أطفال:ننتظر العيد بفارغ الصبر للذهاب إلى الحدائق واللعب والاستمتاع بالرسوم على وجوهنا
أولياء أمور:نحتار بين خطورة هذه الرسوم على الجلد وبين شغف أولادنا لها فهي تمثل فرحة العيد بالنسبة لهم
أطباء: أمراض الربو والحساسية وبعض الأمراض الجلدية سببها الرئيسي الرسومات على وجوه الأطفال
ينتظر الأطفال قدوم العيد بشغف وفرحة لا توصف لارتداء الملابس الجديدة والذهاب للحدائق والمتنزهات للعب والبحث عن الرسامات المتواجدات في الحدائق للرسم على وجوههم -كل حسب رغبته- وقضاء أوقات سعيدة والشعور بفرحة العيد الحقيقية وتحدي كل الظروف المحيطة باليمن من حصار خانق وازمة اقتصادية تسبب بها عدوان لا يرحم راح ضحيته الملايين من أبناء شعبنا الصامد والمثابر.. وسط استعدادات الحدائق العامة لاستقبال الزائرين ورغبة المواطنين والأطفال في الفرح ونسيان كل الجروح.
تحقيق / نجلاء الشيباني
كل عيد تقريباً يقوم الطفل حيدر بتجهيز نفسه للخروج إلى الحدائق والمتنزهات للعب والاستمتاع بلحظات العيد التي تأتي كل عام ويقول: عند زيارتي للحديقة أول شيء أقوم به هو البحث عن الرسامة لترسم على وجهي شكل النمر، فهو قوي وألوانه جميلة ويغيِّر من شكلي لأتباهى به أمام أصدقائي ومن ثم اتجه مع أهلي للبحث عن اللعبة المناسبة لممارستها، وقضاء وقت ممتع أنا وعائلتي في الحديقة.
لم يخالفه الرأي ابن خاله محمد الشميري الذي تحدث قائلاً: العيد بدون حديقة لا يكون عيداً ويزداد روعة عندما نرسم على وجوهنا أشكالاً تعبيرية لأبطال المسلسلات الكرتونية التي نفضلها، وبعدها أقوم بشراء التذاكر للعب، صحيح أن الحدائق تكون مزدحمة لكن هذا لا يمنعني عن الذهاب إلى الحديقة وانتظر حلول دوري كباقي الأطفال لممارسة اللعبة التي اختارها.
رسوم جميلة
أروى الغيلي- معلمة تتحدث عن ذهابها للحدائق العامة في الأعياد مع أطفالها ككل عيد حيث تقول: الحدائق العامة مزدحمة للغاية لكنني برغم ذلك اضطر للانتظار وحتى لا يشعر أولادي بالملل اتجه مباشرة للفتيات اللواتي يقمن بالرسم على وجوه الأطفال، فهن يمتلكن مهارات في الرسم على الوجوه وهذا الأمر يدخل الفرحة والسرور إلى قلوب أطفالي، وما ان ننتهي من ذلك نتوجه للألعاب مباشرة.
وعلى العكس تماماً ترى سعاد عبدالرحمن- مهندسة معمارية أن هذه الرسوم والأصباغ التي توضع على وجوه الأطفال تشكل خطرا عليهم وقد تسبب لهم أمراضاً جلدية مستقبلا، فهي تكتفي بجعل أطفالها يلعبون بالألعاب وعدم السماح لهم بوضع الرسوم على وجوههم .
موسم حصاد
فيما تحدثنا الرسامة هدى في حديقة السبعين قائلة: إن الألوان التي لديها متنوعة ولا تعرف مصدرها وهل تشكل خطراً أم لا.. فهي تعتبر القيام بوضع الرسوم على وجوه الأطفال مصدر رزق شريفاً بالنسبة لها ولأسرتها، وفي الأعياد يزداد زبائنها من الأطفال وهي بدورها تفرح بهذا الأمر كثيرا.
سميه القباطي تمارس هواية الرسم على وجوه الأطفال هي الأخرى تعتبر العيد موسم حصاد بالنسبة لها فمنذ صباح العيد تتوجه للحديقة وتبدأ بمباشرة عملها حيث تقول: أشعر بمتعة كبيرة وانا ارسم على وجوه الأطفال خاصة الفتيات فهن يطلبن رسوماً جميلة كالفراشات والدعسوقة والأرنب وغيرها من الرسوم ولا أعتقد أن هذه الرسوم أو الألوان تشكل خطورة على الأطفال لأنها تنتهي بمجرد غسلها بالماء ولا تدوم طويلا في وجوههم .
تحذير ومخاطر
تعاني الأمهات من انتشار ظاهرة الرسم على الوجوه في الحدائق العامة والمولات إلا أن الأطباء والمختصين يحذِّرون من خطورتها، مشيرين إلى أن هذا النوع من الرسوم تتسبب في أمراض مزمنة للأطفال مثل اضطرابات في النمو، والربو، والحساسية.
فيما اتفق العديد من الأطباء المختصين على أن هذه الرسومات التي يلجأ الأطفال إليها في محاولة منهم لتقمص شخصيات كرتونية محببة لديهم، أو أشكال محببة إلى قلوبهم لتضيف لهم البهجة والسعادة، تتسبب لهم في أمراض جلدية.
وفي هذا الصدد نشرت جريدة «ديلي ميل البريطانية» أن هناك مخاطر ناتجة عن مادة الرصاص تحيط بـ7000 طفل، بعد شرائهم أصباغ وجه، حيث يمكن أن يتعرضوا للإصابة بأمراض القلب والأمعاء والكلى، كما حذرت جمعية فرنسية للمستهلكين بدورها من مخاطر المواد المستخدمة في عملية الرسم على وجوه الأطفال.
وأثبت الأطباء أن المسؤولية تقع على عاتق الأهل بشكل كبير، وعلى القائمين على هذا العمل، فإن الألوان بشكل عام تحتوي على عناصر كيميائية قد تسبب حساسية أو تورمًا أو احمرارًا للوجه بعد فترة قصيرة أو طويلة.
كما أن هناك بعض الألوان تحتوي على عنصر معدني ثقيل، وهو الرصاص، والذي يتراكم على النسيج العصبي للأطفال، مما يسبب لهم اضطرابًا وتأخرًا في النمو وقلة الاستيعاب وفقراً في الدم والشعور بالنسيان المستمر.
طرق للوقاية
وأكد بعض الأطباء أن الرسم على الوجه يجب أن يتم ضمن الشروط الصحية، وذلك لضمان سلامة الطفل، ومن أهم تلك الشروط استعمال مواد تلوين عالية الجودة خالية من المعادن المحسسة، وأن يتم فحص الألوان من قبل الجهات المعنية والمختصة وذلك للتأكد من أنها غير محسسة للجلد.
وبيّن الأطباء ضرورة تجنب التعرض للشمس أثناء الرسم على الوجه، ومن ثم غسله جيدًا، والحرص على إزالته قبل النوم، والتأكد من أن هناك فرشاة خاصة بكل طفل، فالفرشاة تعد عاملاً خطيرًا لنقل الالتهابات الجرثومية والالتهابات الفطرية والجلدية الفيروسية والميكروبات لدى الأطفال، وذلك عند استعمال الفرشاة نفسها لأكثر من طفل.
وأوضح أخصائيو الأدوية والسموم أن التسمم بمادة الرصاص يحدث عندما يتعرض الجسم لهذه المادة، والأطفال تحت عمر ستة أعوام هم الأكثر عرضة للتسمم بالرصاص، ما يؤثر على التطور العقلي والجسدي لديهم، وعند ارتفاع تركيز الرصاص في الدم إلى مستويات عالية يؤدي ذلك إلى الوفاة أو الإصابة بالتسمم بالرصاص؛ وذلك عند دخول الرصاص إلى اجسام الأطفال عن طريق الجهاز التنفسي «بالاستنشاق»، أو عبر الجهاز الهضمي؛ بتناول الأطفال لبقايا الطلاء، أو شرب الماء الملوث بالرصاص.