يخص حساب الحملة فقد تحدث الأستاذ حسن حمران أنه تم في البداية فتح حساب في البنك المركزي برصيد خمسين ألف ريال يمني، ثم إنشاء الحساب البريدي على الرقم “1140” وعن بداية التفاعل اكد حمران: لقد شهدنا تفاعل القطاع الحكومي أولا حيث تم استلام المبالغ من قبل اللجنة المركزية والتدشين من المجلس السياسي الأعلى ورئاسة الوزراء وفي آخر يوم من رمضان تم استلام مبلغ مالي أولي من أمانة العاصمة ويجري تحصيل بقية المبالغ، وسيتم الالتقاء بالجانب الحكومي قريباً لمعرفة بقية التطورات بشأن حملة التبرع من الجانب الحكومي..
أما عن الجهة التي تستلم مبالغ التبرعات من المواطنين والجهات الحكومية والخاصة فأخبرنا حمران أنها لجنة مركزية بعضوية الإخوين الفلسطينيين احمد بركات ممثل الجهاد الإسلامي وخالد خليفة ممثل الجبهة الديمقراطية وبذلك يعتبر الإخوة الفلسطينيون مطلعين على كل مبلغ يتم إيداعه لنصرة القضية الفلسطينية التي انتصرت بالفعل.

نماذج مشرِّفة
وبالعودة إلى حملة الجهاد المالي التي تشارك فيها جميع فئات الشعب اليمني كواجب إسلامي وجهادي نستعرض بعض النماذج المشرفة التي تثبت كرم وجود أبناء الشعب اليمني واستشعاره المسؤولية الدينية والأخلاقية:
الأخ العريس محمد علي قرر التبرع بتكاليف إقامة عرسه والمحددة بمليون ريال يمني وفضَّل أن يجود بهذا المبلغ لصالح المقاومة الفلسطينية، متحدثاً عن الصواريخ التي تمطر إسرائيل تثلج الصدر وتغنيه عن إقامة عرس للمفاخرة، وأنه اكتفى بإقامة مقيل عادي في المنزل ثم استقبال عروسه.
كذلك الأخت الناشطة الثقافية وفاء مهدي التي دخلت القفص الذهبي استغنت عن شبكتها وكل ما تملكه من الذهب لصالح نصرة القضية الفلسطينية، معتبرة ذلك واجباً دينياً ورصيداً باقياً يتضاعف عند الله تعالى، وانه اقل ما يمكن تقديمه تجاه ما يتعرض له الإخوة الفلسطينيون في أرض الإسراء على يد كيان غاصب ومعتد.
المزارع صالح سوى هو الآخر تبرع بمحصول مزرعته التي تبلغ مساحتها أربعين لبنة مخصصة لزراعة الذرة والبر والشعير وتتجاوز إيرادات محصولها العشرة ملايين ريال يمني، ومن النماذج المشرفة أيضا شخص باع أرضيته لصالح المقاومة.. وآخر باع سيارته، وثالث باع جواله الثمين، وتلك جادت بخاتم وأسورة.. وهكذا يستمر اليمانيون بالتضحية بأموالهم لصالح الشعب الفلسطيني الذي انتصر بالفعل، وإذا ما تمكنوا من الوصول إلى الأقصى لن يتأخروا بالتضحية بأرواحهم رخيصة على أبواب القدس وكل ذلك في سبيل الإسلام ومقدساته.

قد يعجبك ايضا