نعمل على إقامة محميات طبيعية لما تمتاز به محافظة ريمة من تضاريس
مدير عام هيئة حماية البيئة في ريمة لـ “الثورة “: هدفنا نشر الوعي المجتمعي بأضرار التلوث
استطاع فرع هيئة حماية البيئة في محافظة ريمة إنجاز العديد من الأنشطة والبرامج فيما يخص مهامه الميدانية والإدارية التي تصب في مجال الوعي المجتمعي حول الآثار البيئية وأضرار التلوث البيئي الذي يؤثر بشكل مباشر على الإنسان بالأمراض والأوبئة الفتاكة أو تدمير الطبيعة وجمالها، ناهيك عن الإجراءات الرادعة التي اتخذها المكتب بحق المخالفين لقوانين ولوائح حماية البيئة ووضع الحلول والمعالجات للحد من انتشار التلوث البيئي.. كل ذلك تم تحقيقه خلال عام واحد..
وفي هذا السياق التقت «الثورة» الأخ/ إبراهيم الحوري – مدير فرع هيئة حماية البيئة في محافظة ريمة الذي تحدث عن مجمل القضايا المتعلقة بحماية البيئة في المحافظة على النحو الآتي:
الثورة / خالد الجماعي
بداية.. حول طبيعة أنشطة وأعمال فرع الهيئة العامة لحماية البيئة في محافظة ريمة قال: منذ تكليفنا بإدارة مكتب الهيئة العامة لحماية البيئة في شهر أبريل من العام الماضي قمنا بنشر الوعي المجتمعي حول الآثار البيئية وأضرار التلوث البيئي الذي يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر سواء على الإنسان بالأمراض والأوبئة الفتاكة أو على الطبيعة والقضاء على جمالها وتأثيره على المناطق والمدرجات الزراعية.
وكذلك نعمل على نشر الوعي بحماية الطبيعة من حيث وضع الحلول والمعالجات للحد من التلوثات البيئية وذلك بتنفيذ الاشتراطات البيئية على مصادر التلوث البيئي بتخصيص مجموعات إعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك تفعيل حملات النظافة في أسواق ومراكز المحافظة وقد كانت آخر حملة تحت شعار “أعيادنا نظافة وجهاد” بالشراكة مع المكاتب المعنية في المحافظة.
إلى جانب نزولنا الميداني إلى المناطق والقرى والعزل وأسواق ومراكز المحافظة والمديريات ورصد وتقييم الأثر البيئي وتنفيذ الاشتراطات البيئية من قبل المنشآت والعمل على معالجة تلك المصادر التي تعد مصدراً للتلوث.
المحميات الطبيعية
وعن محافظة ريمة وما تمتاز به من طبيعة خلابة وجبال شاهقة، ولماذا لم يتم إنشاء محميات طبيعية في المحافظة حتي اليوم؟.. يقول الحوري:
تمتاز محافظة ريمة بجمال الطبيعة الخلابة وتضاريسها الجبلية، كما تتميز بثروة حيوانية برية متنوعة كالأسود والنمور والثعالب والقرود والطيور النادرة، ووجود الأشجار الكثيفة والشلالات ما يجعل منها بيئة سياحية نادرة، ومن خلال الزيارة الميدانية التي قمنا بها في مديريات المحافظة كان من ضمن خططنا وأولوياتنا ترشيح بعض المناطق لتكون محميات طبيعية كمديرية الجعفرية ووادي مزهر، وغيرها.
فإنشاء المحميات الطبيعية من أولويات خططنا المستقبلية لكننا نواجه صعوبات نظرا لعدم وجود النفقات لفريق العمل المختص للنزول الميداني ورفع الدراسات التفصيلية وتحديد الموقع والجهات الممولة لإنشاء المحميات، وأيضا لما تمر به بلادنا من أوضاع اقتصادية نتيجة العدوان البربري المستمر على وطننا الغالي.
الإصحاح البيئي
وفيما يتعلق بقضايا الإصحاح البيئي أوضح أن الزيارات الميدانية إلى مديريتي السلفية وبلاد الطعام بشأن هناجر الدجاج هدفت لوضع حد التلوثات البيئية ووضع الحلول والمعالجات للحد من انتشارها نظرا لكثرة إقامة منشآت مزارع الدواجن في المديريتين، ومعظمها للأسف إنشاؤها مخالف لقوانين ولوائح حماية البيئة، إذ تقع بالقرب من المساكن والأسواق والطرقات الرئيسية ما يجعل المناطق القريبة منها مصدراً بيئياُ خطيراً لأمراض فتاكة وخطيرة على الإنسان والحيوان وقد تؤثر على المناطق الزراعية ما يؤدي إلى تقلص الإنتاج الزراعي وبالتالي تؤثر على المجتمع.
وقد تم الاجتماع مع قيادة السلطة المحلية ومناقشة المعوقات والمعالجات للحد من التلوثات البيئية ومن تلك المعالجات توجيه قيادة السلطة المحلية بتوفير مقالب- أي محارق- في المديريتين بعدد أربعة، على أن تتوفر الإمكانيات لتحصينها بعيداً عن السكان والمساكن للتخلص من التلوثات البيئية وإلزام مستثمري المزارع بتنفيذ الاشتراطات البيئية من أجل مجتمع وطبيعة سليمة.
الأضرار البيئية التي خلَّفها العدوان
فيما أشار إلى أن الأضرار والآثار التي خلَّفها العدوان في محافظة ريمة كثيرة ومتنوعة، فقيام العدوان بقصف المجمع الحكومي في المحافظة وكثير من المنشآت الحكومية أو الاستثمارية كبعض مزارع تربية الدواجن نتج عنه تلوثات بيئية كثيرة، أما من الناحية الاقتصادية، فتوقف صرف رواتب موظفي الدولة ونقل البنك المركزي جعل موظفي الدولة لا يقومون بواجبهم بالشكل المطلوب ما جعل كثيراً من الأسواق والمناطق تمتلئ بالمخلفات والمواد البلاستيكية التي تؤثر على طبيعة المنطقة وتجلب الكثير من الأمراض الفتاكة، إضافة إلى عدم وجود الوعي الكافي عند معظم أبناء المحافظة إزاء أهمية إقامة مشاريع صرف صحي خاصة أو عامة مغطاة بطريقة تحقق الأمن والسلامة البيئية وقد وجدنا ذلك في مركز المحافظة.
مخالفات كبيرة
ماذا عن المخالفات البيئية التي تم رصدها في عاصمة المحافظة الجبين وبقية مراكز المديريات؟
عن ذلك أكد مدير عام فرع هيئة حماية البيئة أن المكتب رصد الكثير من المخالفات البيئية في المحافظة تتلخص في عدم وجود فتحات صرف صحي مغطاة بطريقة آمنة للحفاظ على المجتمع والطبيعة وذلك في مركز المحافظة وسوق الرباط وسوق السلف كسمة ومركز المديرية، إضافة إلى وجود مخالفات في مركز المحافظة وسوق الرباط والكبة والمغربة بلاد الطعام وربوع بني خولي والحدية وسوق الجرير وعلوجة الجعفرية وسوق عبال وجعيرة ومركز المديرية السلفية وعدد من القرى المجاورة للطريق الرابط بين الحديدة وذمار، إلى جانب وجود تلوثات بيئية في سوق الأحد والذحل في مديرية مزهر، وقد تمت معالجة بعض المخالفات بضبط بعض المتسببين وأخذ التعهدات بعدم التكرار، ولكن ما تزال مصادر التلوث كثيرة، وبدورنا سنسعى إن شاء الله للحد منها حفاظا علي سلامة أبناء المجتمع من الأمراض والأوبئة الفتاكة أما في الجانب الايرادي فقد قمنا بحصر مصادر الأوعية الايرادية من خلال النزول الميداني والتقييم والرصد البيئي وقد تم تحصيل مبلغ يقارب مليون ريال، وهذا رقم قابل للزيادة إذا تعاون الجميع معنا، ومازلنا نقوم بمتابعة المختصين وأصحاب المنشآت مصادر التلوث” لتسديد الرسوم المقررة بموجب القانون وبما يهدف إلى تحسين مستوى أداء المكتب في المحافظة.
لام شمسية
وعن تقييم الوعي المجتمعي حول حماية البيئة في محافظة ريمة قال: المجتمع يحتاج إلى الكثير من التوعية عبر النشرات التوعوية البيئية ومخاطر التلوث وطرق الوقاية من تلك المخاطر والحد من مصادرها.. هذا من جانب ومن جانب آخر نعاني من تقصير الجهات المعنية في تعريف غالبية السكان بالبيئة وماذا تعني حماية البيئة وقوانينها التي كانت عبارة عن لام شمسية تكتب ولا تنطق وهذه لا تكتب ولا تنطق، وقد بدأ المجتمع أخيرا يعي ماذا تعني البيئة من خلال تعاون الجانب الإعلامي في المحافظة لنشر الوعي سواء عبر القنوات الفضائية أو الصحف أو المجلات والبرشورات الهادفة للتوعية المجتمعية بأهمية الحفاظ علي البيئة.
مقالب للمخلفات
ونوه بأن الهيئة تسعى إلى العمل على استئصال مصادر التلوث كتوفير مقالب للمخلفات ومحارق للتخلص منها بطرق الأمن والسلامة البيئية وكذا التنسيق مع المكاتب ذات الصلة لرسم الخطط الهادفة للمعالجات الضرورية من أجل مجتمع خال من أي مسببات لتلوث البيئة، ولن يتحقق ذلك إلا اذا تم تنفيذ القوانين واللوائح المتعلقة بهذا الشأن، وكذا يسعى المكتب إلى عدم إقامة المنشآت ذات التلوث بالقرب من المساكن أو الأسواق أو الطرقات.
كما يطمح المكتب إلى إقامة محميات طبيعية نظرا لما تمتاز به محافظة ريمة من تضاريس وحيوانات وزواحف وطيور نادرة وشلالات تجعل منها تحفة سياحية يتوافد إليها الزوار من كل مكان، أيضاً نعمل على توفير مجلة خاصة بالبيئة لنشر الوعي بين أوساط المجتمع وإقامة أندية بيئية في مدارس المحافظة ونعمل جاهدين على توفير الإمكانيات والأثاث والارتقاء بالعمل المؤسسي ووضع الخطط المستقبلية الحديثة والعمل على تنفيذها ومتابعتها.
وعن التحديات التي تواجه سير عمل الهيئة قال:
من التحديات التي تواجه مهام الهيئة: عدم تفعيل دور المكتب خلال الأعوام السابقة ما أدى إلى عدم وجود الوعي بين أوساط المجتمع في المحافظة والمديريات، كذلك عدم تنفيذ القوانين ووجود أصحاب المصالح الشخصية أو المتنفذين وهذا الأمر عائق حقيقي أمام تنفيذ القوانين واللوائح المتبعة فقد يكون معظمهم مستثمرين ومنشآتهم من مصادر التلوث، وهناك من يحارب الإيرادات مقابل منافع شخصية تعود لصالحه وهذا الأمر نشكو منه بشكل مستمر.