في ذكرى النكبة “الحلقة الأولى”

علي محمد الأشموري

 

 

تظاهرات تمتلئ بها شوارع فلسطين وبعض دول المنطقة والعالم، تنديداً بجرائم الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا في غزة وفي الداخل الفلسطيني المحتل وفي غلاف غزة والمناطق الآهلة بالسكان، حيث لم تمنع الحواجز الإسمنتية، التي استحدثها الكيان من اختراقها واجتيازها من اللبنانيين طبعاً.
الجيل الثالث من أبطال الحجارة الذين خرجوا بصدور عارية في جمعة الغضب تنديداً ببناء مئات المستوطنات الصهيونية والتهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني، فبرغم القوة المفرطة لجيش الاحتلال المدعوم أمريكياً وإماراتياً وبريطانياً وكل مطبعي العصر وبائعي الأوطان الذين يتغنون في فضائياتهم، إلا أن الشعب الفلسطيني الأعزل يقاوم أعتى احتلال عنجهي شهده العالم، الاعتداءات الصهيونية طالت الأقصى ومنعت المصلين ومحاولة كيان الاحتلال هدم المسجد الأقصى تحت خرافة الهيكل المزعوم والبسط على أراضي الفلسطينيين ومحاولة تهجير مواطني 48م في الداخل الذين انتفضوا وهبوا للدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية، وفي جمعة الغضب وذكرى النكبة “76” الصهيونية انطلقت تظاهرات الجيل الفلسطيني الثالث الذين ولدوا وعايشوا مآسي الاحتلال الصهيوني والتهجير القسري وبناء الجدار العنصري وانتقال بعض الدول من الانبطاح سراً إلى التطبيع علنا بحجة ما يسمى بالسلام، الشيء الغريب والمثير أن أولئك الذين لا تاريخ لهم ولا جغرافيا اصبحوا يسبحون لـ”نتنياهو” واليهود المتطرفين من اليمين والإسرائيلي.. “واستهدافاً للقدس وقطاع غزة والشعب الفلسطيني الأعزل قام “ترامب” بإعلان صفقة القرن المرفوضة عربياً وإسلامياً والتي سقطت بفضل مقاومة سرايا القدس وكتائب القسام والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فوقفت الشعوب مع المظلومية الفلسطينية ضد الاحتلال الذي استهدف البشر بترسانته الحربية براً وبحراً وجواً لكنه فوجئ بمئات الصواريخ المنطلقة من غزة إلى تل أبيب وجعلها تقف على رجل واحدة بعد استهداف المنازل والأبراج السكنية والقنابل الغازية والرصاص المطاطي والحي التي يطلقها الكيان الغاصب ضد المتظاهرين ومدافع الهاوان وطائرات الاستطلاع والحربية وكانت كلها تهدف إلى تحقيق بنك “الأهداف” المتمثل في استهداف مزارع المواطنين ومنازل السكان وكان أخطرها استهداف وتدمير برج الجلاء الذي تمت تسويته بالأرض بكافة أنواع السلاح الحربي وكان الهدف ضرب وسائل إعلام صحافية، وعلى رأسها الاسوشيتدبرس والجزيرة ومكاتب محاماة، إلا أنه برغم ذلك أربكت حسابات الصهاينة صواريخ المقاومة وأصبح “النتن” يتذلل لولي نعمته “بايدن” بحجة حماية المدنيين “الإسرائيليين” ولكن هو من بدأ بمحاولة الاجلاء في حي الشيخ جراح المحاذي “لتل أبيب” واستخدام الرصاص الحي والمياه العادمة ضد المتضامنين مع القدس وغزة والمناطق ذات الكثافة السكانية التي أصبحت في العراء واصبحت المستشفيات مكتظة بصواريخ الاجرام الأمريكي، حيث بلغ إجمالي الضحايا أكثر من 1200 ما بين شهيد وجريح وطفل وعجوز وشاب.. أطنان من المتفجرات والقنابل السامة والعنقودية طالت المتظاهرين مع سبق الإصرار والترصبد..
وبالمقابل زخَّت فصائل المقاومة أكثر من 2000غارة صاروخية طالت المستوطنات المحتلة، وما استهداف وسائل الإعلام العالمية من قبل العدو المحتل إلا تشويش وحجب لحقائق ما يجري من ظلم وقتل بدم بارد وحاقد لأصحاب الحق والأرض.
برج الجلاء المدني أقدم برج في القطاع، ليس هو البرج الوحيد المستهدف بل إن أبراجاً سويت على الأرض ما يقارب الـ15 برجاً تحتوي على شقق سكنية لمواطنين عزل، فأي قهر عندما يؤخذ منزل أو شقة من صاحبها التي اختزل فيها كل ذكرياته وأحلامه والعالم يتفرج؟، فصواريخ وطائرات الاستطلاع الإسرائيلية القاتلة التي تقصف بكل أنواع الأسلحة المظاهرات السلمية قد جعلت الشعوب الحرة تخرج عن بكرة أبيها تضامناً مع الشعب الفلسطيني الأعزل شعب الجبارين، ناهيك عن استهداف كيان العدو بالصواريخ مبنى بنك الإنتاج الفلسطيني ولم يسلم حتى بنك الدم، الأمر الذي تسبب في أضرار كبيرة في البنية والمنازل والإنتاج والاقتصاد وقبلها الأرواح، لأن الكيان المحتل كان يقصف في المناطق المكتظة بالسكان والمؤسسات التجارية.
فهل ستعود الروح إلى الشيخ جراح والقطاع ورام الله؟.. هبة الغضب هذه وخيمة ووبال على اليمين المتطرف الذي يدعي الديمقراطية والخط الأخضر من اللد وعكا وحيفا فهل انقلب السحر على الساحر .. ونتيجة للظلم والنظام العنصري والقهر الذي يواجهه إخواننا الفلسطينيون بالمعاملة في تطبيق المعيشية ومحاولة التهجير القسري ومن لم يعمل ذلك فإن مصيره الاستهداف بالقنابل العنقودية والغازية وقناصة الكيان الغاصب.. فجيش الاحتلال قد أخفق ببوارجه أمام رشقات صواريخ المقاومة ولم تنفعه منظومة الباتريوت وما تسمى بـ”القبة الحديدية” سواء في مطار “بن غوريون” وقلنديا غرب القدس.
الغرب بدأ يغيِّر من مسارات رحلات الطيران المقررة إلى تل ابيب التي أصبحت مدينة أشباح بفعل صواريخ وقاذفات سرايا القدس التي كان آخرها عشرات الصواريخ والقذائف التي دكت مواقع العين الثالثة وخزاعة وكرم أبو سالم وكافة المناطق المحتلة.. أما المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في نابلس وأم الفحم وفي الداخل الفلسطيني فإنها ثورة في الذكرى الـ73 للاحتلال الغاصب.. عجبي على بعض العربان المطبعين الذين يمنُّون على شعب الجبارين ويحمِّلون حماس وسرايا القدس وكل فصائل المقاومة المسؤولية وكما هي العادة يتبجح الشليمي والقحطاني على قناة الـRT الروسية ويرددان الأسطوانة المشروخة، فأعجبني المذيع عندما سألهما أين إيران مما تتحججون به؟.. عجباً.
آخر الكلام
للمرة الثانية وتضامنا مع القدس، ها هم الأنصار أصحاب النخوة -من ناصروا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم- يخرجون كالسيول البشرية الجرارة في كافة المحافظات المحررة، تضامنا مع القدس والمقدسات الإسلامية، ونقول للمطبعين اعملوا بنصيحة الأستاذ محمد علي الحوثي بإمكانكم أن تضربوا إسرائيل ونحن سنوقف القصف في العمق السعودي.

قد يعجبك ايضا