في جعبة المقاومة الكثير من المفاجآت وإن عادوا عُدْنا

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وممثلها في لبنان إحسان عطايا لـ “الثورة “:يجب أن يفهم العدو أننا لا نلعب ومستعدون لكل الاحتمالات

غزة منتصرة والعدو ينتظر من أمريكا إخراجه من الهاوية السحيقة التي وقع فيها
نقدر دعوة السيد عبدالملك الحوثي لدعم الشعب الفلسطيني والشعب اليمني لم يقصر يوماً
الدول المطبعة شريكة مع الاحتلال والانتفاضة أفشلت مفاعيل التطبيع

أوضح إحسان عطايا- ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، أن تفوق الإرادة الفلسطينية المقاومة أنتجت غلبة واضحة على التفوق العسكري والتقني الصهيوني، وباتت غزة كرقعة جغرافية ضيقة قادرة على تأديب الكيان الغاصب.
وأكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان في حوار مع «الثورة» أن تل أبيب كبرى المدن الفلسطينية المحتلة باتت في متناول صواريخ مقاومة غزة ومجاهديها.
ولفت إلى أن الرهان دائمًا هو على الشعوب الحية وعلى أحرار العالم وشرفاء الأمة.
وقال إحسان عطايا: نتطلع إلى لقاء على مستوى قادة محور المقاومة لتحديد الخيارات المستقبلية في حال تطورت الأحداث، فالفرصة اليوم سانحة للانقضاض على الاحتلال الصهيوني، وتغيير مجرى الأحداث، فعدونا في أضعف حالاته، وقد سقط في الهاوية.
إلى تفاصيل الحوار

الثورة / وديع العبسي

ظهرت انتفاضة الشعب الفلسطيني وشكل المواجهة من قبل كتائب المقاومة مختلفة هذه المرة.. كيف تصفون المشهد؟
– نشاهد اليوم جزءًا من انتصارات المقاومة ولوحات العزة التي ترسمها بدماء الشهداء والجرحى والتضحيات الجسيمة التي يقدمها الشعب الفلسطيني.
وعلى الرغم من همجية العدو الصهيوني في القتل والتدمير الذي يدل على إفلاسه وعجزه عن النيل من قوى المقاومة، ما يدفعه نحو الإرهاب باستهداف المدنيين وقتل الأطفال والنساء، ليضغط على المقاومة بمعاقبة شعب غزة الأبّي، وليوهم ما يسمى بجبهته الداخلية أنه يحقق الانتصارات. ونعتقد أننا مقبلون على الانتصار بإذن الله. «إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريباً»، وما ذلك على الله بعزيز.

القدرة التي ظهرت بها المقاومة فاجأت الكثير بما فيهم العدو نفسه، الأمر الذي يرجح تصعيدا أكثر وحشية من قبله، هل أنتم مستعدون لأي سيناريوهات؟
إن المقاومة أعدّت العدة للمعركة، وهي مستعدة لكل السيناريوهات، وعندما أعلنت سرايا القدس قصف تل أبيب يجب أن يفهم الجميع أننا لا نلعب ومستعدون لكل الاحتمالات، والمقاومة معنيّة بألا تصدأ صواريخها كما يحصل في مخازن بعض الجيوش العربيّة، وأعتقد أن المقاومة الشاملة على كافة الأراضي الفلسطينية ستزلزل كيان العدو الذي يعيش في تخبط غير مسبوق.

وقد وصلت صواريخ المقاومة إلى تل أبيب وأربكت حركة الملاحة الجوية لدى المحتل الإسرائيلي، هل يمكن القول إن المقاومة قد انتقلت من حالة الدفاع إلى الهجوم؟
– إن قرار المقاومة الجريء والاستراتيجي بقصف مدينتي القدس وتل أبيب، انتقل بالصراع العربي – الصهيوني إلى مرحلة جديدة تنكسر فيها غطرسة الكيان الغاصب المرتبط بالسياسة ا?مريكية ارتباطًا وثيقًا. وبدأت تتلاشى فيها انتهاكات قوات الاحتلال والمتطرفين تحت وطأة صمود كل قطاعات الشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه.
وقد أنتج تفوق الإرادة الفلسطينية المقاومة غلبة واضحة على التفوق العسكري والتقني الصهيوني، وباتت غزة كرقعة جغرافية ضيقة قادرة على تأديب الكيان الغاصب في كل مناطقه وفي كل قطاعاته. وباتت تل أبيب كبرى المدن الفلسطينية المحتلة في متناول صواريخ مقاومة غزة ومجاهديها، وتعطلت المطارات الكبرى بعد أن طالتها صواريخ المجاهدين.
وإن أهمية دخول غزّة على خط المواجهة في القدس تكمن في تغيير مسار المواجهات المستقبليّة ومجريات الأحداث، فالعدوّ لن يستطيع بعد اليوم أن يستفرد بالشعب الفلسطيني في الداخل من دون أن يتوقع ردّة فعل حازمة من غزة، فالتلاحم بين الجغرافيا الفلسطينيّة رغم تقطيع الأوصال يعزّز قوى المقاومة في مواجهة الاحتلال، ويجعل الصهاينة يعجزون أمامنا.

ماذا لو فكر العدو الإسرائيلي بهجوم بري على غزة؟
– عندما يحاول الدخول سيرى ماذا أعدّت له المقاومة، لذلك هو يدرك جيدًا هذا الأمر، ولا يجرؤ على القيام بهجوم بري على غزة.

كيف يتم التنسيق بين فصائل المقاومة في التوجيه؟
– هناك غرفة عمليات مشتركة تتابع سير العمليات الميدانية، وهناك الأخ أبو حمزة الناطق الإعلامي باسم سرايا القدس يطل بشكل شبه يومي ليتحدث عن التطورات، وبيانات السرايا، وكذلك تفعل قوى المقاومة الأخرى.

هل هناك في أجندة المقاومة من مفاجآت؟
– توعدت المقاومة العدو بالمفاجآت، ظهر بعضها وآلمه جدًّا، والمقاومة تتعاطى مع المفاجآت الأخرى وفق تطورات المعركة.

على ماذا تراهنون؟
– رهاننا دائمًا هو على الشعوب الحية وعلى أحرار العالم وشرفاء الأمة، ونتطلع إلى لقاء على مستوى قادة محور المقاومة لتحديد الخيارات المستقبلية في حال تطورت الأحداث، فالفرصة اليوم سانحة للانقضاض على الاحتلال الصهيوني، وتغيير مجرى الأحداث، فعدونا في أضعف حالاته، وقد سقط في الهاوية، ومقاومته أيضًا هي المخرج الوحيد من الحصار الاقتصادي الخانق على محور المقاومة.

كيف تصفون الموقف الدولي تجاه تصعيد قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني؟
– في أغلب الأحوال هو منحاز وداعم لموقف الاحتلال في عدوانه، ورأينا إفشال الأمريكي أكثر من مرة إصدار قرار عن مجلس الأمن بخصوص الحرب على غزة. وأكثر من اتصال أجراه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، برئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، والمهلة التي أعطاها لاستكمال العدو مهمته في معاقبة شعب غزة وقتل المدنيين، وإقرار بايدن لصفقة بيع أسلحة دقيقة التصويب للعدو الصهيوني، والتي اعتبرتها النائب الديمقراطية في الكونغرس إلهان عمر، ضوءًا أخضر للتصعيد، وأنها تقوُّض جهود وقف إطلاق النار. كل هذا محاولة لكسب الوقت من أجل البحث عن مخرج أمام الرأي العام يقلل من هزيمة العدو المدوية، ويوهم من يهمه الأمر بأنه المنتصر في هذه المعركة التي كسرت هيبته وهيبة جيشه.

هناك أصوات دولية تؤيد حق الفلسطينيين في أرضهم، هل أنتم في وارد التحرك والاستفادة من هذه الأصوات لتحميل قوة دولية ضاغطة على إسرائيل أو أمريكا لوضع حد للاحتلال؟
– هناك بعض المواقف الدولية مثل مواقف روسيا والصين وبعض الدول الأخرى، تدعو لوقف العدوان، وبعضها إلى إدانة “إسرائيل”، ينبغي تعزيز هذه المواقف في مواجهة الغطرسة الأمريكية التي تعرقل عقد مجلس الأمن لإدانة المحتل.
وعمومًا التعويل هو على شعبنا الصامد وعلى المقاومة التي تستطيع تغيير قواعد الاشتباك في ظل موازين قوى غير متكافئة، وفرض معادلات القوة التي ترسي إحدى دعائمها في هذه الحرب. لأن أكثر من سبعين سنة من الاحتلال مرت ولم تستطع الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن إعادة حقنا في فلسطين، وقد أثبتت التجارب أن ما يعيد هذا الحق هو المقاومة الباسلة التي تسطر كل يوم انتصارات لشعبنا وهزائم للعدو.

ما الذي تنتظرونه من الدول العربية والإسلامية؟
– نحن ننتظر من الشعوب العربية والإسلامية الحية أن تقوم بواجبها تجاه مقدساتها في فلسطين، ونصرة لقضية فلسطين القضية المركزية للأمة، وإزالة المظلومية الواقعة على الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الصهيوني واقتلاعه من أرضه بقوة الإرهاب والمجازر. ونتطلع إلى أن تقوم بخطوات عملية إسنادًا لشعبنا، وهو جزء من هذه الأمة، والمشاركة الفعالة في تحرير فلسطين من المحتلين الصهاينة، والتخلص من هذا الخطر المحدق بمنطقتنا كلها.

شهدنا مبادرة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لدعم الشعب الفلسطيني، وانتفاضة الشارع اليمني المستمرة ومظاهرات في الأردن مع إخوانهم في فلسطين، كيف تنظرون إلى هذا التفاعل العربي والإسلامي؟
– مبادرة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لدعم الشعب الفلسطيني، تستحق الثناء والتقدير، سيما أنها تأتي من شعب اليمن العزيز الذي يواجه آلة الحرب الجهنمية منذ سنوات. ونحن على يقين بأن الشعب اليمني العزيز لم يقصر يومًا في دعم القضية الفلسطينية، ويخرج بمئات الآلاف في مظاهرات مؤيدة لشعبنا، وجاهز لإعلان النفير العام عندما يؤذن منادي الجهاد للزحف نحو فلسطين وتحريرها من أعداء أمتنا.

أين تضعون الدول المطبعة في هذه الانتفاضة؟ ما الذي توجهونه لها؟
– الدول المطبعة شريكة مع الاحتلال في حلف الأعداء، وهي أدوات تنفذ ما يُطلب منها، وقد شكلت غطاء لتغول العدو الصهيوني وسفكه الدم الفلسطيني، إلا أن هذه الانتفاضة قد أفشلت مفاعيل التطبيع من ناحية كالوعي لدى شعوب الدول المطبعة، وتغيير مفاهيمها من خلال التطبيع الثقافي، لأنها أظهرت وحشية هذا العدو في حربه العدوانية على غزة، وتنكيله بالمقدسيين في أحياء القدس، واعتدائه على المصلين في المسجد الأقصى، وإطلاقه الرصاص على أبناء شعبنا المنتفض في المدن والقرى الفلسطينية المحتلة.
وإننا ندعو هذه الدول إلى التخلي عن المشروع الصهيوني والأمريكي الذي يستهدف نهب خيراتها وثرواتها، والهيمنة على قرارها السياسي، وضرب اقتصادها، والعودة إلى أحضان الأمة والذود عن حياضها، والتحلل من اتفاقات التطبيع، والانضمام إلى صفوف شعوبها المناصرة والمؤيدة للقضية الفلسطينية.

هل من رسالة توجهونها؟
– أيها المرابطون والمرابطات على ثغور الوطن، الصبر الصبر، فإن النصر لآت، إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا بإذن الله، وإن مع الصبر نصرًا مؤزرًا.

قد يعجبك ايضا