أطفــال يقـــارعون الإرهـــاب


الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا أخلاق وضحاياه كثر فهو لا يفرق بين صغير وكبير أو رجل وامرأة فالكل أهداف لهذا الشيء البشع ويبقى الأطفال ابرز ضحايا هذه الظاهرة الغريبة على اليمن وأخلاق أبنائه وأعرافهم الأصيلة وعلى الإسلام الحنيف وكل الشرائع السماوية والإنسانية
الوجه القبيح
لقد كشف العدوان الإرهابي على مستشفى العرضي بمجمع الدفاع الشهر الماضي مدى الحقد والانتقام الذي يكنه العناصر الإرهابية على اليمن واليمنيين. لكنه في نفس الوقت أثبتت حقيقة مفادها ان مواجهة هذه الظاهرة الخبيثة مسئولية وطنية يجب ان يضطلع بها كل أبناء المجتمع دون استثناء..
“الأسرة” التقت عددا من الأطفال الذين فقدوا آبائهم في هذا الحادث الإجرامي البشع والذين أكدوا بأن دماء آبائهم لن تذهب هدرا وأنها ستظل نبراسا يضيء طريق الأجيال وتحثهم على حب الحياة وعلى التضحية والفداء من أجل حياة وسعادة الآخرين .
نشعر بالفخر
ويشيرون إلى أنهم وبقدر الحزن والأسى الذي تملك قلوبهم لفقدان آبائهم في هذه الجريمة بقدر ما باتوا يشعرون به من قوة وتجلد في مواصلة نهج العطاء والخير والسلام ومواجهة عناصر الشر والظلام .
ويقول هاشم عبدالله السياغي نجل النقيب السياغي الذي نالته سهام الغدر أثناء قيامه بإسعاف المصابين من زملائه بأن أباه ترك لهم الكثير من الدروس والعبر في حب الخير للآخرين .
ويضيف هاشم – ذو الثلاثة عشر ربيعا وهو اكبر إخوته الأربعة: ” نعم نشعر بالحزن والحسرة على وفاة أبينا لكننا نشعر أيضا بالفخر والاعتزاز بما قدمه والدنا من نموذج رائع في التضحية والفداء من اجل سلامة وحياة الآخرين .
بينما تضيف براءة السياغي ذو التسع سنوات بأنها تعلمت من أبيها دروسا وعبرا في التضحية والفداء من اجل الوطن ومن اجل الآخرين وقالت براءة : رغم حزني على والدي إلا واني فخورة به جدا حيث دفع حياته ثمنا لانقاذ حياة الآخرين وأتذكر وصيته لنا دوما عندما كان يقول ” الحر تكفيه الإشارة, والعبد يضرب بالعصا” وكلي فخر بما علمنا اياه من قيم وأخلاق وقد ضرب لنا أروع الأمثلة في التضحية والفداء.
سنواجه الإرهاب
الطفل احمد عبدالله علي ذو الثماني سنوات الذي فقد والده في حادثة مجمع الدفاع قال : لقد كان والدي دوما يعلمنا معنى الفداء والتضحية من اجل الوطن وقد صدمت حين سمعت بوفاته في ذلك الحادث الإرهابي ولكني عندما علمت انه خرج لإنقاذ حياة الآخرين أحسست بالفخر والاعتزاز بوالدي الذي قدم روحه من اجل إنقاذ الآخرين .
لا للإرهاب
الأطفال وخاصة طلبة المدارس أكدوا في أحاديثهم ل “الثورة ” بأنهم سيقفون بالمرصاد في مواجهة الإرهاب وعناصره الظلامية بكل الوسائل المتاحة.
ويشير مسئولو مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة بأنه قرر عقب الحادث الإرهابي في مجمع الدفاع على تكريس كافة الأنشطة المدرسية في مدارس العاصمة للتعريف بالإرهاب ومخاطره وآثاره المدمرة على الوطن والمجتمع .
ويوضح مدير الأنشطة المدرسية في الأمانة عبدالكريم الضحاك بأن جميع الأنشطة لهذا العام تقام تحت شعار ” لا للإرهاب” وذلك من أجل التعريف بهذه الظاهرة الخبيثة وتحصين النشء والشباب من الدعوات الظلامية والهدامة ..
مشيرا إلى أن الأنشطة المدرسية التي ستقام حتى نهاية العام الدراسي ستشمل برامج توعوية ومسابقات ثقافية وفكرية وعلمية ورياضية وكلها ستتضمن رسائل توعوية حول الإرهاب وكيفية تحصين الشباب من أفكار الغلو والتطرف وبما يمكن الطلبة من مواجهتها بكل ثقة واقتدار.

قد يعجبك ايضا